الموضوع: طيفُ الحنان
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-20-2021, 04:26 AM
المشاركة 11
نوري داود
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: في الدارِ طيفُك شقّ الليلَ أسحارا
أستاذتي العزيزة

طاب يومك بالعافية والأمان


أناشدُ الموتَ من كربٍ ليُنْقذَني = فالصبرُ بات بحملِ الهمّ (محتارا)
غيرته إلى

ما كان للهمّ ذا غير الردى فرجاً = فالصبرُ ضاقَ وفي تنفيسهِ احْتارا

أما بالنسبة إلى البيت التالي:

في الرحمِ ربّي وقاني كلِّ عارضةٍ = فيه خُلقتُ مِنَ الأمشاجِ أطوارا

سوف أستغني عنه لأنه مهني

والنص يكون كما يلي
طيفُ الحنان

في الدارِ طيفُك شقّ الليلَ أسحارا = وألبسَ اليأسَ آمالاً وأوطارا

ولملمَ الشملَ حين الدهر فرّقُه = كالطيرِ لمّ لحا الأعوادِ أوكارا

وغازلَ الغيثَ لو يروي مشاتلنا = ليثقل الغصنُ أزهاراً وأثمارا

لم يبعدِ الطيفُ عنّي في الرؤى فغدا = للروحِ أُنْساً وللألحانِ مزمارا

في العُسْرِ واليُسْر يأتي مُسْعفاً بَهَجاً = لكنْ عيوْني دموْع كلّما زارا

بلوعةِ الوجْدِ والظلماءُ دائرةٌ = نجماً أضاءَ وكانَ الأهلُ سمّارا

السُهْدُ أرْهقَ جفناً والنعاسُ غوى= شوقاً أفَقتُ على الأحلامِ منهارا

يزدادُ توْقي شجًى والطيفُ يُخبرُني = عنْ الطفولةِ والإخوانِ أسرارا

من فقدِها الدارُ أطلالٌ وأعْمُدةٌ = فالكربُ قوّض في الأخْرابِ إعمارا

يهشّم البيْنُ أوصالي على مَهلٍ = لم يُبقِ منها لضمّ الروحِ آثارا

غمّي حملت، ولكن كيفَ أكتمُه = والعينُ تجري لهذا الخطبِ مدرارا

ما كان للهمّ ذا غير الردى فرجاً = فالصبرُ ضاقّ وفي تنفيسهِ احْتارا

أرْثي الفقيدَ رثاءً ناحَ منشِدُه = شجواً يشجّ ضلوعَ الصدرِ إعصارا

روحي تُقيّدُ حزناً في أزمّتِها = حتّى بلغتُ بذاك الحُزنِ أهتارا

لم تسعدِ العينُ يوماً منْذُ أنْ رحلتْ = ولم أُكحِّلْ بغيرِ السُّهدِ أشفارا

قد هيّجَ الفقدُ أشجاناً تئنُّ لها = نوقٌ بها العزمُ يطوي القفرَ مِسفارا

أمّي بليلٍ إذا مسّ الحشا وصبٌ = يمتدُّ دهرًا ويُقصي الفجرَ إعذارَا

قبل الولادةِ حتّى شيبتي اكْتملت = منها الحنانُ بدفءٍ فاقَ إيثارا

تدعو الليالي وعيني ملء غفوتها = إلّا أنال بضيق العيش أكدارا

حمْلٌ بوهْنٍ وإرضاع على وُهُنٍ = حتّى احْتواها أذى الأسقام أدهارا

قلبانِ فيها وقد دقّا على وترٍ = بنغمةٍ صاغها الشوقانِ أدوارا

آهٍ لبعدٍ سحيقِ لن يُقرّبَه = إلاّ المماتُ لذا أبغيه مُختارا

إنْ تُسْخط ِالأمَّ لن يرضى الغفورُ ولو = فديْتَ بالكون ألاّ تدخلَ النارا

بدعوةِ الأمِّ ما ردّ الكريمُ يداً = ولم يُؤخّرْ لكشفِ العُسرِ إيسارا

ما كنتُ أرْثيك والموتُ العجولُ رمى = فقدْ حملتُك في الخفّاقِ تذكارا

إنّ اليتيمَ يتيمُ الأمِّ لو فُقدت = ليفقدُ القلبُ حُبّاً كانَ أنهارا

أن شاء الله ينال موافقتك الكريمة

أسأل الله تعالى أن يعطيك العمر والعافية وألّا تملي من عمل الخير والتعليم وأن يبارك الله فيك وبك