عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-2011, 01:24 AM
المشاركة 23
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




ما هي المدة التي احتفظتِ فيها بمذكراتك؟


بدأت بالاحتفاظ بما أكتب من مذكرات منذ أوائل يناير 1897، أي حين كنت في الخامسة عشر.

كنت بمثابة مؤرخة عائلات غير رسمية، وصفت أشياءً وأحداثاً مثل اليوبيل الماسيّ للملكة فيكتوريا، والإعدادات لحفل زفاف أختي غير الشقيقة "ستيللا"، كذلك أشياء من قبيل إعلانات مثل "زوروا محلاتنا في ركن سيرك بيكاديللي، عند موقف الباصات، وتذوقوا شطائرنا الساخنة"، كنت أحياناً أشير إلى نفسي في تلك المذكرات بلقب "ميس جان".

بين عاميّ 1897 و 1909 كنت قد ملأت دفاتر سبعة. كان أول تاريخ مكتوب هو الأحد 3 يناير 1897 وتبدأ هكذا: " كلنا بدأنا نحقق أرقاماً قياسية في بداية العام الجديد – نيسّا، وآدريان وأنا. ركبنا الدراجات مع جورجي(أخي غير الشقيق) وذهبنا إلى مستر إستادز (رسام صديق)، لكنه لم يكن موجوداً، ومن ثم ذهبنا إلى حديقة باتيرسي - ... "واستمر الحديث واصفةً حالنا فيما نقود دراجاتنا: "دراجتي كانت جديدة والمقعد كان غير مريح."

ربما تعرفون أنني ظللت أكتب يومياتي حتى عام 1941، وحتى في مذكراتي الأولى كتبتُ عن قراءاتي وكتاباتي، تماماً مثلما كتبتُ عن أحداثي اليومية.
في يومي 18 و 19 مارس من عام 1896 كنت أقرأ "حياة كوليريدج" ، و"سيلز مارنر لجورج إليوت، وكتاب بعنوان "حكايات من ثلاث مدن" لهنري جيمس. بعد أسبوعين (في 31 مارس) اصطدمنا به في شارع أكسفورد! ( أبي تعرف عليه).

هل تعرفون أن مذكراتي الأولى (من 1897 وحتى 1909) قد صدرت مجتمعةً الآن في كتاب واحد؟ كتاب بعنوان "صبيّة متحمسة تحت التدريب": اليوميات الأولى لفرجينيا وولف "تحرير ميشتشيل ايه ليسكا، عن دار هوجارث للنشر"، آمل أن تتمكنوا من قراءتها إذا ما أحببتم.



لاحظت أنك تتكلمين دائما في مذكراتك عن نفسك بصيغة "ضمير الغائب" مستخدمةً اسم "مِيس جان" Miss Jan. ماذا كان السبب وراء هذا؟


لا أحد بوسعه أن يذكر! إنها إحدى الأمور التي تلتصق بالذهن، لا أحد يتذكر كيف بدأ الأمر، ولا حتى أنا.

لابد أن للأمر علاقة بحقيقة أن تلك المذكرات واليوميات المبكرة كانت إلى حد ما محاولة لتثبيت وتكريس هويتي، تجربة شخصيات مختلفة عساي أعثر على صوت صافٍ لكتاباتي.

في نهاية دفتر مذكراتي الأول أتذكّر أني كتبتُ: إن ذاك العام كان بالفعل "أول عامٍ حقيقي مُعاش في حياتي"، الكتابة تجعل كل شيء يبدو قوياً ومشحوناً بالعاطفة.
كنت بالفعل أدعو نفسي "ميس جان" منذ عام 1897 ( كان عمري وقتها خمسة عشر عاماً)، لهذا لا يمكن أن أكون قد أخذت الاسم (كما هو شائع) عن اسم معلّمة اليونانية الجميلة، "جانيت كيس" لأنني وقتها لم أكن بعد تلقيت دروس اليونانية معها التي بدأتها عام 1902.

جدتي كانت تدعى "جين"، لكنني لا أظن أن هذا كان السبب وراء الاسم.
لابد أنني أخذت الاسم من أحد الكتب التي كنت أقرأ، ربما إحدى الروايات. (اللقب الآخر الذي اعتاد أشقائي وشقيقاتي مناداتي به كان "العنزة"، ولا أذكر كيف بدأ هذا اللقب أيضاً!).

لقد جعلتموني في حال تفكير، الآن: أتساءل الآن ماذا لو أن "ميس جان" كانت إحدى شخصيات رواياتي!!


هل أنت راضية عن اختيارك مهنة الأدب، أكثر من الرسم مثلما فعلت شقيقتك فينيسا؟

كان من الواضح في وقت مبكر أن فينيسا ستكون الفنانة في العائلة. كانت بارعة في الرسم حتى قبل أن تتم الخامسة عشرة.

رجل يُدعى "مستر كوك" هو من علمها الرسم، ونالت جائزة في مدرسة الرسم التي كانت تتردد إليها.

رأيتُها مرةً تشخبط متاهةً من الخطوط بالطباشير الأبيض فوق بابٍ أسود اللون. كانت تظن أن أحداً لا يرقبها أو يستمع إليها، لكنني سمعتها تقول: "حين أغدو رسامةً مشهورة...".

أستطيع القول أنني توقعت أن أغدو كاتبةً. كنت أرسم وأستمتع بالرسم، لكنني كنت أكثر تفوقاً في بناء القصص.

حين كنا أطفالاً، أصدرنا صحيفة اسمها "بوابة هايدبارك الإخبارية" Hyde Park Gate News
، ومازالت أذكر أنني من كتب معظمها.


