عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2014, 09:16 AM
المشاركة 479
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع.. العناصر التي صنعت الروعة في رواية -21- موبي-ديك، للمؤلف هيرمان ميلفيل

- لقد كان ميلفيل واضحاً و مباشرا عندما تحدث بلسان القبطان إيهاب عن ماذا يعني له الحوت.

- هذا الوضوح و هذه المباشرة هما مزيتان أحمدهما لميلفيل و أعدهما شرطا أساسيا في تمييز المؤلف الجيد من السيء.

- المؤلف الجيد يحمل فكرة واضحة وعميقة و يريد أن ينقلها إلى القارئ، المؤلف السيء يحس أنه يحمل فكرة ما و يقوم بالتعمية على هذه الفكرة لأنه لا يستطيع أن يسيطر عليها أو أن يتبينها.

- القبطان إيهاب هو أكثر شخصية مهرطقة Blasphemous في تاريخ الأدب.

- لا يتحدث ميلفيل عن قناعات بطله الدينية بطريقة مباشرة، لا ندري هل هو ينكر الإله أم يؤمن به، هل هو يؤمن بإله واحد أم بآلهة مختلفة.

- عندما يريد أن يوجه لعنة إلى السماء يقوم بتوجيه اللعنة إلى (الآلهة)، هكذا، بصيغتها الجمع الكلاسيكية اليونانية، هو لا يؤمن بها يقينا، و لكنه يحتاج إليها كي تكون هدفا للعناته.

- يستخدم قصة النبي يونس كركيزة لإيصال رسالتيه.

- أكثر ما يعجبني في هذه الرواية هو مخالفتها لكل ما هو معتاد.

- قرأت الكثير من روايات القراصنة و مغامرات البحر (جزيرة الكنز، تمرد في السفينة باونتي، ذئب البحار، القبطان بلود، ... إلخ) في كل مرة كان البحارة هم من يثورون على القبطان و يختطفون المركب و يغيرون غرض الرحلة، في موبي ديك كان القبطان هو من اختطف السفينة رغم أنف البحارة و المساعدين كي يغير غرض الرحلة و يحوله من هدفها البرئ الأساسي

- كثير من القراء لا يتنبه إلى الطبيعة الخارقة (الفانتازية) للرواية، و السبب قد يعود إلى ثقتهم بميلفيل.

- هيرمان ميلفيل مؤلف محتال، كثيرا ما يورد على لسان إسماعيل كذباتٍ يريد منها أن تدفعنا إلى ما يعاكسها.

- يقول في أحد المواضع أنه لا يوجد -بالنسبة إليه- أمر أكثر بشاعة من أن يقرأ أحدهم مغامرته البحرية هذه على أنها قصة رمزية، في نفس الوقت الذي تنهمك فيه شخصياته في صناعة الرموز و إحكامها.

- أيضاً يحاول إسماعيل جاهدا أن يقنعنا أن كل الأشياء التي يذكرها عن الحيتان واقعية، ويؤكد مرارا و تكرارا على هذه النقطة، مما يدفعنا دفعاً إلى الشك في هذا الادعاء و الريبة من شخصية إسماعيل.

- بالنسبة إليّ، إحدى أكثر نقاط الرواية جذبا هي هذه الطبيعة الفانتازية اللانهائية للرواية.

- فلتتذكروا: هناك حوت واحد يريد القبطان إيهاب أن يعثر عليه و أن ينتقم منه. لكي يعثر إيهاب على حوته يتوجب عليه أن يقطع محيطات العالم العريضة وأن يتوافق و يلاقي الحوت ذات يوم!

- يريد ميلفيل أن يقنعنا أن أمرا مثل هذا ممكن أن يحدث، بينما نعلم نحن أننا قد نعيش مع شخص في مدينة واحدة (بل في حي واحد) دون أن نستطيع أن نلاقيه مصادفة دون تدبير. فما بالك بمحيطات العالم!

- انتبهوا، هذه النقطة ليست عيبا في الرواية بل نقطة جذب، إذ أن الرواية ميتافيزيقية وليست واقعية، هذه اللانهائية تزيد من تجريد الرواية و ترفعها نحو المثالي و المطلق.

- كثير هو النقاش الذي يتحدث عن وعورة الرواية و امتلائها بتفاصيل التحويت التي لا تصب في الحبكة الرئيسية، بل أن هناك من ينصح بالقفز فوق هذه الفصول والاكتفاء بقراءة الصفحات التي تحتوي على أحداث و حركة.