الموضوع: الاسلام والعلم
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
7

المشاهدات
5878
 
عبدالرحمن إبراهيم زين
من آل منابر ثقافية

عبدالرحمن إبراهيم زين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
18

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Jan 2009

الاقامة

رقم العضوية
6231
08-14-2011, 04:04 PM
المشاركة 1
08-14-2011, 04:04 PM
المشاركة 1
افتراضي الاسلام والعلم
عندما ينظر الواحد منا إلى ما بلغه بنو البشر في عصرنا هذا من تقدم وما حققوه وأنجزوه وما قاموا به من أشياء لما كانت لتخطر على بال أحد من أسلافهم بحال من الأحوال ولا حتى في أساطير الأولين بما فيها من خرافة وخيال جامح ورأى الإنسان ما وصل إليه من تحكم فيما حوله من عناصر الطبيعة وتذليلها لخدمته , يظن البعض منا أن ما وصل إليه الإنسان اليوم إنما هو بفضل العلم وحده وأنه لم يعد من الضروري وجود الدين في حياتنا وفي حياة الإنسان الحديث لأن الدين -من وجهة نظرهم - كان يحتاج إليه الإنسان الأول في العصور السابقة عندما يشعر بالضعف والعجز في مواجهة الطبيعة فكان يحتاج إلى من هو أقوى منه وأقدر منه ليستمد منه القوة والعون أما اليوم -من وجهة نظرهم- فإن الإنسان ليس في حاجة لشي إلا للعلم ليزداد به قوة وتمكن ولعل هذا ما دفع بعضهم مثل ((نتشيه))لأن يقول إن الإله قد مات ونحن نشاهد اليوم في مجتمعات أوروبا تراجع أخلاقي خطير وانعدام قيم وأخلاق أصبح لا وجود لها إلا بين قليل من الناس في مجتمع يوجه كل اهتمامه نحو المادة ويغفل جانبه الأخلاقي ويتحول الأفراد فيه لمجرد حيوانات تسعى لتشبع غرائزها الحيوانية ولعل ما دفع الغربيين إلى هذا الاتجاه وساهم في تكوين هذا الفكر الخاطيء لديهم ما عانوه فيما مضى في عصر الظلمات من سيطرة الكنيسة ونظرتهم الجامدة المتحجرة إلى الكون على أنه غير قابل للتجديد في نظرهم وأنه لا يكون إلا كما هو عليه في كتبهم ونحن نعلم جميعًا ما عانته أوروبا في هذا العصر من تخلف وتأخر ولكن ما حدث في القرن السادس عشر من ثورة باردة في أوروبا تخلصت من السيطرة الكنسية الدينية وهذا ما فتح الباب أمام تاريخ أوروبا الحديث وما فيه من تقدم وازدهار وللأسف فإن تلك الفكرة قد انتقلت إلى مجتمعاتنا الإسلامية وخصوصًا في عصر نعاني منه هذه المرة من تخلف وضعف ونحن نرى أوروبا في غاية التقدم وهذا اتجاه العلمانيين وهذا اتجاه نظرته القاصرة ولا شيء فيها سوى التقليد ولا شيء غير التقليد الأعمى للغرب وسياساته وأن التقدم لا يكون إلا بالعلم والتخلي عن الدين لأن الناظر نظرة حيادية عادلة متفحصة متأملة إلى الكتب والتاريخ ويتتبع أخبار الإسلام والمسلمين منذ سطع فجره ويتعمق في قراءة نصوصه سواء من القرآن والسنة يدرك بشيء يقترب من البداهة أن الإسلام يختلف عن كل الأديان الأخرى في نظرته المتفتحة إلى العلم فأنا لا أتصور أحدًا يزعم أن هناك تعارض بين الإسلام والعلم فنصوصه زاخرة بما يحث على طلب العلم والسعي وراءه والرفع من شأن طالب العلم سواء كان العلم ديني أم دنيوي وخير شاهد على ذلك أن الأمة الإسلامية هي الأمة الوحيدة التي أسست حضارتها وعلى أساس التوازن بين الدين والدنيا فهي أمة جمعت بلغت أعلى درجات العلم في عصرها في جميع المجالات فنحن أمة جمعت بيت تقى عمر وسليمان الثوري وعلم أحمد ابن حنبل والشافعي ومالك في الدين وبين علم ابن حيان بالكيمياء والرازي وابن سينا في الطب وابن رشد في الفلسفة وغيرهم ممن يزخر بهم تاريخنا المشرق ولهذا فإن العلاقة بين الدين الإسلامي والعلم علاقة حتمية ولا يمكن أن يقع بينهم تعارض بأي حال من الأحوال لأنه ببساطة الذي أنزل الدين وشرع شرائعه هو الله -سبحانه وتعالى - الذي خلق الكون بأكمله الذي يحوي بدوره جميع العلوم المعاصرة التي توصل إليها الإنسان بل إن الذي يتعمق في دراسة هذه العلوم يزداد يقينه بأن هذا الكون لم يخلق عبثًا وأن هناك إرادة عليا تتحكم به ومن هنا يتضح بأن العلم هو من الطرق الرئيسية التي يزداد بها إيمان المرء بالله كما أن الدين يضمن توجه العلم في الطريق الصحيح نحو خدمة البشر وتهذيبه من أي نزعة شر يمكن أن تستغل العلم الحديث لإشباع رغبات البشر الرخيصة والدنيئة ومن هنا أصل أنه لا يمكن أن يكون هناك تقدم حضاري يسهم في نشر السلام بين البشر جميعًا ويضمن في تحقيق عالم خال من العصبية والعنصرية بدون أن نحقق التوازن بين الدين الإسلامي الذي يحث على الخلق الكريم والسلوك القويم وبين العلم الحديث الذي يوفر لنا مزيدًا من الراحة واليسر في حياتنا ويوسع آفاق معرفتنا وخلاصة القول أن العلم والإسلام كل منهما ضروري للآخر من أجل عالم نسعد فيه جميعًا وهذا ما نتمناه ونرجو من الله أن نرى هذا العالم في يوم من الأيام ولو حتى على صعيد مجتمعاتنا العربية والإسلامية الصغيرة والله على كل شيء قدير وفي النهاية أرجو أن أكون قد أوضحت ولو جانب صغير من هذا الموضوع والله من وراء القصد.