عرض مشاركة واحدة
قديم 03-31-2020, 06:24 PM
المشاركة 2
هيثم المري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: نصوص فلسفية : الحقيقة

اليقين لا يمكن أن يكون مطلقا

ن يكون مطلقا العلامة الحقيقية للإرادة والسمة الأساسية لهذا التطور المكتمل الذي يؤهل الإنسان ليتأمل العالم من حوله وليكون جديرا بالسيادة والاستقلالية هي إمكانية الشك. أليس من المدهش أن نميز الإنسان المستنير والمثقف حقا بأحكام تجعله عرضة للشك ويعترف بجهله لا أن نميزه من خلال تلك الأحكام التي قد تبدو يقينية لا شك فيها. إن الجاهل نادرا ما يشك, والغبي يشك بدرجة أقل منه أما المجنون فلا يشك على الإطلاق. إن العالم سيكون مختلفا جدا على ما هو عليه لو أتقن أغلبية البشر ممارسة الشك. في هذه الحالة لن يكون البشر عبيدا لعاداتهم ولأحكامهم المسبقة التي يفرون إليها في أغلب الأحيان.... اليقين لا يمكن أن يكون مطلقا, إنه، وهذا ما وقع نسيانه، فعل وحالة إنسانية. ليس الفعل والحالة التي من خلالها يفهم الإنسان مباشرة ما لا يمكن معرفته مباشرة والمقصود بذلك الوقائع والقوانين..... لا وجود ليقين هناك فقط أناس على يقين.
( شارل رونوفي: محاولة ثانية في النقد العام )

* * * * * * * *

ثمة أمور ينبغي فيها أخي فيصل أن يكون اليقين مطلقآ كاليقين بالله والملائكة والخير والشر وغيبيات المجهول والقدر .. ولا أتفق مع شارل رونوفي أبدا في نقطة الشك لأنه سيقود إلى زعزعة العقل وهلاك صاحبه ,, وعمومآ من المرجح أن يتنافى صدق اليقين سيدي مع هجمة الشك بل إن اليقين يتعلق عادة بنضوج العقل البشري لا بتشويه الثوابت التي نشأ عليها .. وطالما أن هناك أناس على يقين كما قال رونوفي إذن مسألة اليقين نفسه لا يمكن أن تتجزأ أو تقلص في بروتوكول الفلسفة
موضوع رائع أخي يوسف .. تحيتي لك