عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
2909
 
خالد الزهراني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


خالد الزهراني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,398

+التقييم
0.28

تاريخ التسجيل
Aug 2010

الاقامة

رقم العضوية
9490
03-15-2020, 01:40 AM
المشاركة 1
03-15-2020, 01:40 AM
المشاركة 1
افتراضي المِليَارديرْ الْذي مَاتَ جُوعَاً
المِليَارديرْ الْذي مَاتَ جُوعَاً

الرغيف قمر الفقراء. الليل عتمة مضيئة للأثرياء، حالكة لكل من ليس في سمائه قمر. ثمة من يسرق الأقمار. يخبئها في خزانة من حديد، وثمة من يحرق حقول القمح بالأسلحة المحرمة دولياً. نعم ثمة أسلحة مباحة دولياً، لكأن الإنسان أباح قتل الإنسان. لم تعد الحروب بين الخير والشر بل بين الين والروبل والدولار، والصراع ليس على لقمة خبز بل على أطنان من جنون العظمة والتيجان المذهبة. فيما الكل يدرك أن نهايته كومة عظام في مقبرة وتاجه قطعة معدن في متحف قد لا تجد من يشتريها.

الأرض تكفي ساكنيها لكن لم يعد عليها حب يكفي ويفي بحاجة الإنسان ليتمتع بشروق الشمس ومغيبها، ولا بغصن ينبت على شجرة هرمة فيواصل بصمت عطاء الشجر للبشر، تفاح وبرتقال ومانجا وتين وزيتون ووووو..

روتشيلد أغنى أغنياء العالم مات من الجوع، وقصة موته المعروفة عبرة لعبدة المال وتجار الحروب واستعباد البشر. كان الرجل مولعاً بالتعبد لأمواله والتلذذ بها والنظر إليها. بنى قصراً في جهة نائية وبنى به خزانة هائلة ورتب مجوهراته من ياقوت وزمرد ولؤلؤ ولآلى نادرة.

وكان لا يحلو له تناول الطعام إلا وحوله مقتنياته وكان لها ضوء يخطف الأبصار. فكان لذلك يبقى بجوار الخزانة أياماً ثم يعود إلى أهله ولا يكشف سره لأحد. وذات مرة ذهب إلى الخزانة ولم يعد أبداً وباءت كل محاولات البحث عنه بالفشل. وورث ذووه ثروته وخص أحد الورثة بذلك القصر النائي. وبينما كانوا يهدمون القصر لإعادة بنائه، عثروا على الخزانة وعند هدمها عثروا على مفاجأة عقدت ألسنتهم من الدهشة وصارت حديث الناس فترة طويله من الزمان.

وجدوا جمجمة روتشيلد وبجوارها عظامه وثروة من اللآلئ تخطف الأبصار ووجدوا ورقة مكتوب عليها بالدم (أغنى أغنياء العالم يموت جوعاً)! أما سر ما حدث فهو أن الخزانة كانت تغلق من جانب واحد.

ولقد حدث أن دخل الرجل ونسي مفتاح الخزانة من الخارج بعد أن أغلقها وبعد أن فرغ من طعامه أمام اللآلئ وأراد الخروج تذكر أن المفتاح بالخارج، وأدرك مصيره وحاول الصراخ ولكن ليس من مجيب. إلى أن مات جوعاً وبجواره ثروته التي لا تقدر بمال بعد أن جرح نفسه وكتب عبارته لتكون عظة لمن اتعظ وعبرة لمن اعتبر!

مقال مختصر مصدره : البيان


و إذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقـم عليهـم مأتما و عويلا