حتى مذكراتي الأولى (التي بدأت أدونها في يومياتي التي لم تكتمل بعد: "لحظات الوجود
Moments of Being )، أنبأت بوضوح عن وعي كاتبة: "حين أتذكر تمددي في مشتل بيتنا في سانت آيفز، أفكر أنني لو كنت فنانة لكنت سأرسم المشهد باللون الأصفر الباهت والفضيّ والأخضر. كنت سأرسم لوحةً لبتلاّت الزهور الملتوية؛ للقواقع، للأشياء التي يظهر الضوء من خلالها."


لكن بمجرد أن بدأت أرسم الصورة في ذهني، سمعت أصواتاً، مثل نعيق الغربان. ربما هذا ما جعل مني أديبة، فأنا أحب الأصوات الخبيئة.

الرسم صمتٌ، مقارنةً بما حاولت أن أنقله في رواياتي: صوت نقر الكرة فوق المضرب في رواية "صوب المنارةومستر رامساي حين يكسر الصمت عن طريق الصياح بأبيات من الشعر، ومدقات البحر في "الأمواج"، وحين ينادي آرشر على الشاطئ " جا- كوب ! جا-كوب" في رواية" غرفة جاكوب.

قلت لفانيسا أنها تنشّط حافز الكتابة لدي بلوحاتها، وهي قالت إن قصصي تولّد لديها أفكارا للوحاتها. لهذا أنا سعيدة أنني أديبة، غير أن وجود شقيقة فنانة قد ساعدني في الكتابة، ومشاهدة الرسومات بين الوقت والآخر وهبني أفكاراً جميلة للكتابة.
* * *
* * *

المصادر:


World Masterpieces V-2-The Norton Anthology

Woman of Letters : A Life ofVirginia Woolf-1978- Phyllis Rose

Virginia Woolf :A Critical Reading 1975- Avrom Fleishman

Virginia Woolf: New Critical Essays-1983-Patrecialements & Isobel Grundy

Virginia Woolf:A Study of Short Fictions 1989- Dean R. Baldwin

New Feminist Essay on Virginia Woolf”- 1981-Jane Marcus

The Hours -2002 – Michael Cunningham

Moments of Being-1976- Jeanne Schulkind

Virginia Woolf: The quiet revolutionary - By Michael Cunningham

Who'sAfraid of Virginia Woolf ? Edward Albee's 1962


* * *

عن المؤلفة:


فرجينيا وولف (1882-1941)، قامة أدبية سامقة في الفن الروائي الإنجليزي الحديث، اشتهرت بالكتابة عن حقوق المرأة ومناهضة التمايز النوعي. تلقت تعليمها في المنزل حسب البروتوكولات الفيكتورية السائدة آنذاك.

اشتهرت بمنهجها السردي الجانح نحو التجريب والخارق لاستقرار الواقعية الذي برز في القرن التاسع عشر.

تقف على قدم المساواة من حيث التميز الروائي مع جويس وبروست وغيرهما من قامات الحداثة آنذاك. من رواياتها "الليل والنهار" 1919، " غرفة يعقوب" 1922، "مسز دالواي" 1925، "صوب المنارة" 1927 "أورلاندو" 1928. " السنوات" 1937 ومن مجموعاتها القصصية "الاثنين أو الثلاثاء" 1921 عدا العديد من المقالات الفكرية والنقدية. أغرقت نفسها في نهر أووز قرب لويس بمقاطعة سُسيكس في الثامن والعشرين من مارس عام 1941.

* * *

عن المُراجِع:


د. ماهر شفيق فريد، ولد في 1944. ناقد أدبي ومترجم وكاتب قصة قصيرة. أستاذ الأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة القاهرة.

له في المشروع القومي للترجمة "المختار من نقد ت أس اليوت" في ثلاثة أجزاء، "مختارات من النقد الأنجلو-أمريكي الحديث" لطائفة من النقاد، "ت أس اليوت: شاعراً وناقداً وكاتباً مسرحية" لعدة أقلام.

له مجموعة قصصية عنوانها "خريف الأزهار الحجرية". صدر له في عام 2004 "قطوف من أمهات الكتب"، " قصَّ يقصُّ: دراسات في الرواية والقصة القصيرة العربية"، "الواقع والأسطورة : دراسات في الشعر العربي المعاصر" ويعكف حالياً على إعداد كتاب للمشروع القومي للترجمة عنوانه "ديوان الشعر الإنجليزي في ستة قرون: من القرن الرابع عشر إلى مطالع الألفية الثالثة: قصائد مترجمة وتعليقات".



عن المُترجِمة:

فاطمة ناعوت: شاعرة مصرية.. تخرجت في كلية الهندسة ج عين شمس.

لها أربعة دواوين شعرية: "نقرة إصبع" –الهيئة المصرية العامة للكتاب، "على بُعْد سنتيمتر واحد من الأرض" –دار"كاف نون" ، "قطاعٌ طوليّ في الذاكرة" – الهيئة المصرية العامة للكتاب 2003، "فوق كفِّ امرأة" –وزارة الثقافة اليمنية، أنطولوجي شعري مُترجَم عن الإنجليزية "مشجوجٌ بفأس" – سلسلة آفاق عالمية، الهيئة العامة لقصور الثقافة 2004، أنطولوجي قصصي مترجم عن الإنجليزية "المشي بالمقلوب" وزارة الثقافة اليمنية.

ولها تحت الطبع ديوان " نصف نوتة"، وديوان شعر بالإنجليزية "Before the School Shoe GotTight".لها قيد الإعداد كتاب نقدي "دائرة الطباشير".

www.geocities.com/fatima_naoot





دمتم بخير

آمل أن تنال إعجابكم




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)