هواجسُ حائرة
.
.
تُسَاوِرُنِي معَ النَّدَمِ الظُّنُونُ
وتَسرِقُنِي مِنَ الألَمِ السُّنُونُ
أُسَـايِـرُها و قد قُضِيَت ذُنُوباً
وكَم ذَرَفَت لِهَفوَتِها العُيونُ
فمَا فَتِئَت تُنَازِعُنا لَوَاهٍ
تُغَالِبُنا بَهَارِجُها الفَـتُـونُ
فكم حَضِيَت لَبهجتِها بريقاً
تزِيغُ لهُ الجُّنُوبُ كما الذُّهُونُ
تَتُوقُ لها القُلُوبُ وقد تناسَت
بأنَّ مَردَّنا نَفَسٌ و طِينُ
فما نَفَعَتهُ ذا الزِّيَّفِ المَطَايَا
ولا نَسِيَتهُ ذا الذَّهَبِ المَنُونُ
فكَم طُوِيَت مراكبُهُم بتيهٍ
وكَم هُدِمَت صَوَامِعُ أو حُصُونُ
وكم طَمَسَ الجِّبَالَ بِهم شَدِيدٌ
وكم أُخِذَت بِسَطوَتِها القُرُونُ
أَمَا خَشَعَت مَدَارِكُهم لِرَبٍ
هوَ المَلِكُ الكبيرُ هوَ المَكِينُ
فقد جَعَلَ السَّماءَ لنا طِبَاقاً
وشَيَّدَهَا بِلا عَمَدٍ مَتينُ
هوَ الصَّمَدُ المُعِزُّ هوَ القرِيبُ
هوَ الأَحَدُ القويُّ هوَ الفَطينُ
عَجِبتُ لِمَن يَسِيرُ على هَواهُ
لِمَن خَلَقَ الحَياة َأمَا يَلِينُ
أمَا رَزَقَ الطيورَ غَدَت بِطَاناً
وقد رَزَقَ الطُّغاةَ وإنْ أُدِينُوا
أليسَ هُوَ الذي سَبَرَ النَّوَايا
وقد رَضَخَت لهُ الشُّهُبُ الحَرُونُ
أما خَشَعَت لقُدرَتِهِ رِقَابٌ
وقد هُدِيَت برَحمَتِهِ السَّفِينُ
ألا شُغِلَت بخَالِقِها عُقُولٌ
تَلَبَّسَها على الرِّيَبِ الجُّنونُ
فيَعلَمُ إذْ تُسَاوِرُكُم شُكُوكٌ
ومااختلَجَ الصُّدورَ وإنْ يَهُونُ
فَكُنْ حَذِرَاً لَعَمرُكَ كيفَ تحيَى
حَياتَكَ إذْ بآخِرِها اليَقِينُ
فهل عَمِلَت لوَقفَتِها بيومٍ
يَشِيبُ لهُ الوَليدُ كما الرَّصِينُ
فَيومَئِذٍ نُغادِرُها فُرادَى
وآخِرُنا إلى الحُفَرِ السُّكُونُ
وكُنْ حَرَضَاً لنَفسِكَ إنْ تَصُنْهَا
فمَغنَمُكَ الجِّنَانُ وحُورُ عِينُ
فَعَنكَ دَعِ التَّرَدُّدَ عُدْ إليهِ
سَيغَفَرَها الذُّنُوبَ لكَ المُعِينُ
على مَلِكِ القلوبِ ألا تُصَلُّوا
صَلاةَ أحِبَّةٍ غَنِمُوا وصِينُوا
فقد حَمَلَ الأمانَةَ لم يَخُنها
وكم عَجِزَت عَنِ الثِّقَلِ المُتونُ
وأورَثنا منَ الهِمَمِ المَعَالي
بسيرتِهِ الشَذيَّةِ نَستَعِينُ
لهُ حَمَلَت نَسَائِمُنا سَلاماً
وفي سِيَرِ الحَبيبِ لنا شُجُونُ
.
.
نهاد البغدادي
18/12/2010م