الموضوع: الغروب
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2014, 12:54 AM
المشاركة 6
ابو ساعده الهيومي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
سمعت الأب يلوك بعض كلمات أقرب إلى أهات و زفرات أنفية ، فلسانه الثقيل وفكه المشدود و ريقه الذي يبلل شفتيه ، يشوش على طلاقة كلامه حتى أضحى همهمة غريبة لكنها متيقنة أنها تحمل عربون محبة يغضان الطرف عن الهفوات و يكبر الواحد فيهما مناولات الآخر .
كان يقول لها ترجلي يا ابنتي و تماسكي فما عدت طفلة صغيرة ، تكشرت ملامحها متجهمة وقالت بنبرة حزينة : " لا يا بطلي ..لا .. مازلت طفلتك و لايزال دلعك يشملني بدفء الطمأنينة ، و خفة ظلك ينعشني نداها ، كتلك الزهرة المطلة على استحياء بين الأوارق الخضراء ، يا أبي لاتطلب مني إلا أن أبقى صغيرتك المدللة
هناك لا تزال البقرة الحلوب تتهادى في مشيتها مثقلة الضرع ، لسانها يلف حزم الحشائش فتقتلعها بنهم ، ذنبها يسوط حشرات تقض راحتها . عجلها يقفز مع الفراشات في المرج الأخضر و يرسل ركلاته للهواء
الاستاذ ياسر علي اتصدق اني رأيت البقرة وعجلها
ورأيت الكرسي الذي ترجل منه الاب
ورأيت الشفتين واحسست بثقلها
لقد صورت واجدت ماضي جميل رحل حل مكانه
مستقبل مجهول يعيش فيه الخوف والامل