الموضوع
:
مقدمة في الإنزياح في الشعر
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
6
المشاهدات
5799
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
المشاركات
324
+
التقييم
0.07
تاريخ التسجيل
Jul 2011
الاقامة
رقم العضوية
10158
04-20-2013, 07:25 PM
المشاركة
1
04-20-2013, 07:25 PM
المشاركة
1
Tweet
مقدمة في الإنزياح في الشعر
مقدمة في الانزياح في الشعر
الانزياح في اللغة زاح عن المكان زوحا أي تنحى عنه وتباعد . وزاح الشيء وأزاحه : أبعده ونحاه عن موضعه . و انزاح انزياحا : زال وتباعد . ولذلك نرى أن الانزياح في الشعر هو البعد عن مطايقة الكلام للواقع في استعارة عبارات متعددة ومختلفة عن المألوف منها الرمز والتشبيه والاستعارة والخيال لذلك نراه يتمثل بتغيرات لغوية فنية تهجم على النص الشعري إلا أنها تضفي عليه مسحة من الإبداع والجمال اللغوي ..
لذلك نرى الانزياح خرق نظام اللغة ونظام الدلالةِ لخلق لغة شعرية جديدة . والمتتبع لمباحث الأسلوبية يدرك أنّ من أهم هذه المباحث ما يتمثلُ في رصد انحراف الكلام عن نسقه المألوف ,أو كما يقول كوهين (الانتهاك) الذي يحدث في الصياغة ، والذي يمكن بواسطته التعرف على طبيعة الأسلوب ، بل ربما كان هذا الانتهاكُ الأسلوبُ ذاته. وهذا مما يؤ كد إن الانزياح هو النظر إلى الأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة كما يقول اسبنوزا ". ويقول بول فاليري وهو من أفذاذ الشعراء العالميين إن الشعر هو لغة داخل لغة لذلك نرى أن الانزياح لغة الابتعاد عن المألوف والسائد بهدف ضخ دماء جديدة في قوالب لغوية وأسلوبية جامدة جافة فهو يعتبر من المحسنات البديعية لصياغة معاني جديدة على معاني قديمة مألوفة وهذا مما يضيف على اللغة الشعرية أكثر رحابة وهنا تكمن متعة النص الشعري.
ويقول الناقد الأمريكي وليام بلومفيلد : إن الانزياح متأصل في الكتابة والتفكير، فلولا هذه العملية لكان الأدب جامداً والفكرالإنساني متكلساً، لقد انزاح هوميروس في إلياذته الشهيرة عن الأعراف التي سادت في زمانه، فلم يمجد أبطال حروب طروادة، بل رسم الحقيقة، وبهذا نأى بنفسه عن الصور النمطية والقضايا الجاهزة التي هيمنت على المخيلة الشعبية آنذاك.
ويعتبر الانزياح في الشعر من أهم الدراسات اللغوية يقوم على التجديد بما يتناسب والنص الشعري ليضفي على الشعر نصوصاً جمالية خارجة عن المفهوم والتقليد المتعارف عليه وذلك هو الإبداع لكسر مقولة ليس في الإمكان أبدع مما كان،وهنا نستشهد بقول بدر شاكر السياب في قصيدته إنشودة المطر
عيناك غابتا نخيل
ساحة السحر
أوشرفتان راح ينأى عنهما القمر.
فجعل السياب العينان غابتا نخيل رغم جفاف وقسوة شجر النخيل لكن جاءتا في هذا السياق على أسلوب مختلف بعد أن أضاف عليها دلالة السحر وهى اللحظة القريبة من بزوغ الفجر لذلك فهو لطّف المعنى بهذه الدلالة الفنية الرائعة.
رد مع الإقتباس