عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
2162
 
طاهر عبد المجيد
كاتب وأديب فلسطيني

اوسمتي


طاهر عبد المجيد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
165

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Apr 2010

الاقامة

رقم العضوية
9160
06-16-2020, 02:03 AM
المشاركة 1
06-16-2020, 02:03 AM
المشاركة 1
افتراضي من يُطفئ الذكرى
في مثل هذا اليوم سنة 2014 فقدت أختي الكبرى بعد صراع مرير مع السرطان في ديار الغربة فدفنت هناك في دولة قطر دون وداع ربَّما لأنَّها خشيت أن أرافقها في رحلتها إلى بارئها. وهذا ما جعل ذكراها لا تفارقني كل هذه السنين منذ رحلت إلى أن أصبحت هذه الذكرى مصدر عذابي الدائم. وهذه القصيدة هي قصيدتي الثانية في رثائها.


من يُطفئ الذكرى
د. طاهر عبد المجيد



يا مُشعل الذكرى متى تُطفيها
لأنام مثل سواي لا تمويها؟

ما عدت أحتمل البكاء ولم تعدْ
عيني ترى في النَّوم ما يُغريها

جفَّت بحار الدَّمع في عيني وفي
قلبي من الأشواق ما يُجريها

لم يبق غيرُ دمي فهل أبكي دماً
كي أطفىءَ الذكرى وهل يرضيها؟

أَسمعتُها شكوايَ فابتسمت لها
وكأنَّ هذا الأمر لا يعنيها

ماذا تريد فقد أقضَّت مضجعي
واستنزفت روحي أما يكفيها؟

كم مرَّة سأقولها وأعيدها
لتحسَّ بي وبمحنتي وتعيها

لي غير روحي لو رغبت بوصفها
أختٌ تفوق الوصف والتَّشبيها

أختي التي رحلت قبيل أوانها
غدراً ولم ألحق لكي أفديها

شَقِيَتْ بغربتها وبالدَّاء الَّذي
لم يكترث أبداً بما يُشقيها

حيث التفتُّ رأيتها كأسيرةٍ
ترنو إليَّ بحسرةٍ تُخفيها

وكأنَّ في فمها بقيَّة قصَّةٍ
لم ينتظرها الموت كي ترويها

هل يا تُرى ضاقت بصحبة دائها
فاستسلمت للموت كي يشفيها؟

ما ودَّعتني حينما رحلت ولم
تخبر بما عزمت عليه بَنيها

إنِّي لأعرفها وأعرف أنَّها
تخشى الوداع ترفُّقاً بذويها

أنا لست أرثيها بهذا إنَّما
أرثي السَّعادة حينما أرثيها

ربَّاه خذني كي أكون رفيقها
إن لم تشأْ كَرَماً بأن تُحييها

آمنتُ بالسُّنن التي أرسَيتها
فينا وبالقَدَرِ المُسطَّر فيها

لكنَّك الله الَّذي في وسعه
ببساطةٍ لو شاء أن يُلغيها

أَوَليس للذكرى حياةٌ مثلنا؟
أَرسلْ ملاك الموت كي يُنهيها

أو أَنسِّني الذِّكرى بِذِكرك دائماً
أو فاشغل الذِّكرى بما يُلهيها

يا من وهبتَ ليَ الحياة هديَّةً
أيحقُّ لي إن شئت أن أُهديها

ما عادت الدُّنيا تثير شهيَّتي
في العيش تحصيلاً ولا ترفيها

ذهب الَّذين أحبُّهم قبلي وما
تركوا سوى الذكرى وما يُبقيها