عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2011, 09:57 AM
المشاركة 4
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديب الكريم أيوب صابر المحترم
الأديبة الكريمة رقية صالح المحترمة

البحث هنا ممتع ويدفعنا دفعاً إلى البحث وزيادة المعرفة والتمتع بالفنون الشعرية من العوالم المختلفة

جيوفاني باسكولي . .

من الشعراء المعروفين . . وقد سميت بلدته باسمه بعد وفاته . .
كتب الشعر بإحساس عالٍ ومقدرة فذة في استحضار الكلمات والتراكيب المبتكرة . .
وهنا بعض من قصائده المترجمة . .


* العاشر من أغسطس *

(وهي ذكرى وفاة والد الشاعر وهو قد حولها إلى تاريخ مأساة الإنسانية بأكملها)


سان لورينسو . .
أنا أعرف
لماذا الكثير من النجوم
في سكون الظلام تحترق
ثم تنتثرْ..
لماذا الدمع الهاطل
ينهمرْ..
من صفحة السماء التي
أشاحت بوجهها
لفرط ما أغضبتها
شرور البشر

وفيما سنونوة عائدة إلى عشها
قتلوها . .
فتهاوت بين الشوك
المخضب بدمائها
لقد كان
في منقارها حشرة
عشاءٍ لصغارها . !

والآن ، هي هناك، كمن في الصلب
تجنح للحشرة
وذاك الفضاء البعيدْ
وصغارها الجوعى
في العش الظليل
ينتظرونها . . إلى المدى . .
--------------------------------

* تئن بأغنياتها الطفولية البطيئة *


وكذا عاد إنسان إلى عشه
اغتالته المنية . . بيد غادرة
دونما عذر. .
وفي عينيه الفاغرتين بقايا صراخ لا يصل..
يحمل دميتين هديةْ . !

موعده في تلك الساعة . .
هناك . . في البيت المهجور
انتظروه..
انتظروه بلا جدوى
فيما اعتلى محياه صمت القبور . .
يشير بأصبعه
إلى الدميتين في السماء البعيدة . .

أيا أنتِ يا سماء ،
يا عليّة العوالم الجلية . .
اللامتناهية . . والخالدة
يا للدمع حين تسفحه النجوم السخية . .
على مثقال ذرة من الشر…. حاقدة

-----------------------------------
* أماني وذكريات *

زوارق صيد صغيرة
في أعالي البحار
بيضاء، بيضاء،
كنت أراها تختلج
كأنها التعب . .
يا أيتها الأمنيات،
أجنحة من أحلام
لأجل البحر . .
أستدير بعيناي،
وأؤمن بالله فيما وراء المحسوسات
ومن جديد أرى
زوارق صيد صغيرة
تحت الأشرعة
سوداء سوداء . .
يا ذكريات . .
ظلال من أحلام
بحق السماء . .

--------------
* الحائكة *

(شاهدها تجلس على عتبة منزلها تحيك ثياباً ، فأحبها ، وغاب ثلاثين عاماً ثم عاد إلى نفس الدرب وعرف أنها ماتت ، ولكنه تصورها ما زالت تحيك الثياب في نفس المكان فكتب لها هذه القصيدة )


جلستُ على ذلك المقعد الخشبي
كمثل ذات مرة،
من كم سنة خلت…؟
وهي كمثل تلك المرة،
مسكونة بالمقعد
جالسة هناك

وليس بفعل الكلام كان صدى النغم؛
بل بفعل الإبتسامة المليئة رحمة ،
تركت يداها الفاتنتين لفافة النسيج.

بكيتُ، وقلت لها: كيف استطعتُ
يا أعذب من رأيت . .
أن أتركك و أعانق الرحيل…!
بكت، وأجابت بلمحة صامتة:
كيف استطعتَ؟

تأوّهَتْ بحرقة . .
ومن وسط الصمت سَحبتْ
مشبك الخيط ، من الخزنة،
بدلت بكرة الخيط مررته في ثقب الإبرة
فارتجع كمن لا يريد العبور . .

خنقني البكاءْ، وسألتها:
ما بالها صماء لا تحيك ما بالها؟
تطلعتْ إليّ، فيما إعتلى محيّاها الحياء،
والطيبة والبهاء:
أوتسأل مابالها ….؟
بكتْ وبكتْ،
وبكى الحنين على الجبين بصمت،
أولم يقولون لك؟… ها أنت لاتدري
بأني مت منذ سنين
لكنني أحيا بذكراك وأحيا بداخلك
أنا ميتة نعم، أنا ميتة!
وإذا ما أحيك الآن
أحيك من أجلك أنت،
كيف ذلك، لا أستطيع أن أقول لك؛
في هذا النسيج الخفيف،
تحت صنوبرات المقابر
وأنت أيها العابر أمام النهاية
عليك أن تعرف أنني الآن
لست هنا،
لكنني فقط ، أنام في عينيك، وأعيش بداخلك . .

----------------------------------------

* الرفسة *

عدْو فرسِ مسموعٌ من بعيد
أهو هناك…؟
مُكِرٌ مُفِرٌ في السهل
بسرعةٍ مضطربة

مدى صحارى لا متناهٍ . .
فسيحٌ تماماً، خالٍ تماماً، سواءْ . .
بعض ظلالٍ لطائرٍ ضائع
يتزحلق فوق السِهام . .

لا شئ آخر . . هم يهربون
من ماضٍ قديمٍ خرِب
لكن أين وحيثما يكون هو . . !
لا يعرف لا الأرض ولا السماء . .
عَدْوُ فرسٍ، مسموعٍ من بعيد
أكثرُ وقعاً
مُكِرٍّ مُفِرٍّ على السهول. .
الموت . .! الموت . .! الموت . . !

--------------------------------

أعزائي . .
دمتم بكل خير . .

** أحمد فؤاد صوفي **