عرض مشاركة واحدة
قديم 10-18-2019, 07:32 AM
المشاركة 6
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: الفارق الضخم بين شريعة الله وشريعة الناس !
أخي محمد
بعد السلام عليكم والرحمة من الله والبركات
أقول ..
هنا وفي هذه المقالة استعرضت أمثلة على المفارقة الشاسعة بين تعامل الناس مع بعضهم البعض على أساس شريعة الناس وبين تعاملهم على أساس شريعة الله
ولم تذكر أي سبب من أسباب هذه التصرفات ..
وإني أرى - والله أعلم - أن لذلك أسباب أذكر منها :
الأول - وسائل الإعلام بكل أشكالها - المقروءة والمسموعة والمرئية - وتحديداً المرئية التي زرعت في أذهان الناس جملة ( البقاء للأقوى ) وهذا نلحظه بشكل جلي في الأفلام والمسلسلات التي تعزف على وترين :
1- المياعة والرذالة وهذه تجرف الشباب وتأخذهم بعيداً عن الحق الإلهي والواجب
2- افلام العنف وهذه أيضاً تؤكد لهم أن الفوز في النهاية ل ( الجدع ) أو ( البلطجي
ويتضح هذا في الألعاب الكترونية المنتشرة
كل هذا يطبخ له أناس كبار وجهات قذرة يجلسون في الخفاء وتلعبون بنا وبشبابنا كيفما أرادوا ..
واستطاعت بكل أسف أن تحقق الأهداف بنجاح .
أما السبب الثاني : فهو الأمثال الشعبية المدسوسة التي يمشي الناس خلفها وكأنها دساتير إلهية .. ولنأخذ على سبيل المثال ( إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب )
ففي الوقت الذي يتعلم الطفل في المدرسة الصدق والطيبة والأخلاق الحسنة و( شريعة الله ) على يد المعلم .. يأتي الأب يقول لولده المستضعَف ( تعشـّى فيه قبل ما يتغـدّى فيك )
وهنا برزت الهوة وكبرت وكبرت بين ما يتعلمه الأطفال في المدارس من أخلاق وبين ما يلقنه الآباء لأبنائهم في البيوت .. فشاعت شريعة الناس
أما الثالث : فهو الخوف على الأبناء من كيد الناس .. حيث أن الدعوة التي تكثر هذه الأيام ( الله يكفّ عنك شر بني آدم ) اعتقاداً بل تأكيداً من الآباء بأن البلاء الذي يأتي من الله أهون ألف مرة من البلاء الذي يأتي من الناس
لذلك تجد الآباء والأمهات يردّدون الجملة المائعة ( الله يهديهم ) إذا تعلق الأمر بأوامر الله
أشكرك وبارك الله فيك أخي محمد .. لأنك بمقالاتك تفتح آفاقاً للتفكير العميق بما يجري ..
تحية ... ناريمان الشريف