عرض مشاركة واحدة
قديم 08-18-2010, 11:01 PM
المشاركة 150
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
محمد أبو هلال

1577-1640م


تقسم حياة الشيخ الفاضل إلى 3 أقسام:
1. عندما تيتم صغيرا ً وعمل في رعي الماشية لإعالة والدته ونفسه وكان مغرما ً في العلم فكلما رأى شيخا طلب منه أن يعلمه حرفا ً وهكذا تعلم القراءة والكتابة بجهده الخاص وكان فقير الحال.
2. بقائه بالشيخ محمد أبو عبادة الذي كان مشهورا ً بالعلم التقوى واشتغل عنده في الزراعة وتربية دودة القز وفي أوقات فراغه تعمق في أمور الدين والزهد حتى ساوى الشيخ محمد عبادة ولمع نجمه, بعدما توفي أبو عبادة حزن عليه ثم نزل إلى دمشق وهناك تعلم القواعد, النحو, التجويد والفقه.
3. رجوعه إلى منطقة سفوح جبل الشيخ الغربية برفقة الشيخ جابر من قرية عرنه, والشيخ أبو صافي من قرية عين حرشا وكذلك الشيخ أبو علي عبد الملك الحلبي كاتب لآداب الشيخ الفاضل. وهناك عاشوا في المغر ولم يقطعوا علاقاتهم بالإخوان. خصص باقي وقته من السنة وفي الليالي للعبادة والزهد والاستفادة من علوم الدين. كان الأغنياء يستشيرونه في كيفية صرف الحسنة أو الصدقة على الإخوان.
أدبه في حق السيد العظيم وصحبه الكرام :
كان يخصص شيخنا الكثير من الابتهال (التوجه) ودوام ذكر منزلة الأنبياء والرسل طالبا ً منهم أن يغفروا له ما جناه وقبول ما اكتسبه من الخير وأن يرضوا عنه وأن يشفعوا له يوم القيامة.
آدابه مع كتاب الله "ج": كان يصون الحكمة عن غير أهلها ويطلب من الإخوان قراءتها قراءة دراية, فهم وتلاوة حسنة وكان يفسر الحكمة وشواهدها بدون أخطاء وكما كان يقول الأمير السيد "ق" أن لا يكون وصول ألفاظها (الحكمة) إلى سمعه (المؤمن) بأسرع من فهم معانيها "(المهم أن تفهم ما تقرأ).
رأيه في زواج الفقير: لم يخرج شيخنا عما استفاض به الأمير السيد "ق" الشرح في هذا الباب بحيث يقول: مفضل على الفقير ألا يتزوج حق يغنيه الله "ج" من فضله لكي يستطيع عندها إعالة قرينته.
معاملته مع مشايخ عصره: في باقي المناطق ويقول الشيخ ابو علي عبد الملك أنه كتب ما وعاه وشاهده عيانا ً من معاملات وأحكام وشروعات وسلوك وصفات وآداب الشيخ الفاضل لكي يبقى مثالا ً وقدوة للأجيال القادمة.
أدبه في الزهد والسياحة : يقول الكاتب شفيق أبو غانم أن التوحيد عقيدة روحية ذاتية لا تستقيم إلا بالتقوى والمعرفة والزهد. والتوحيد جهد للاقتراب من الخالق وذلك عن طريق عبادة الله "ج" وطاعته (وما خلق العبد إلا للطاعة والعبادة) والأعراض عن الدنيا وما فيها وتجنب النفس الجزئية, وقد سلك شيخنا طريق العباد والزهاد الأقدمين وكان معه الشيخ جابر من قرية عرنه والشيخ أبو صافي والشيخ أبو علي عبد الملك الحلبي وأعرضوا عنها (الدنيا) وأماتوا الشهوات في أنفسهم فعلا ً ونية وتسابقوا وتنافسوا في ميدان التقوى والمعرفة الدينية والزهد, زهدهم هذا جعلهم في أعلى الدرجات وقربهم من الخالق (ومن طرق الزهد أيضا ً عدم الزواج).
حبه للعزلة...وحاجة الناس له:
1. لم يقبل شيخنا هدية من أحد تعففا ً منه ولكي لا يقع تحت دين أحد (أن ألا يكون مديون لأحد).
2. رفض أن يكون إماما ً أو رئيسا ً على الإخوان.
3. حدد موعدا لزيارة الإخوان في موسم الصيف في الخلوات للتوضيح والإرشاد والمذاكرة الدينية والاجتماعية.
4. كان كهفه (لم يعش في بيت) مردا ومرجعا للناس على مختلف درجاتهم وأجناسهم.
5. منع عادات أو سلوك غير محبذ أو غير مرغوب (قطع بدعا ً مذمومة).
