الموضوع: عُذرًا دمشقُ
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
4468
 
الحسين الحازمي
شاعر وأديب سعودي

اوسمتي


الحسين الحازمي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
292

+التقييم
0.05

تاريخ التسجيل
Oct 2007

الاقامة

رقم العضوية
4141
06-18-2013, 10:52 AM
المشاركة 1
06-18-2013, 10:52 AM
المشاركة 1
افتراضي عُذرًا دمشقُ
عُذْرَاً دِمَشْقُ إِذَا مَا خَانَنِـي زَجَـلِي
لا يَنْفَعُ الْقَوْلُ مِهْـذَارَاً بِلا عَمَلِ

خَجْلَى حُرُوفِي وَوَجْهُ الشِّعْرِ مُنْتَقِبٌ
فَلَمْ يَعُدْ كَنُجُـومِ الأُفْقِ يَبْسُمُ لِي

عُذْرَاً فَمَـا فِي ضَمِيرِ الْعُرْبِ قَافِيَـةٌ
تَبْكِي مُصَابَكِ عِنْدَ الْحَادِثِ الْجَلَلِ

تَهَـدَّمَ الشِّعْـرُ وَانْثَـلَّتْ دَعَائِمُـهُ
وَأَضْحَتِ اللُّغَةُ الْفُصْحَى بِلا جُمَلِ

مَا قِيمَةُ الْحَرْفِ لَوْ سَحَّتْ مَوَاطِرُهُ
من التَّأسفِ أَوْ جَفَّتْ مِنَ الْخَجَلِ

وَلِلشِّكَايَـاتِ نَـارٌ خَلْفَ أَضْـلُعِنَا
وَنَحْنُ فِيهَـا بِلا حَـوْلٍ وَلا طَوَلِ

لَوْلا تَلَبَّـدَتِ الأَجْـوَاءُ فِي سُبُـلٍ
ضَاقَتْ بِنَا عَنْ مَدَاهَا أَوْسَعُ السُّبُلِ

نَأْتِي خِفَافاً وَرِيحُ الْعَاصِفَـاتِ لَظَى
عَلَى جَنَاحَيْنِ مِنْ شَوْقٍ وَمِنْ جَذَلِ

نَفْدِيكِ بِالُّروحِ نَفْدِي دَمْعَةً هَطَلَتْ
مِنْ عَيْنِ أمٍّ وَطِفْـلٍ حَائِـرٍ وَجِلِ

ولا نُبَـالِي بِمَا نَلْقَـاهُ مِنْ عَنَتٍ
دَرْبُ الْجِنَانِ عَلَى شوكٍ مِنَ الأَزَلِ

تَهُونُ عِنْدَكِ يَا فَيْحَـاءُ أَنْفُسُنَـا
لَوْ كَانَ يُجْدِيكِ بَذْلُ الْفَارِسِ الْبَطَلِ

هَيْهَاتَ يَسْكُتُ دَفْقُ الْحُبِّ فِي دَمِنَا
كَلا فَلَيْسَ لَهُ فِي الدَّهْـرِ مِنْ أَجَلِ

الْحُبُّ بَاقٍ ومَـا فِي حُبِّنَـا جَـدَلٌ
حُبُّ الشَّـآمِ لَدَيْنَـا غَيْرُ مُفْتَعَلِ

بِكُـلِّ نَبْضٍ أَحَـاسِيسٌ مُلَوَّعَـةٌ
أَسَىً يُفَجِّرُ دَمْعَ الْحُزْنِ فِي الْمُقَلِ

إِيهٍ دِمَشْقُ فَكَمْ قَـدْ سَامَنَاوَجَـعٌ
يَشُبُّ نَارَاً وفِي الأَحْشَـاءِ لَمْ يزَلِ

تَرَكْتِ فِينَـا جِرَاحَـاتٍ تُمَزِّقُنَـا
عَمْدَاً .. وَجُرْحُكِ فِينَا غَيْرُ مُنْدَمِلِ

هَيَّجْتِ أَشْجَانَنَـا مِنْ حَاكِـمٍ وَقِحٍ
لِصٍّ ، وَشَعْبٍ بِلا حُلْـمٍ وَلا أَمَلِ

فَيَنْثَنِي وَانْبِـلاجُ الصُّبْحِ فِي دَمِهِ
وَلَيْـسَ يَـأْبَـهُ بِالآلامِ والْعِلَـلِ

مِنَ جُرْمِ طَاغِيَـةٍ فَاقَتْ جَرَائِمُـهُ
جُرْمَ الْمُغُولِ عَلَى الأَمْصَارِ وَالدُّوَلِ

مَا زَالَتِ النَّاسُ تَشْكُو مِنْ تَجَبُّـرِهِ
وَاللهُ يَسْطِيعُ دَحْرَ الظُّلْمِ فِي عَجَلِ

إنَّـا لَنَرْقُبُ نَصْرَاً مِنْـهُ مُنْتَظَـرَاً
أَنْعِـمْ بِهِ مِنْ نَصِيرٍ لِلْعِبَـادِ وَلِي



الحسين الحازمي
9/8/1434هـ