الموضوع: يا لَيْلُ
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2010, 12:39 AM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وصف غاية في الجمال اذ احسن الشاعر تشخيص الليل فجعله كالانسي من ناحية لا يستكين وعاشق يعاني الهجر ويرنو الى الافق ويبوح بالاسرار للبدر ويدمع اذ يرقب الفجر بلهفة فتكشف تلك الدموع ما خفي من وجع والم.

ليل صامت كالميت في سكونه اذ يطويه الفناء مما يزيد هم الشاعر ويزيد من وحشته اذ لا يجد حوله من يعزيه فيسأله ان يبتسم عل ذلك ينعش الامال عنده.

ليل شارد مستهام يستعذب الالام ويغفو على زند الشقاء وكأنه وقعَ صريعا لريح الحُمام التي هبت عليه من السماء لكن الشاعر يستدرك فيقول ورغم ذلك كله سوف تعود انت يا ليل غدا للوجود والحياة وترتقي عرش النجوم بينما انا ذاهب يا ليل نحو الفناء ونحو ذرات الرغام.

والصحيح ان كل ليل ينتهي ببزوغ الشمس فهي سنة الله والشاعر يعرف ذلك ويتوقعه لهذا الليل الذي يصفه باقتدار ويقول انه سيعود ليعتلي عرش الغمام لكننا نجد هنا ان ليل الشاعر نفسه لا نهاية له ولا شمس تبدده ولا نهار يبعث الحياة فيه فهو ليل سرمدي ينتهى الى العدم...وذلك عكس نواميس الطبيعة وسنن الكون فلا بد لليل ان ينجلي حتى لو كان الموت هو النهاية المحققة فربما شمس الاخرة تكون اعظم واكثر اشراقا!

لا عليك ايها الشاعر المكلوم ...تفاءل وابتسم فأن ضوء شمعة يبدد الليل مهما كان حالكا والشمس تشرق دائما.