عرض مشاركة واحدة
قديم 04-13-2014, 07:29 PM
المشاركة 28
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
الضحايا

مازلت تلك الأحداث الرهيبة تدق فى رأسى حتى بعد مرور السنوات ..تسبب غصة فى قلبى ..فقد ارتعت لمرأى فدوى وخديجة وقد تم تكبيلهما بالحبال ورميهما فى قبو القصر وحبسى فى غرفتى دون طعام أو شراب ..كنت أسمع بين

الحين والآخر صراخ فدوى الضعيف ونحيب خديجة وصوت نادر متوعداً


يومان قضيتهم فى حبسى لا أعرف ليلى من نهارى ..دون أن يغمض لى جفن فقد كنت أصرخ وأصرخ حتى اتساقط من الأعياء .. وإذا بالبا ب يفتح فأقف غير قادرة على رفع جسدى ولكن وجه تونى عراجى المتشفى وملامح نادر الصارمة

والإابتسامة الشامتة على شفتى جانيت كل هذا يمنحنى القوة لأنهض فى اعتداد لم يفت العجوز الغاضب فقد ضيعت كل خططه على مدار عام أو يزيد ...لم تردعنى النظرة االصاعقة فى عينى العجوز ..لكن ما كسرنى وحطم ذاتى هو

فدوى وخديجة فقد تعرضت كلتهما للصفع بقسوة وعنف بالغين تحمل بكل تأكيد توقيع نادر الناصرى شقيق فدوى الخائن


كان قد جذبنى بايعاز من العجوز بقسوة من شعرى حيث القبو الرطب لأجدهما مكبلتان بحديد النافذة وفى حالة يرثى لهما وندت عن فدوى صرخة ملتاعة وهى ترقب الجسد المتكوم وقد اوسعه الحراس ضربا وشجوا رأسه والدم ينزف

منه بغزارة

لا ليس هو

لالا ليس بسام

إنه بعيد ماذا يفعل هنا لكن كعوب الحراس تغوص فى جسده المسجى والدم النازف وصريخ فدوى ..كل هذه الألوان والصخب ...كل هذا الظلام والظلم من أجل ماذا

أن أصبح ناتالى .. لقد تعالى صوت الطاغية

أقتلوهم وهو يجذبنى من شعرى

صرخت لا

جدى لالالا أنا ناتالى

لا تقتلهم

أنا ناتالى أرجوك


نظر لى لوهلة وهو مغمضا عيونه وقد أشار لرجاله أن يتوقفوا عن ايذاء بسام

وهو يشير مرة آخرى لأذنه

هيا يا أنسة دعينى أسمع ما قلته مرة آخرى

هيا يا أنسة اطربينى إسعدى مسامعى يا ناتالى الصغيرة

غص قلبى .. لكن هؤلاء ما ذنبهم

أنا ناتالى غسان خورى يا جدى

ضحك كالشيطان ...كالليل الأسود ...كصوت سحيق من الجحيم

ضرب أسوار العزلة حولى من جديد ..أسوارا حصينة من فولاذ ..ومن خلف أسوارى راقبتهم فى عربة قديمة تقودها فدوى الضعيفة حيث يرقد بسام ينزف بغزارة وتنتحب خديجة بصمت طردى قصر خورى الطاغية ..ليتنى كنت معهم .

اغلقت أبواب القصر خلفهم وخلف الأبواب ولدت فتاة آخرى

فتاة قاسية لا قلب لها تحمل أخطاءا اقترفها غيرها وغادروا القصر إلى غير رجعة منهم من ذهب فى رحلة أبديه ومنهم من ظل رحيله غامض

ولدت ناتالى خورى قربان لمن ساعدوها يوما ودفعوا ثمن شهامتهم

كان هناك نادر وقد استعاد مكانته

كانت هناك جانيت الباردة وقد امنت مأواها فى القصر

وكان هناك مريول جوجى مغبر بالطحين وطناجر خاوية وقلوب صدئة ونفوس مريضة وصور مكللة بالسواد وأمال مدفونة وضحكة سرقت منى وقلب لم يعد بمقدوره أن يخفق أو أن يتذكر أو أن يدرى كيف هو

لم أسأل عن مصيره ..كنت أعلم أن فدوى هناك وأنه سينعم برعايتها .. فزاد حقدى عليها

أعنى حقدها هى ناتالى فلم تملك سوى الحقد فى قلبها

وحتى حينما عاد بعد شهر عبر الأسوار خلسة من الحراس وقد ضمد جبينه وبان عليه الإعياء وقد تسلق نافذة غرفتى لم تتح لى الفرصة لخفقة قلب .. ظهر نادر بسرعة البرق فقلت له ببرود

السيد بسام أتى لزيارة صديقته شادن ثم رسمت ابتسامة ساخرة مقيته صفراء

معذرة عزيزى بسام لا وجود لشادنك هنا

كانت لعبة واستمتعت بها

أنا ناتالى ثم ضحكت بطريقة مسرحية معذرة بسام

لقد تحولت اللعبة وصدقها الجميع حتى أن جدى استشاط غضبا

كان بسام وقد وقف مذهولا ونادر ينظر إليه بسخرية وهو يردف

إنها الحقيقة بسام صدقها ثم يربت على بسام المذهول بخفة

لاداعى لامتطاء الأسوار فانت مرحب بك فى أى وقت

نظر لى بسام مرة آخرى غير مصدق ولكن ناتالى كانت تقف هناك صلبة ومستعدة

ناتالى خورى حيث ولدت من جديد ترقب بسام ينصرف بفتور وهى تغممم بحقد

اذهب ..فدواك فى انتظارك