عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
2582
 
سناء محمد
كاتبــة الشمــس

سناء محمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
357

+التقييم
0.08

تاريخ التسجيل
Apr 2011

الاقامة

رقم العضوية
9873
10-23-2013, 12:49 AM
المشاركة 1
10-23-2013, 12:49 AM
المشاركة 1
افتراضي الدمعة التي ذرفتها خديجة
حين تعبث مشاعرك بتفاصيل حكايةٍ جميلةٍ لطالما أحببتها وكأنك طفل يعبث برسوماته
فإنك تستطيع إضافة عديدٍ من الألوان التي تحبها .. وكذلك أن تضيف لها السواد
لكن , حين تبحر في أعماقك وتلتقط صوراً لذكرياتك من أولها لآخرها
فإن بامكانك إنتاج فيلم بانورامي عالي الجودة يعكس حقيقة ما حدث
إن كان مبهراً .. وإن كان باهتاً بالأبيض والأسود


تساقطت أمطار الشتاء مبكراً على البيوت الموشاة باللونين الأزرق والأبيض حاملةً معها أغاني الصيادين الذين غابوا عن قريتهم سلمى , تلك القرية الوادعة على تخوم الساحل الذي أمسى كأقراطٍ أثرية بمراكبه القديمة وكأنه عجوزٌ قد بلغ من الكبر عتيا , وتسارعت خطوات خديجة إلى منزلها مخافة أن تبتل ثيابها وتعَنَف من والدتها , تلك الأم التي ما فتئت تقاوم أعاصير السنين بكل قوتها وصبرها على المُر الذي سقاها إياه زوجها , فخذلتها طولها ولم ينصفها من الحاضر غير بر أبناءها لها , حزناً من بعضهم وشفقة من آخرين .

خديجة تلك البنت الراشدة التي لطالما حازت على إعجاب الآخرين مما ورثته عن أمها من ذكاءٍ وقوة , لكنها تميزت عنها بابتسامتها المشرقة التي لطالما كست بشرتها الخمرية , لقد أدركت منذ كانت طفلة صغيرة تلعب بين صديقاتها أن لها مكانة كبيرة في قلبي والديها وخصوصاً أمها بالرغم من عدم إفصاحها مشاعرها نحوها , تلك الفتاة التي لم تحكمها العواطف يوماً وما تركت لقلبها القرار يوماً , بل كان في منطقها سببٌ ونتيجة .. فعلٌ ورد فعل مما ميزها عن أخواتها وباقي صديقاتها , بل وأشعل الغيرة في قلوب النساء من صويحبات أمها .

دخلت خديجة إلى المنزل على عجل , فرمقتها أمها بنظرة معاتبة غير مفصحةٍ عن قلقها من تأخرها في هذه الأجواء الماطرة دون أن تنطق ببنت شفة , لكن خديجة فهمت على عجل تلك النظرة , فبادرتها بالملاطفة و حلو اللسان :

- لقد قلت للمطر أن يتوقف حتى لا أتأخر عن أمي الحبيبة .. فلم يهتم لي
- كفاك مكراً يا خديجة لقد قلقت عليك
- أمي قد استأذنتك قبل خروجي .. أم نسيتي ؟؟
- نعم ولم أنس أيضاً أنني نبهتك أن تخرجي من بيت خالتك قبل المغيب بنصف ساعة حتى لا تتأخري , ولكنك كعادتك لا تفعلين إلا ما تريدينه وحدك .
- كلها ساعة .. مممم أنا آسفة
- غداً لن تذهبي إلى أي مكان
- فقط المدرسة

ردت الأم وهي غاضبة :

- ولا أي مكان حتى المدرسة
- أمي ..
- ولا المدرسة .. فهمت .. ولا المدرسة

قالتها الأم ودخلت غرفتها وأطبقت الباب بقوة , فتسلل الصمت أرجاء المكان , وأخذ يردد على مسامع خديجة عبارة ( ولا المدرسة ) كأغنية ساخرة ,وهي تحدق بالأرض .. ولا المدرسة .. ولا المدرسة

دخلت خديجة غرفتها التي تتشارك فيها مع أختيها حنان و رفيف وألقت نفسها على السرير دون أن تغير ملابسها المبتلة أو حتى تفك ظفائرها , وغطت نفسها بالغطاء وهي تحاول الهروب من الأغنية الجديدة ( ولا المدرسة ) .. حتى دخلت في نومٍ عميق



يتبع ..