عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2013, 12:07 PM
المشاركة 172
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
  • -بعد هذا تخاطب جإنذاري بناتها بحزن، وكذلك تخاطب كرشنا وتقول:
"أنظري إلى بناتي اللائي ليس لهن عزاء، أنظري إليهن وهن ملكاتٌ أرامل لبيت كورو.
أنظري إليهن باكيات على أعزائهن الراحلين، كما تبكي إناث النسور ما فقدت من نسور
أنظري كيف يثير في قلوبهن حب المرأة كلُّ قَسْمة من هاتيك القسمات الباردة الذاوية
أنظري كيف يجبن بخطوات قلقة وسط أحساد المقاتلين وقد أخمدها الموت
وكيف تضم الأمهات قتلى أبنائهن إذ هم في نومهم لا يشعرون
وكيف تنثني الأرامل على أزواجهن فيبكين في حزن لا ينقطع...
هكذا جاءت الملكة "جانذاري" لتبلّغ "كرِشْنا" حزين أفكارها؛
وعندئذ - واحسرتاه - وقع بصرها الحائر على إبنها "درْيوذان"
فأكل صدرها غمٌّ مفاجئ، وكما زاغت حواسُّها عن مقاصدها
كأنها شجرة هزتها العاصفة، فسقطت لا تحس الأرض التي سقطت عليها ؛
ثم صحت في أساها من جديد، وأرسلت بصرها من جديد
إلى حيث رقد إبنها مخضباً بدمائه يلتحف السماء
وضمت عزيزها درْيوذان، ضمته قريباً من صدرها
وإذ هي تضم جثمانه الهامد اهتز صدرها بنهنهة البكاء
وإنهمرت دموعها كأنها مطر الصيف، فغسلت به رأس النبيل
الذي لم يزل مزدانا بأكاليله، لم يزل تكلله أزاهير المشكا ناصعة حمراء
"لقد قال لي إبني العزيز درْيوذان حين ذهب إلى القتال، قال:
"أماه ادْعي لي بالغبطة وبالنصر إذا ما اعتليت عجلة المعمعة"
فأجبت : عزيزي درْيوذان: "اللهم - يا بني - إصرف عنه الأذى
ألا إن النصر آت دائماً في ذيل الفضيلة"
ثم إنصرف بقلبه كله إلى المعركة، ومحا بشجاعته كلَّ خطاياه
وهو الآن يسكن أقطار السماء حيث ينتصر المحارب الأمين
ولست الآن أبكي دريوذان، فقد حارب أميراً ومات أميراً
إنما أبكي زوجي الذي هده الحزن، فمن يدري ماذا هو ملاقيه من نكبات؟
"إسمع الصيحة الكريهة يبعثها أبناء آوي، وأنظر كيف يرقب الذئاب الفريسة -
وأرادت العذارى الفاتنات بما لهن من غِناء وجمال أن يحرسنه في رقدته،
إسمع هاتيك العقبان البغيضة المخضبة مناقيرها بالدماء، تصفق بأجنحتها على أجسام الموتى -
والعذارى يلوحن بمراوح الريش حول درْيوذان في مخدعه الملكي
أنظر إلى أرملة درْيوذان النبيلة، الأم الفخورة بابنها الباسل لاكشمان
إنها في جلال الملكة شباباً وجمالاً، كأنها قُدّتْ من ذهب خالص
إنتزعوها من أحضان زوجها الحلوة، ومن ذراعي ابنها يطوقانها
كتب عليها أن تقضي حياتها كاسفة حزينة، رغم شبابها وفتنتها
ألا مزق اللهم قلبي الصلب المتحجر، وإسحقه بهذا الألم المرير
هل تعيش "جانذاري" لتشهد ابنها وحفيدها النبيلين مقتولين؟
وانظر مرة أخرى إلى أرملة درْيوذان، كيف تحتضن رأسه الملطخ بدمه الخاثر
انظر كيف تمسك به على سريره في رفق بيدين رقيقتين رحيمتين
انظر كيف تدير بصرها من زوجها العزيز الراحل إلى ابنها الحبيب
فتختنق عبرات الأم فيها أنّةَ الأرملة وهي أنَّةٌ مريرة
وإن جسدها لذهبي رقيق كأنه من زهرة اللوتس
أواه يا زهرتي، أواه يا ابنتي، يا فخر "بهارات" ويا عز "كورو"
ألا إن صدقتْ كتب الفيدا، "فدريوذان" الباسل حي في السماء
ففيم بقاؤنا على هذا الحزن، لا ننعم بحبه العزيز؟
إن صدقت آيات "الشاسترا" فابني البطل مقيم في السماء
ففيم بقاؤنا في حزن مادام واجبهما الأرضي قد تأدَّى.
المنظور

إلى جانب روايتها الملحمية لحرب كوروكشيترا وأقدار أمراء كوارفا وباندافا، تحتوي المهابهارتا على مواد فلسفية ودينية، مثل الشريماد بهاغافاد جيتا، أو أهداف الحياة بوروشارثاس التي تتضمن دارما (الحق)، آرثا (الغرض)، كاما (المتعة)، موكشا (التحرر).
تدعي المهابهارتا شموليتها في أول بارفا (كتاب):

ما يوجد هُنا، قد يوجد في مكانٍ آخر
ما لا يوجد هُنا، لن يوجد في أي مكان آخر

ضمن الأعمال الرئيسية والقصص التي تحتويها المهابهارتا التي توصف بأنها أعمال منفردة قائمة بذاتها):
  • بهاغافاد جيتا في الكتاب السادس (كتاب بيشما): ينصح كريشنا أرجونا ويُعلمه حين يغلبه الشك
  • دامايانتي أو نالا ودامايانتي في الكتاب الثالث (كتاب آرانياكا): قصة حب
  • نسخة مختصرة من الرامايانا في الكتاب الثالث (كتاب آرانياكا)
  • ريشياسرينغا، الولد ذو القرن في الكتاب الثالث (كتاب آرانياكا)
تاريخ النص وبنيته

تُنسب الملحمة إلى فياسا، أحد الشخصيات المهمة في الملحمة. يقول أول مقطع من المهابهارتا إن غانيشا كتب النص الذي أملاه فياسا بناء على طلب الأخير. يُقال أن عانيشا وافق على الكتابة بشرط ألا يتوقف فياسا عن التذكر، ووافق فياسا مؤكداً أن غانيشا فهم ما قيل قبل أن يكتبه. توظف الملحمة بنية القصة ضمن القصة التي تشيع في العديد من النصوص الهندية الدينية والدنيوية. اغرب من الخيال تحكي الأسطورة الهندية المكتوبة في شكل قصيدة تسمى "المهابهاراتا" عن معركة عظيمة تدور بين رجال في آلات طائرة وانفجارات مشابهة للانفجارات النووية وأسلحة ضخمة شبيهة بالموجودة في عصرنا الحالي، المثير للدهشة أن الأسطورة تمت كتابتها منذ ألفي عام والأكثر غرابة أن الإنجيل يحكي عن قصة مشابهة لها، وهو ما قد يدفعك للتساؤل ما إذا كانت مجرد قصة خيالية أم أنهم يتحدثون عن أمر شاهدوه بالفعل.