عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2010, 05:13 AM
المشاركة 41
حسن الشيخ ناصر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: نصوص بأقلام رواد منبر قصيدة النثر هام جدا


وأني أحبك حتى الرمق الأخير / سهى العلي


ومازالَ الانتظارُ يحرقني وجْداً..
كُلما أبصرتُكَ من شُرفة قلبي...
سراباً عَيَنَتْهُ مخيلتي حتى أرضى..
ولستُ أرضى..

أشتاقُ لهمسك المُتخم بالعشق..
وتلكَ الأنفاسُ المختمرة بالانتظار..
تسألُ عن الحبيبة التائهة في غياهب الغُربة..
وأنفاسي عبر الأسلاكِ الباردة تفضحُ سري..
وأنت عالقُ في البحثِ عنها..
وأنا بين يديك!

أخبرتُكَ قبل مولدي
سننجِبُ حُبنا الأبدي
من رحم الورد..
وسأعشقُكَ حتى يفنى كُل من على الأرض..
وأنت مازلت تسألني في الوقت الضائع
أتحبينني؟؟

عشتُ عمري منذ الصرخة الأولى أهواك
سأحتاجُ ضعف عُمري حتى أنسى حُبك
ولن أنساك...

أذكر أني وقبل شكواك عن ماضِ آلمك
عرفتُ أنك مطعونٌ في صدرك حتى الصميم..
دوماً كنت تحتارُ في ماهية إدراكي
ونسيتَ أننا شركاء في الروح..






أخبرتُك قبل رحيلي ألف مرة
أنا لستُ كنسائك المحترفات قسوة
وما أحتاجه للبقاء موردة في بستانك
القليل من الأمان..



كلماتك تصدقني دوماً..
ولكنّ أفعالك وإدعاءاتك المكشوفة
ظلتْ تدميني حتى الموت..


أتعبك الماضي كما أتعبني
لستُ أقل منك جروحاً
ولا أقلُ منك كرامة وإحساس..


لأنك تعشق مبارزة نساء المستحيل
والمراهنة عليهن..
بدأت تغريك مبارزتي..
وأنا أتهربُ من المواجهة..
وتسألني.. لماذا؟
وما أدركت أني أخشى خسرانك
وأنا لا أحب خوض المبارزة مرتين!!


أمنيتي كل يوم
أن تخلع عن نفسك قناع التملق..
وأن تهديني قلبكَ المُتجمدِ رهبة من الغائب..
لأعلقُهُ في صدري باعتزاز..
فندفأ سوياً..




أدرك حجم المغامرة والحرص..
أن تعاود الثقة بالأفاعي من جديد.
وألمي أنك تدرك في صميمك أني لستُ بأفعى....
وما زال قناعك من حديد.



ها أنا أراكَ اليوم عالق في بلعوم الأسئلة.
لستَ ترغبُ في ابتلاع جوابٍ واحد..
إحداها, أنا قدرك البعيد.




متى تصدق أنك في قلبي الفصل الأول والأخير
وأني أحبك حتى الرمق الأخير؟!


أخيراً.. وبعدَ نومهما الأخير.


ونامَتْ حَبِيبَتُه..
فَتَكَور عليها جَنيناً يَبكي وحيداً..
مِنْ فَوقِها حامَ دُخانهُ..
مِنْ تَحْتهِ تَسربَ عِطْرُها..
ومِنْ فوقِهما شلالُ دموع..
يَسيلُ وجْدا لقلبٍ أنهكهُ الهوى..
ولم يذُق بحياته طَعمَ الكَرى..
ورغبةٌ خَرْساءَ بِمُعانقة ما بَعْدَ الانْصِهارْ..
وظِلالُ الطيورِ تغني وتَرقُصْ..
رَقْصةٌ تُحْتَضَرْ فَوقَ الغيومْ..
وحَبيبَتُه مُعلقة بِذِراعيهِ تَضمُه مِنْ سَنَواتِ شَبابهِ المَهْدورة...
ويضُمها مِما تَبَقى لها..
بَعْدَ أسرْ..
ويَتَراقصا معاً نَغماً غَجَرياً فوقَ خاصِرة الحياة..
ورَقْصةٌ أخْرى تُحْتَضَرْ..
مِنْ أعْماقِ الوَجَدْ..
وتَفجُر الدِّماء مِنْ شرايين اليّم..
بتفجُر الصّرخة الأولى بلقاء الحياة للمرة الأولى..
والعَواطِفْ المَجْنونة في رَحم الأرض تحمِلُ إيقاعهما المُعذّبْ..
لتَشْريحِ الصَرخاتِ المُخْتَنِقة والمُتدلية مِنْ قَلْبِ الشمس على
جلودِهما..
ويَقطِفانِ مِنْ ثَمَراتِ الوَجَع سُمهُما..
ويَتلذذانٍ بِشُربِ المَصيرْ..
ويَغيبانِ بَيْنَ السّماءِ والأرضْ..
لا بَشَرْ..
لا قَمَرْ..
لا أصوات, سوى دُعاءُ الشَجَرْ..
والزهورُ تَئِنُ حُزْناً يُعْتَصَرُ مِنْ حُزنْ..

لتَأخذهُ مِنْ عذاب الشّوقِ والحِرمانْ..
أسيراً لأنفاسُها رُغم كُلِ شيء..
لأنها الداء والدواء..
وله الماء والهواء..
ما أحب سواكِ بهذا القدر
يا امرأة عُجِنَتْ بالحُبِ والحَنانْ..
لا تُدركُ سِواكَ رَجُلاً
عُجِن من الأصالة..
*
*
*
ونامَ حَبيِبُها..
أخيراً.. وبعدَ نومهما الأخير..
التقيا..
فتكورا توأمين..
يَبْكيانِ ويَضْحكانْ..
يُعوضان ما فاتَهما, على أرضِ الحياة.