عرض مشاركة واحدة
قديم 06-29-2013, 01:36 PM
المشاركة 6
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


لماذا تستمر الحياة ؟

رغم قصر عمر الإنسان مقارنة وأعمار الحضارات و بعض النباتات دون ذكر الكواكب والمجرات ، تأتي على الفرد منا أحيانا أسئلة من قبيل استفهام النص . هذه الاستفسارات تصاحب لحظة التأمل النابعة من آلام دفينة لم تستطع النفس كبتها فتتحول إلى بؤر تتفجر كلما سكننا ركود الملل ، تلك الرتابة القاسية تجبرنا على محاولة فهم حياتنا التي تجندلنا و تبعثر منطقنا و تغالب صبرنا فلا تسعفنا تجاربنا وخبراتنا المتراكمة و لم تمنحنا الصلابة الكافية لتجاوز مرارة المواقف و العوائق .
لعل ما يجعل الحياة تستمر وتمنحنا بعض اللحظات الجميلة مبلسمة جراح الأوقات العصيبة إلا لتجعلنا نقف على قصورنا على الفهم و الإدراك والفعل ، فالإنسان مهما بلغت به المعرفة وحتى القدرة تعريه الحياة وتجرده من كل خزائنه عائدة به إلى نقطة البداية ، حين كان طفلا لا يستطيع كبح دموعه مع إحساس بضعف وغبن شديدين يفوقان مرارة الفطام .
تستمر الحياة لتهين كبرياء الفرد و تستفز عبقريته لتفرغها من مضمونها الحي ، تستمر الحياة ليشاهد الفرد منا كل ما اعتبره يوما ذا قيمة يهوي به سلم الدركات ليصير تافها وضيعا ، تستمر الحياة ليعيشها الأفراد بنسب لا تتفاوت كثيرا بألوانها الحقيقية ، فيعرف الحلو والمر ، العز والذل ، القوة والضعف ، الحب والكراهية .. تستمر الحياة لتجردنا من الإحساس فتصبح قلوبنا جوفاء لا تتأثر ولا تملك التأثير ، تستمر الحياة لتجعلنا كالماء ، نستسلم لتشعباتها فيجري إن انحدر ويركد إن استوى ولا يستطيع أن يجرب العلا إلا عندما يتبخر و يستسلم للريح تعصف به أينما شاءت .

و رغم هذا فنحن نموت حبا في الحياة ، ونريدها أن تستمر وأتمنى لكم حياة مستمرة .