الموضوع: مَسّ
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-22-2014, 12:32 AM
المشاركة 5
أحمد عطيه
كرنفـال

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مَسّ





...فرفقًا بقلبي إنَّ قلبَكِ لا يقسو=وإنْ تعتبي فالعتْبُ في رقةٍ يأسو
أتيتُكِ هذا الصبحَ والطلُّ مدمعي=أُعاقرُهُ حتى اشتكتْ فيضَه الكأسُ
صباحُكِ بالأحزانِ والشوقِ وابلٌ=ولم يزلِ المشتاقُ من خمرِه يحسو
وعينُكِ مذْ بانَ الأحبةُ ديمةٌ=فما سعدتْ يومًا ولا أسعدَ الطقسُ
تسابقُني الأنفاسُ للحضنِ مُشرَعًا=وكم لعناقٍ صاخبٍ ضجّت النفسُ
وفي خِدرِكِ الورديِّ تنماثُ غربتي=وينتحرُ اليُتمُ الملوّعُ والبؤسُ
أُلامسُ قَدًّا ما فتئتُ كظلِّه=ولا أستحي حتى لوِ استحت الشمسُ
دعيني أُصلّي فوق صدرِكِ ركعةً=فثمةَ كم يحلو لمعتكِفِ حبسُ
على شفتيها حطَّ ثغري فراشةً=وغابَ على أقدامِها اللبُّ والحِسُّ
تجلّتْ فخرَّ المستهامُ مدكدكًا=كذاتِ ملاكٍ لم يُطِقْ كشفَها الإنسُ
أنا صبُّكِ الممسوسُ فيكِ تولُّهًا=وما شئتُ مِن راقِ؛فقد راقني المسُّ
بلغتُ من العمْرِ الصليِّ رمادَه=ويومي جُذىً تخبو فيُوقدُني الأمسُ
ضفائرُكِ الصفراءُ تجلو كآبتي=ويُسرَجُ في الأضلاعِ من ضوئها قَبسُ
وجُلُّ أمانيّ التي شِبتُ خلفَها=خضيبُ يدٍ تحنو لحِنّائها الرأسُ
أهيمُ بأحضانِ النساءِ مجدِّفًا=وليلى هي المرفا وفي صدرِها أرسو
بوجهِكَ يمّمْ شطرَ ليلى مكبرًا=وأولُ حبِّ حُقَّ من أجلِه خَمسُ
لَئنْ مُوّهتْ ليلى بزيٍّ وصبغةٍ=هداني الهوى قُدْمًا وما خانني الحدْسُ
أليلايَ امسى حبُّنا محضَ تهمةٍ=ورغمَ قُضاةِ الأرضِ لم يَنفِها قيسُ
وكم من نبيٍّ عاشقٍ وصلَكِ اشتهى=فكيف دنا من ذيلِ جلبابِكِ النجْسُ
لأنكِ مَرقاةُ الحبيبِ لموعدٍ=وحسبُ يديكِ البِيضِ من عقْبِه اللمسُ
ووجهُكِ مَهوى خيرِ كفٍّ وجبهةٍ=وحسبُ أسيلِ الخدِّ حين هوتْ خَمسُ
وأنتِ بساطُ الأُنسِ والشملِ كلِّه=وحسبُ الحنايا فيكِ من خطوِهم أُنسُ
وكلُّ مواعيدِ الدنا لكِ اُقّتتْ=وفيكِ انتظارٌ لا يُثبطُهُ يأسُ
لعينيكِ تنشقُّ السماءُ كوردةٍ=وتنتثرُ الأفلاكُ والأرضُ تنبسُّ
.=.
.=.
إلامَ تُورّي باسمِ ليلى تقيّةً؟= إذًا فاسمَعوا:مفتاحُ توريتي القدسُ!
تلحُّ بذكراها عليّ كأنني=نسيتُ وهل تنسى مليكتَها النفسُ
تهادت على جفني تميسُ بسحرِها=وللقلبِ من زهوٍ برؤيتِها ميسُ!
بلى إنما الأحلامُ أضغاثُ متخَمٍ=من الشوقِ تسري بي إذا جثم النعسُ
وصوتُكِ إذْ ينداحُ في عُجمةِ الدجى=أُسامرُه وحدي وكلُّ الورى خُرسُ
تفرّقَ أهلونا كأيدي سبا على=تِراتٍ فلا ذُبيانَ ترضى ولا عبسُ
ونصرخُ من جمرٍ يعضُّ أكُفَّنا=ولا شفةٌ منهم يُقبِّلُها همسُ
فلا تذكريهم ها هنا وتعوّذي=إذا ذُكروا أن يحضروا؛إنهم رِجسُ
سريتُ فما ألفيتُ غيريَ يعربًا=ومن كل جيتو في البلادِ بها جنسُ
يحاصرُها الطاعونُ في ألفِ خندقٍ=وفي جوفِها كظمٌ يمورُ ولا جرْسُ
تجولُ بها الجرذانُ في كل حارةٍ=وما يَسلمُ المحرابُ منها ولا الكُنسُ
رأيتُ أُولي البأسِ الشديدِ وخيلَهم=وروحيَ في سكْراتِها هدَّها البأسُ
تجوسُ بأكنافي فينتفضُ الثرى=سَحابًا يُباريها وعُريَ المدى يكسو
غبارٌ ولا حربٌ سوى الخوضِ في دمي=وزحفٌ ولكنْ سيرُهم دائمًا عكسُ
فيا قدسُ أهلوكِ الذين تقاعسوا=وما غادروا هيجاءَ إلا وهم نُكسُ
أتَوكِ لينهوا مسرحيّتَهم هنا=فأنتِ السِّبا فيئًا وعرشُهم الخُمسُ
وبعد اغتصابِ الحرةِ استوثقوا الزنا=وقالوا زواجٌ، هكذا، وانتهى العرس!
قصيدة رائعة بحق
وكان بالامكان عدم تكرار ( من أجلِه خَمسُ ... هوتْ خَمسُ وكذلك
وعرشُهم الخُمسُ

مجرد وجهة نظر