معاملته مع مشايخ عصره:
1. طبق شيخنا فريضة حفظ الإخوان قولا ً وعملا ً.
2. عمل على لم الشمل بين الإخوان وإصلاح ذات البين.
3. لم يعترض فيما يفعلونه الإخوان في بلادهم (يرى القريب ما لا يراه البعيد).
4. اتخذ إجتماع الرأي في حل المشاكل وقد استشار بصورة خاصة من له ميزة وسبق سن, كان يقول: "كل رأس فيه حكمة", هذا يدل على ديمقراطيتة وعلى تواضعه أيضا ً.
5. عمل الهداية والإرشاد للإخوان.
6. كان يحب الجلوس مع المشايخ الأصفياء الطاهرين ومن هم متقدمين بالخير والسن والصحة.
7. كان يعامل كل شيخ حسب منزلته ومقامه.
8. كان يمدح الحاضرين والغائبين (لا يكون المؤمن مؤمنا ً إلا إذا أقام مؤمنا ً مثله).
القصاص بقدر الذنب: كان شيخنا إذا جنا أحد الإخوان جناية أو جنحه أو أرتكب ذنبا ً نهاه وعاقبه مع الرفق ولين الكلام (الوعظ) وكان الجزاء (البعد عن الدين) بحسب كبر وصغر الذنب بعد فحص أو تقصير أو سهوا ً أو غفلة أو عدم تمييز أو قصدا ً. والجزاء حسب ما تقضيه المصلحة وكان شيخنا يستشير الإخوان بقضية العدل وتسليم الدين وكان يقول إبعاد الإخوان يهز بدني ويقول أيضا ً يحاسبهم الله "ج" في ذنوبهم ولا يحاسبني في ظلمهم, فكان محاسبا ً لذمته في هذا الباب وينهي الغني عن التبذير ويأمر الفقير بالتدبير.
قناعته: كان يحث الإخوان على القناعة وينهي من السرف والتبذير كقوله: تعالى إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان يمدح المدبر ويتبع درب القناعة وبرزت قناعته في أكله وشربه نومه ولبسه, وقيل: من أراد له كنزا ً فالقناعة تكفيه- لأن فيها اكتفاء ورضا وعفة نفس عطاء قوة وإيمان وتدبير,
طريقته في إشاعته الرفق والإيثار بين الإخوان):
1. كان شيخنا بفضل الوفاق بين الإخوان بقوله حب لغيرك كما تحب لنفسك.
2. لقد كان شيخنا محبوبا ً ومرغوبا ً عند الجميع وكلمته نافذة ومقبولة عند الكل, وكان نزيله مكرما ً من الأخيار أم من الأشرار وكان يقول إذا أراد الله "ج" بقوم خيرا ً أنزل بينهم الرفق وإذا أراد الله "ج" بقوم شرا ً أنزل بينهم الجدل.
3. كان يحث الإخوان على الصدقة.
4. كان يحث الإخوان على التواضع وخفض الجناح وكان يقول: "ذللوا هذه النفوس تجدوا عاقبة لذلك عند الله "ج" عزة لا يبور وكان كل من دخل إليه يتعظ بلسانه وبحاله.
سياسته مع السالكين مسلك التوبة والاستغفار: كان يتفضل على التائبين بالوعظ والإرشاد ويرغبهم بالتمسك بالفضائل وأكل الحلال وترك الحرام ومجالسة الصالحين والابتعاد عن قرناء السوء والاطلاع على الحكمة والتعلق بالعفاف وكان ينبههم من الوقوع في إحدى الكبيرتين (القتل والزنا) ويزّهدهم من الدنيا لأنه ما خلق العبد إلا للطاعة والعبادة, وقيل:" التوبة تمحي الحوبة" ,{ الإثم, الذنب} أو باب الخالق بعدد نفوس الخلائق فيقبلون من النصيحة ويبذلون جهدهم فيما أمرهم ونهى عنه.
مذهبه في واجب الغريب للبلد الذي يسكنه: كان يقول: يستحسن على الإنسان الذي يسكن بلد غير بلده أن يعامل أهلها بالمعروف ويمد لهم يد العون برأيه أو بماله في حال أصابهم مكروه أو فرض عليهم ضرائب من قبل السلطان ويكون ذلك صادرا ً عنه عن طيب خاطر وبدون السؤال منه, فيشارك في عزائمهم أي المشاركة التامة لهم في أفراحهم وأتراحهم.
وكان يقول: أيليق بمن يسكن بلدا ً بغير بلده ويحترف حرف أهله ألا يواسيهم بالقليل في بعض مغارمهم السلطانية بحسب قوته وقدرته.