الموضوع
:
طيفُ الحنان
عرض مشاركة واحدة
03-20-2021, 04:26 AM
المشاركة
11
نوري داود
من آل منابر ثقافية
تاريخ الإنضمام :
Nov 2020
رقم العضوية :
16290
المشاركات:
191
رد: في الدارِ طيفُك شقّ الليلَ أسحارا
أ
ستاذتي العزيزة
طاب يومك بالعافية والأمان
أناشدُ الموتَ من كربٍ ليُنْقذَني = فالصبرُ بات بحملِ الهمّ (محتارا)
غيرته إلى
ما كان للهمّ ذا غير الردى فرجاً = فالصبرُ ضاقَ وفي تنفيسهِ احْتارا
أما بالنسبة إلى البيت التالي:
في الرحمِ ربّي وقاني كلِّ عارضةٍ = فيه خُلقتُ مِنَ الأمشاجِ أطوارا
سوف أستغني عنه لأنه مهني
والنص يكون كما يلي
طيفُ الحنان
في الدارِ طيفُك شقّ الليلَ أسحارا = وألبسَ اليأسَ آمالاً وأوطارا
ولملمَ الشملَ حين الدهر فرّقُه = كالطيرِ لمّ لحا الأعوادِ أوكارا
وغازلَ الغيثَ لو يروي مشاتلنا = ليثقل الغصنُ أزهاراً وأثمارا
لم يبعدِ الطيفُ عنّي في الرؤى فغدا = للروحِ أُنْساً وللألحانِ مزمارا
في العُسْرِ واليُسْر يأتي مُسْعفاً بَهَجاً = لكنْ عيوْني دموْع كلّما زارا
بلوعةِ الوجْدِ والظلماءُ دائرةٌ = نجماً أضاءَ وكانَ الأهلُ سمّارا
السُهْدُ أرْهقَ جفناً والنعاسُ غوى= شوقاً أفَقتُ على الأحلامِ منهارا
يزدادُ توْقي شجًى والطيفُ يُخبرُني = عنْ الطفولةِ والإخوانِ أسرارا
من فقدِها الدارُ أطلالٌ وأعْمُدةٌ = فالكربُ قوّض في الأخْرابِ إعمارا
يهشّم البيْنُ أوصالي على مَهلٍ = لم يُبقِ منها لضمّ الروحِ آثارا
غمّي حملت، ولكن كيفَ أكتمُه = والعينُ تجري لهذا الخطبِ مدرارا
ما كان للهمّ ذا غير الردى فرجاً = فالصبرُ ضاقّ وفي تنفيسهِ احْتارا
أرْثي الفقيدَ رثاءً ناحَ منشِدُه = شجواً يشجّ ضلوعَ الصدرِ إعصارا
روحي تُقيّدُ حزناً في أزمّتِها = حتّى بلغتُ بذاك الحُزنِ أهتارا
لم تسعدِ العينُ يوماً منْذُ أنْ رحلتْ = ولم أُكحِّلْ بغيرِ السُّهدِ أشفارا
قد هيّجَ الفقدُ أشجاناً تئنُّ لها = نوقٌ بها العزمُ يطوي القفرَ مِسفارا
أمّي بليلٍ إذا مسّ الحشا وصبٌ = يمتدُّ دهرًا ويُقصي الفجرَ إعذارَا
قبل الولادةِ حتّى شيبتي اكْتملت = منها الحنانُ بدفءٍ فاقَ إيثارا
تدعو الليالي وعيني ملء غفوتها = إلّا أنال بضيق العيش أكدارا
حمْلٌ بوهْنٍ وإرضاع على وُهُنٍ = حتّى احْتواها أذى الأسقام أدهارا
قلبانِ فيها وقد دقّا على وترٍ = بنغمةٍ صاغها الشوقانِ أدوارا
آهٍ لبعدٍ سحيقِ لن يُقرّبَه = إلاّ المماتُ لذا أبغيه مُختارا
إنْ تُسْخط ِالأمَّ لن يرضى الغفورُ ولو = فديْتَ بالكون ألاّ تدخلَ النارا
بدعوةِ الأمِّ ما ردّ الكريمُ يداً = ولم يُؤخّرْ لكشفِ العُسرِ إيسارا
ما كنتُ أرْثيك والموتُ العجولُ رمى = فقدْ حملتُك في الخفّاقِ تذكارا
إنّ اليتيمَ يتيمُ الأمِّ لو فُقدت = ليفقدُ القلبُ حُبّاً كانَ أنهارا
أن شاء الله ينال موافقتك الكريمة
أسأل الله تعالى أن يعطيك العمر والعافية وألّا تملي من عمل الخير والتعليم وأن يبارك الله فيك وبك
رد مع الإقتباس