عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2014, 09:16 AM
المشاركة 1126
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم - 47- الريح الشتوية مبارك الربيع المغرب


- يبدو أن أول ما يمكن ملاحظته بصدد البنية الأسلوبية لهذه الرواية هو بساطة لغتها
- وسلامة تراكيبها
- وفصاحتها،
- مع توجيه طرق التعبير نحو خطاب جديد أكثر واقعية ومباشرة.
- وعلى العموم، فإن هذا النص يتميز بجملة من الخصائص الأسلوبية يمكن رصد بعضها كالآتي:
1. استخدام الألفاظ المألوفة مع الابتعاد عن الغريب والمهجور من اللفظ.
2. — اعتماد المبدع على الجمل البسيطة في التعبير: رغم توظيفه بعض الجمل الطويلة التي تظل، تركيبيا، بسيطة وبعيدة عن التعقيد التأليفي.
3. استخدام بعض النماذج التعبيرية من الزجل الشعبي.
4. استخدام بعض العبارات العامية.
5. اقتحام بعض الألفاظ الأجنبية الفرنسية في التعبير.
6. اعتماد الأسلوب الأدبي الروائي الذي يتداخل فيه السرد بالوصف.
7. وفي هذا الإطار يلاحظ تركيز المبدع على الوصف وتصوير المشاهد، وينصب هذا الوصف على الفضاءات والشخوص .
8. نتيجة لذلك، يتضح أن هذه الخصائص جعلت هذه الرواية، من الناحية الأسلوبية، تتمازج فيها لغة التخاطب اليومي باللغة الأجنبية، بالإضافة إلى لغة ثابتة تتأرجح بين المستويين السابقين.

- أما إذا نظرنا إلى هذا النص، باعتباره نصا روائيا، فإننا يمكن أن نسجل بأنه يشتمل على جملة من المعايير والمميزات التي ترسخت من خلال تجارب روائية غربية وعربية: ومنها:
1. عرض تجارب مجموعة من الشخوص في أزمنة وأمكنة مختلفة، مع تتبع ما يلحقهم من تغيرات وتطورات..مثلا [ شخصية كبور – شخصية العربي الحمدوني...].
2. تحديد الأزمنة والأمكنة التي تتحرك فيها هذه الشخوص، وتنجز فيها الأحداث.
3. الاعتماد على عنصر السرد، وإسناد هذه المهمة إلى سارد يلم بتفاصيل الحكاية، من أجل تقديم تجارب الشخوص، ووصف حالاتها وتحولاتها.
4. عرض الأحداث من مستوى منظور سردي محدد هو "الرؤية من خلف" الشيء، الذي يبرز تحكم المبدع في جميع عناصر روايته.
5. تنويع طرائق العرض ما بين السرد والوصف، والحوار بنوعيه الخارجي والداخلي.
6. توظيف اللغة النثرية الفنية جنبا إلى جنب مع مستويات لغوية أخرى (عامية + أجنبية + وسطى...).
7. توظيف وسائل فنية روائية مهمة تدل على الاسترجاع + الاستباق + الحذف والاختزال + التعطيل والكسر + التعليق والتوضيح، و غيرها.
8. توظيف الرمز مثلا في الحُلم.
9. عنصر الإيحاء ممثلا في بعض التعابير مثل:— "شجرة التين التي غرسها (كبور) في باحة الدار، والتي بدأت ثمارها الأولى تعد بعطاء سخي». « الشمس والريح الشتوية الصادقة المجهولة المصدر...».
- هذه التعابير وغيرها، الرمزية و الإيحائية، جسدت الموضوع الروائي بشكل رفيع، بحيث تكشف عن حقيقة تاريخية، بشكل فني، هي المجابهة بين "سكان الكاريان" والاستعمار الفرنسي.
- ومن ثمة يظهر جليا بأن إشكال هذا النص يكمن في: كيف تتسرب المادة التاريخية إلى شرايين الرواية، ويتهيكل العمل الفني رواية وليس تاريخا؟
- وكيف يكون السرد الروائي المستلهم للتاريخ، لوقائع حدثت في الزمن العام أحداث فنية تخضع لمعمارية النص الروائي ولوحداته الكتابية؟...».[عن كتاب "في الأدب المغربي المعاصر" لأحمد المديني ص 44].
- وخلاصة القول هي أن رواية "الريح الشتوية" للكاتب المغربي مبارك ربيع تستجيب لهذه المعايير الفنية من حيث أحداثها، ولغتها وتقنيات العرض فيها، ومن حيث التنظيم البنائي ..
- ومع ذلك تبقى رهينة الكتابة الروائية التقليدية على الرغم من ظهورها في مرحلة شهدت فيها التجربة الفنية للمبدع بعض التوسع والتطور.
- وبناء على ذلك، يتضح بأن هذا النص يطرح من حيث محتواه، إشكالية نقدية هي علاقة الروائي بالتاريخ.