الموضوع: الحب الذي كان !!
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
4962
 
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي


حسام الدين بهي الدين ريشو will become famous soon enoughحسام الدين بهي الدين ريشو will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
7,004

+التقييم
1.47

تاريخ التسجيل
Apr 2011

الاقامة

رقم العضوية
9844
12-18-2011, 10:49 PM
المشاركة 1
12-18-2011, 10:49 PM
المشاركة 1
افتراضي الحب الذي كان !!
الحب الذي كان !!
=========
حسام الدين بهي الدين ريشو
===============

وحيدا ...
كان يقطع طريق الذكريات .
تئن مفاصله من الخطى الحزينة المثقلة بذكريات الحب الذي كان .
وتخور قواه مع أطياف المشاهد التي ضاعت وهي تتقاذفه بين خطوة وأخرى .
بينما الأضواء
والظلال
والسكون
وشذى العطر
تزحف جميعها على وجهه المتعب ؛ الذي يقطع الطريق حزينا .
كان يسمع وقع خطاها فوق العشب وفي قلبه المبسوط لها .
تتسلل منه الى كيانه كله !

هنا ..
كم شاهد بريق عينيها وهو يتدفق على وجهها والأشياء من حولها .
مزيج من رقة وعذوبة العذارى !!

وهنا ..
هاهو يسمع صدى ضحكاتها ..
تُماثل زقزقة العصافير في صباح دافئ ؛ وهمساتها وهي تقترب منه بشعرها الطويل الذي يتموج على كتفيها ؛ فتهتز الأرض تحت قدميه ؛ عندما يلامس وجهه بعفوية وتلقائية ؛ فيأخذه بين راحتيه خيوطا من أشعة الشمس .

وهنا ..
احتجب ابليس عنهما .. لم يحاول أن يكون ثالثهما !
لطهره وبراءتها
لنقائه وصفائها
لكلماته وألحانها .

وهنا ..
أحرقه الانتظار .. في صمت الليل المصدف بأنَّات الحيارى والمحبين تلهفا على موعدها .
كم ذاب العمر انتظارا
يمسي معه بلا ماض أو حاضر الا لحظات وجودها معه !
يشتاق أنغام صوتها
يتعلق في أهداب القمر بعينيها
يرتعش قلبه من شدة الشوق
بينما الليل يتدثر بالسكينة ترقبا لوقع خطاها التي تأخرت .

لكن الظلام تربص بعينيه التائهتين
ومقلتيه المثقلتين بدموعه .. فنادى ...
ياروح الحب السارية في الكون أنقذيني !!
هاهو جمالها المفقود في تلك اللحظات يمتص روحي فلا يبقى منها شيئ داخل جسدي !

ياروح الحب أنقذيني ..
ألا تدرين أنها فتاة الأحلام التي اشتقت اليها خلال محطات العمر التي أذابتها الوحدة .
لكنها لم تأت !!
كانت الوعود و الأحلام زئبقية
والحب شعار المدينة الفاضلة وحدها .
فاختنق القمر
حاول أن يشاركه أحزان الانتظار في تلك الليلة ؛ وهو يرى جبال المغربين تجسم على قلبه ؛ فأمتلأ الكون بجراحه !
حاول أن يطوي فؤاده على جرحه الغائر
فعاد أدراجه
فارقه السهاد في تلك الليلة
احتضنه الكرى لعله يراها في أحلامه
أو يفتش عنها خلالها
فقد يلتقي بها خارج نطاق الزمان والمكان
لكن طيفها ظل يلاحقه باستمرار
يعذبه
يكويه
يمزقه
خرج العشاق جميعا من قبورهم .. بكوا عليه وناحوا !!
ثم عادوا اليها بعد أن قالوا له ..
لا يُسْألُ الموج عما يفعله بالشاطئ !
ولا يُلام المعشوق عما يفعله بالعاشق !
شفاؤك في التوأمين .. الألم .. والالهام
عليك بهما
بديلا عن الحب الذي كان !!