عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
29

المشاهدات
9125
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
12-13-2010, 11:50 PM
المشاركة 1
12-13-2010, 11:50 PM
المشاركة 1
افتراضي تناثـرت الحـروف أسـراباً مـن الفراشـات
ذات يوم مزهر منكّس العطر



أمتطي جناح الشوق صامتة.. دقّت السّاعة العاشقة



وكانت الأشواق حُبلى بمزيد من الحنين تشهق



وبوحي معصية يُجلس آهاتي في زوايا الانتظار



تسري في جوف مساءاتٍ خريفيّة



أتهجّى أبجديّة ثملة بالرّذاذ وأعانق الضباب من ذاكرة قديمة



تتوق لإغفاءة متمرّدة تهرب من غمام يتوعّد بالمطر



لمن ترك روحي بين يديه يربّت مثل يدي أمّ حانية



منذ الرائحة الأولى للحنين



وبمعول الإبداع أينعت سنابل الكلمات



وفي مدارات الأفلاك يُمشي الحروف على قدميها



فتناثرت الحروف أسراباً من الفراشات تهطل من بين الكلمات



كقطرات حنين يعلقها في أذني حلقا ً



وفي ليلة رماديّة نامت جداولي في أنين داخل حنايا الضلوع



شق جدار القلب ثم تفرّ إلى رعشة الفراق



فتباطأت نبضاتي أرقاً.. وتقيّأت الصمت وسطع ألمي



وآمالي باتت نائية غفت جبال الآه على مفترق القلق



تتبعثر على أطراف الجدول وتتعثر به الخطوات



تعكّر صفوَ تفاؤلي من رحيل آتٍ



أتدحرج من غيمة إلى غيمة لتسكب الغيوم قصائد باكية



وقوافيّ راقصة بجذل الشّوق شجوني مثل نغمة حزينة



يطلّ عليّ كقمر تساقط شِعراً بشطرين من بحور الشعر



خفيف الوزن في كل المعاني



ونجمة تسافر في قمم السّحاب تحلم بالسّعادة



فتغبط الأرض .. وتصفّق النجوم ..وترقص السّماء



ويخبو النداء.. فأترك عمري في لهيبك يحترق



تغتال أزمنتي تجلس فوق أهدابي وتغيّر هندسة حياتي



تلعب بالكواكب.. تزيح النجوم.. ترتبها في سمائي



وأدور ككوكب على خرائط ذاكرتي.. يعانق الشفق



ثم أعود نهراً في ربوعك ينطلق



فتناثرت أحلامي عبر المدى.. كورقة قديمة صفراء



وصرخة مكتومة تحيلها إلى خيوط تختنق



وكان فراقك عنواني


وباتت حياتي ظلام وضباب.. وسطّر دون رحمة خاتمتي


يدوّي الملل في أفكاري ويذوب الوقت والدّقائق تختفي


والجراح تئنّ في كلماتي وتهاديت إلى العدم


يا من غفا في الفؤاد ومن نبض اشتياقي اقتات


وفي النهاية يقلّم أغصاني .. أوصيك أن تقرأ كلماتي


إن متّ بتلاوة الفرقان لتردّ الرّوح إلى قبري


ودعاء النبي العدنان يرطّب جسدي البليان


فرائحة أنفاسك لا تزال معي الآن


وضوء جريحي طفئ رماد الأحلام


ينقذني من سراديب أوهام حيرى


علّه يكون لقاء.. فما لحيّ بقاء


واحبس دمعك قبل أن يشيخ الصدى


ويموت الرّجاء


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)