عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
40

المشاهدات
14229
 
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية

زياد القنطار is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
385

+التقييم
0.11

تاريخ التسجيل
Sep 2014

الاقامة
سوري ...أعمل في سلطنة عمان

رقم العضوية
13217
10-07-2014, 10:49 PM
المشاركة 1
10-07-2014, 10:49 PM
المشاركة 1
افتراضي سكتةٌ ..وإيقاع جديد
سكتةٌ ..وإيقاع جديد

لمْ يكنْ يومي مختلفاً عنْ سابقهِ, يتلمَّسُ خطاهُ ويمضي، وأستعدُّ لوداعي المعهود. ألوّحُ بيدٍ وأستقبلُ شبيههُ بيدي الأخرى. هو...هو ذاتُ الصمت, وذات البرودة. أتدثرُ خرقي البالية معلناً هزيمتَهُ بهزيمةِ برودتهِ, وأفجِّرُ بصمتهِ الحياة بكسرةِ رغيفٍ أتلذذ بمداعبتها. يُطرِبني أنينُ جُزئها المكسور تحت وطأة أصابعي. تئنُ , وأكسرُ, ويستقيمُ اللحنُ وأطربُ. يقترب رغيفي من محاكاة لوحتي المتكررهُ, ويعجٍّل جوعي اكتمالها. وتبدأ أسناني عزفها المنفرد بما تبقى منها, لحن وداعٍ على مذبحِ الجوع..!

عندما موسقوا أذني بعمليةٍ إسعافيةٍ على أثر نوبة احتجاج كانت قابَ قوسين أو أدنى من أن تتحولَ إلى تمردٍ بالمطلق..قالوا لي: إنهم قاموا بغسلها، وتنظيفها من كل النغمات المتمرده, وولفوها لكي تتناغم مع رتم نزلي الجديد..ألغوا منها كل المقامات وابقوا على ذلك المقام الذي ينثرُ الحزنَ والألم مع رجعِ ناي أنسَ حفيفَ ذكرى غافية فوق فوهة الأيام...

الزمنُ هنا لا يشابه تفاصيله..عقاربُ ساعاته تتبادل مواقعها سخرية منه, وربما للفت نظر من أشاح الطرف عنها..التاريخ لا يتعدى ذلك اليوم الذي استُقبلت فيه هنا.

أرقام فوق رأسك على جدار غصَّ بمثلها حتى تخاله صنع منها...!!؟ الحساب لا يخضع لقواعده، وكل حسبة معطلة إلى أن تغادر ذلك الباب، علم الفلك في إجازة مفتوحة، فالشمس لن تلامس عتبات صباحك، ولن يحتضنها المساء, فكلاهما في العدِّ سواء..!!!!

خارجاً بدأ العزف السمفوني ..أبواب تفتح وتغلق وتجرَّد من سلاسلها. ما تبقى في رئتي من هواء أدفعه في حنجرتي استعداداً لانخراطي في جوقة الغناء الأوبرالي, وهنا لايهم نوعية الصوت وعربه ونقاوته، أنت مشارك شئت أم أبيت. مساحات صوتك, قراره, وجوابه, يتحكم بهما الزمن الفاصل بين جلدة سوط وأخرى..!!

أردفت كومة العظام فوق قدميَّ تجاسرت بخوفي, وبوقفتي كما كل يوم خلف ذلك الباب. أستعد للقاء أدرك كامل تفاصيله!!!!

نشز اللحن وتجاوزني (المايسترو) وسكتة أوقفت العزف والصوت, وبدأ لحن ما ألفته...!! إيقاع الباب...وقع الخطى..وسلاسل ترسل نغمة أقل ما أعرف عنها أنها ليست نغمتي ..احتضنها الصدى ولم تلامس أذني.

بصوته الذي نُزع منه الرعب هذه المره ..ناداني ...!! يا سعيد...أجبت بأدبي الذي تعودت وبنفس نغمتي والمقام... حاضر... قالها بغصة لا أظنها إلا حسداً تجمع في لهاته...إفراج...

لملمت دفاتري وما سلّم الفأر من كتبي. وبدمعتين احتضنت إحداهما خوفي القادم, وأخرى تقاسمتها زوايا المكان، وفرحي المأسور, وبما أن الخير والشر تباع أفرجت عن ذلك المعطف الذي سجنته بحقيبتي طوال تلك السنين...لففت به ما تبقى من جسدي وأطلقت عنان قدميَّ أو أطلق عنانهما فكلا الأمرين سواء, فاختبار الإرادة ما زال يتلمس خطاه الأولى.

أدرت ظهري لكل ما سوف يصبح خلفه ماض. أحث الخطى، أنشد توافقية توازنها في هذا الفضاء المنزوع الأبواب, وعند ذلك الباب الذي لطالما توافدت صوره إلى مخيلتي, ولم تستطع أن تقارب صورة تحصينه, أطبق براحة كفه على ما تبقى من كتفي, وإذا بعيني قبالة عينيِّه.

تذكَّرت المرة الأولى عندما حاولت مجرد محاولة النظر إليهما....أرعبني ما احتضنتهما من عنف وقسوة, فأشحت طرفي مرغماً ليكون أول مشاهد مسرحية عقابي في بواكير رحلتي..العجيب أن الأمر مختلف في لحظتي هذه..!!!؟؟
القسوة والعنف اختبأا خلف قلق تاه في تلك العينين, حاولا جاهدين أن يفرا من بريق ومض في عينيَّ لم تعهداه من قبل!؟؟

احتضنني وخلته الوداع..!! همس في أذني...مبروك عليك سجنك الكبير.!!؟؟ خلَّصت عظامي من بين يديه, وعلى تلك الشفتين ارتسمت ابتسامة خبيثه أردفها بقهقهة فجرت صمت المكان..!!

بجبروته الذي أيقنت أنه يستجمع فتاته أحاط بجسدي وقذفه خارجاً. سمعت سكتة الباب خلفي...إذاناً ببدء إيقاع من نوع جديد ...


هبْني نقداً أهبك حرفاً