عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
6887
 
نجلاء نصير
من آل منابر ثقافية

نجلاء نصير is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
101

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Mar 2011

الاقامة

رقم العضوية
9769
04-08-2011, 08:08 AM
المشاركة 1
04-08-2011, 08:08 AM
المشاركة 1
افتراضي أحرار ولن نستعبد بعد اليوم
يمكننا القول إن الثورات المتتالية التي بدأت في تونس ومن ثم مصر وليبيا واليمن الآن كلها تتفق في أسبابها

والدليل على ذلك توحيد الشعارات كلها ضد الفساد والفقر والاستبداد ،فحينما طغت الأنانية على بعض الحكام وحولوا بلادهم

إلى دول بوليسية قمعية تقمع الحريات ،مع انتشار البطالة والفراغ ،لجأ الشباب إلى الفيس بوك وتويتر لتبادل الخبرات ومن

هنا توحدت الآلام وكانت الشعوب العربية في حاجة إلى شرارة ،فكانت دعوات الشباب وصمودهم هي الشرارة الأولى التي ،


انتشرت كالنار في الهشيم ،وفاجأوا الحكام ووسائلهم القمعية ،من هنا نلخص الموقف في أن المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية ،والثقافية

تغيرت،فلم تعد الشعوب أطفالا بل بلغت سن الرشد ،ولن تلعب دور المتلقي بعد اليوم ،ولن تملي عليها أفعالها وكان هذا سببا في عنفوان هذه الثورات ،وصمود الشعب


أمام الرصاص والغازات المسيلة للدموع ،وكان لدى بعض الحكام ثقة كبيرة في الجهاز البوليسي الذي تحصنوا خلف سياجه ،وتفرغوا لنهب الثروات،وقمع الشعوب ،


وتقليص الحياة للشعب في اللهث وراء لقمة العيش،وفتحوا للفساد أبوابا فتركوا من يرتشي يرتشي حتي تهاوت الحالة الاقتصادية وأصبح القانون السائد في التعاملات اليومية في شتي

المؤسسات،هو المال أو الرشوة وتحايلت طبقة جديدة أفرزتها تلك الطبقة الفاسدة المرتشية وكانت كبرى المشاريع تقسم كالتورته على مرأى ومسمع من الشعب الذي زادوه فقرا ،ورموا له

الفتات تحت مايسمى بالدعم والتأمين الصحي _الإذلال الصحي_أضف إلى ذلك تدني الأجور فالحد الأدنى للأجور لم يكن يكفي الموظف لأسبوع واحد ،فبالله عليكم كيف كان يخفى على

المسؤولين سبل الرشوة والفساد ،التي أصبحت نمطا أساسيا في حياة معظم من في أيديهم تسيير حياة الناس اليومية،كل ذلك كان مجرد بداية لبئر فساد أسسه الحكام بالسماح لغول الرشوة

ينخر في العمود الفقري للمجتمع،أضف إلى ذلك فساد المنظومة التعليمية التي أرى _من وجهة نظري الشخصية _كان مع سبق الإصرار من قبل القائمين على التعليم في وطننا العربي

،فالمناهج لا هدف لها سوى تحويل عقول الأطفال لفقاعة هواء تنفجر بعد خروجهم من الامتحان وقد نسوا كل شيء تقريبا مع تدني أجر المعلم وتفشي سرطان الدروس الخصوصية في

المجتمع ،وكيف أن المعلم يختصر المختصر للطلاب حتى يسبحوا بحمد قدراته ،أضف إلى ذلك تسريب الامتحانات في كل المراحل التعليمية والفساد الذي شاب التعليم الجامعي بأن أصبح منصب

المعيد مقتصرا على أبناء العاملين في هيئة التدريس بالجامعة والمجاملات التي ذهب ضحيتها آلاف مؤلفة من العقول الفذة في عالمنا العربي ،عدم تكافؤ الفرص وقتل أحلام الشباب هو ما

جعلهم يلجأون للنت كافيه ويتبادلون الأحاديث حول الفساد في وطننا العربي فاكتشفوا أنهم في الهم سواء ،وبما أنهم لا يملكون الحق في الحلم بعد ،كانت التضحية بأرواحهم أرخص ما يقدموه

من أجل الوطن فالأيقونة الوحيدة التي حركتهم هي الكبت والفساد،فكيف يتفوق طالب في دراسته ويخرج للحياة عاطلا بمرتبة الشرف ،وكيف حين يحاول الاقتراض من الصندوق الاجتماعي

للدولة يطالبونه بفوائد القرض من قبل أن يشرع في نجاح المشروع، وكيف أن سحرة بعض الأنظمة العربية الفاسدة المتمثلة في الإعلام كانت أبواقا للأنظمة العربية التي تهدف إلى قذف الرعب في نفوس الشعوب العربية من حيث أن هناك مؤامرات ومخططات، وأجندات أجنبية، الهدف منها زعزعة أمن الوطن.

فقد أفقرت بعض الأنظمة العربية شعوبها ليس ماديا فقط بل وثقافيا أيضا، فأصبح المواطن الحر الشريف نزيل السجون والمعتقلات والمنافق الذي يتلون كل يوم حسب الموجة هو النزيه ،انقلبت الموازين لكن بعد هذه الثورات، أرى أن الأمور في طريقها للاستقامة رغم كل العراقيل التي سنواجهها لأن الفساد سرطان وعلاجه سيطول وقته، ولن يستطع مخلوق أن يقف في وجه إرادة الشعوب، التي نحرت الخوف وألقت به من نافذة الحياة، لكي تستنشق الحرية التي لن تستبدلها بأي شيء.

نعم، نحن أحرار ولن نستعبد بعد اليوم.

بقلم/
نجلاء نصير
2011-04-05