عرض مشاركة واحدة
قديم 03-30-2014, 03:05 PM
المشاركة 1122
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم - 47- الريح الشتوية مبارك الربيع المغرب



- تصور رواية «الريح الشتوية الإنسان المغربي في فترة حرجة وحاسمة من تاريخ المغرب الحديث، وهي فترة الاستعمار.

-إذ تحكي قصة «العربي الحمدوني»، ومن خلاله ومعه شرائح كثيرة من المغاربة الذين سلبالحاكم الفرنسي أراضيهم في البادية، ونزحوا إلى مدينة الدار البيضاء، وتكدسوا فيأحياء صفيحية مهمشة، مثقلة بالفقر والقذارة أبرزها «الكريان سنطرال»، الذي شكلوالفضاءات المجاورة له معترك السيرورة السردية.

-وقد عمل الكاتب في خضم ذلك على كشفالواقع المتردي والمتسم بالجهل والخرافة والتخلف ومخاصمة الذات والهوية، من خلالعديد من الشخصيات أبرزها «عائشة العرجاء»، التي أسند إليها دلالات وأبعادا شاسعة.

-حيث جسدت مرجعية اجتماعية مضطربة، أفرزت سوء فهم لعمق القضية، وكرست الإحساس بالهمالفردي والبحث عن الخلاص الفردي، تجلى في النص من خلال توجه الناس إلى المحكمةللمطالبة بأراضيهم.

-وكان العربي الحمدوني بطل الحل الفردي. حيث وكّل محاميا لهذاالغرض، لكن قضيته كان مصيرها الفشل وكان مصيره هو الموت.

-ومع القسم الثاني تحول مسار السرد، وتم إقصاء شخصيات لصالحأخرى جديدة أهمها «العالم»، الذي اشتهرت حلقته بالتوعية الدينية ومصالحة الناس معذواتهم وقيمهم.

- ثم ترك أمر الحلقة للشاب«سي عبد الفتاح» الذي بدأ يخوض في التوعيةالوطنية وتأطيرالناس، فظهرت بوادر وعي جماعي، ثم عمل وطني منظم ونقابات عمالية موازية له.

-وبذلك أصبح الكريان سنطرال مصدر قلق سلطات الاحتلال التي وجهت نداء إلىالسكان بالإفراغ، لكنهم رفضوا، فأقدمت على إحراق الكريان، لكن ذلك لم يزد الناس إلاإصرارا.

-وهكذا انطلقت مواجهة مفتوحة بينهم وبين المستعمر مخلفة قتلى وجرحىومعتقلين، وانتهت أحداث الرواية على هذا الخط الصراعي المفتوح.

-وانطلاقا من هذا الإطار الموضوعي الفضفاض، بسبب صعوبة تلخيصأحداث الرواية، يمكن استخلاص أن النص يقوم على ثلاث متواليات سردية:

1- متوالية اتخذتمنحى سلبيا تمثل في واقع الجهل والخرافة، وتمخض عنه سوء فهم القضية والنزوع إلىالحل الفردي.
2- ومتوالية جاءت بالنقيض عكست خطا توعويا دينيا ثم وطنيا، تمخضت عنهالمصالحة مع الذات والنزوع إلى الإحساس بالهم الجماعي.
3- ومتوالية فتحت مواجهة مباشرةبين المغاربة والمستعمر، وأفرزت حركة تاريخية قائمة على التوازن في أرجوحةالصراع.

-وبناء على هذه المتواليات فإنالسمات المهيمنة في النص هي: الإقصاء والتحول والتنامي.

-وهي سمات تعد بسيرورة سرديةفيها تفاعل وجدلية قوية.