الموضوع: قرار خاطئ ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-2013, 01:32 AM
المشاركة 2
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي

يطيب لي أن ابتدئ بثريا النص
"قرار خاطئ"
كما هو متعارف عليه، في النصوص القصيرة.. يكون العنوان جزءاً مكملاً للنص، لا تصريحاً بمكنوناته.
فبرغم أنه عنوان مستوف لشأنه، إلا انه أفشى بسر الخاتمة، وهذا طبعاً غير محبذ في هذا الجنس.
وعند تفحصنا لجسد النص تأكدنا من ثيمة مهمة، وكبيرة.. حيث تعالج مشكلة جديرة بالتوقف عندها.
لكن..
"طلبت منه أن يرحل إليها مستعجلاً"
جملة تقريرية، تشكو من جفاف شعري واضح.. وهذا غير مستحب في القصة القصيرة جداً.. طبعاً.
ومن زاوية أخرى، كان الأجدى أن نقول (أن يعود) أو (العودة)، وهذا ما سيترتب عليه رأي آخر.. آنفاً.
"فنار الأشواق قد استبد بها"
أظن جازماً أن الكاتب قصد "استبدت" وهو - على الأرحج - خطأ طباعي.
"قرر أن ينتظر قليل لتشتعل أكثر"
أقول..
الجملة ركيكة، وهي إلى اللهجة الدارجة أقرب.. هذا أولاً
وثانياً.. هنالك خلل بائن، برفع المنصوب.
"عاد ليجدها تحت دش تتبرد"
ألرحيل إلى المبتغى هو قدوم، لا عودة.. وكان الأوفى أن يتغير الاستهلال أو استبدال "عاد" بمفردة اكثر دقة.
"الدش" كلمة نستعملها طبعاً، ولكن حين ندرجها بنص أدبي يتوجب علينا أن نضعها بين خاصرتين.
ثم لماذا تتبرد تحديداً؟.
فهل كل من اغتسل كانت غايته التبرد؟.
وإذا كانت تتبرد، بالمعنى القاموسي الصريح، أين الضير بذلك، وماهي أسباب الشك؟.
أما إذا كانت الغاية التوصيلية، هي مجازاً.. فكان الأولى أن توضع كلمة "تتبرد" بين خاصرتين.
لتأكيد الخاتمة، التي هي الأخرى تفتقد إلى عنصر الإبهار..
إذ وردت، وهي تحصيل حاصل..
لذا أعتقد بضرورة إعادة صياغتها، لتفي حق الصعقة، من خلال الصياغة والمقصد.
وأخيراً.. أحييك على فكرة النص.
مع بالغ تقديري.