عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2013, 03:55 AM
المشاركة 125
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشاطر 5
أنارت كتيبة العقيد شهبا خضراء معطلة غزو الظلام لجنة الأحلام ، فأتبعتها أضواء صفراء فبدأت الظلال تتوارى ، فجاءت الخضراء لتكنس بؤر السواد ، علي يرتعد من شدة الخوف وقد استعرت الحرب ، فأتته وسوسة من الوحش هاتفة : " لا تقعد معم ، فهم ضعاف نفس وهمة ، سأغزوهم و أوسع قلعتي ، أريدك أن تفارقهم وتنظم إلي أيها البرعم الصغير ، سأجعل منك جنديا لا يقهر ، سأرسلك إلى الأرض ، تزرع الرعب والخوف في النفوس ، سأجعلك تتلذذ متى رأيت الألم استعمر النفوس ، ستحتفل باليأس عندما يزدهر في الأرض ، ستكون عرافا تأتيك القلوب المكلومة فتغرس فيها حب الوسوسة ، ستكون مشعوذا ينحني لك المنهزمون فتقوي في نفوسهم حب الشر وطرق الضلال ، انضم إلي وأسلم تسلم!" لهول ما شاهده و لاشتداد المصائب عليه واحدة بعد الأخرى ، انهارت مقاومته وانساق إلى الشرير الذي يحتفل بانتصاره بنعيق شبيه بنقيق .
استرجع محارب الوهم وعيه ، لابسا حلة المحارب عازفا على قصبته أنشودة السلام ، فخفق قلب الصبي بعذب النبرات ، واستيقظت همته متوقفا عن مسيره نحو مدينة الأوهام ، وقد أشرق وجهه الصبوح عند رؤية صاحبه لايزال في هيئة الأبطال وارتد إلى حيث النعومة والطرب ، اشتد غيظ الشرير فأرسل نحوه حزمة سواد أصابته على مستوى فخديه ، فأقعده الشلل ، وهو يتوعد ناهقا : " سأعود أيها المعاند سأعود"
حملت الفرقة الشاطر إلى مشفى القلعة الحصينة ، فأسعف الطبيب كدماته و ضمد جروحه ، ودلك رجليه بمرهم استعاد على اثره حركيته ، قدم له حلو الشراب ولذيذ الطعام ، رافقه العقيد إلى غرفة العمليات فوجدها مكتظة بالحواسيب ، شاشاتها تملؤها رسوم وبيانات ، فاستفسر : " ماذا تقيسون هنا ؟ " *فأجابه المحارب : " هذه الآلات تبين لنا نسب الخير و السعادة والفرح والأحلام و الأمل و كل أفعال الخير على كوكب الأرض ، فنحن هنا نحاول الحد من كل مسببات الشر ، ومعركتنا مستمرة مع حماته ." سره ما سمع من رفيقه فرد عليه " أنتم طيبون ، كان علي أن أشكركم على هذا الصنيع نيابة عن سكان الأرض وخاصة الأطفال " فتبسم الجندي وهو يقول : " العفو ، نحن هنا نقوم بواجبنا فقط "*. وضع قرصا مدمجا في الحاسوب فازدانت الطبيعة من جديد بأبهى الحلل ، وأتلف القرص الذي أفسده الفيروس الرمادي . فسأله الشاطر : " لماذا لا تركزوا في محاربة الشرير على الأشعة ، أقصد لماذا لا ترسلو إليه حزما كثيفة كما يفعل ؟ " فرد عليه القائد : " طبعا فعلنا ، لكن أشعتنا الزاهية لا تقوى على مقارعة لونه الرمادي " فكر الشاطر مجيبا : " حاربوه بمثل سلاحه فقد علمنا مدرب رياضة فنون القتال أن حركة المهاجم يمكن صدها بنفس حركته متى توقعتها وأسرعت في تنفيذها " لكن العميد أردف: " لا تشغل نفسك كثيرا فنحن لا نملك الأشعة الرمادية و السوداء" فأضاف الشاطر ، " الا يمكنكم ابتكار عاكس لهذه الأشعة كمرآة كبيرة مثلا .." هل وجه العقيد وهو يصيح وجدها الصبي... وجدها.....، فأرسل في الحال إلى كل المبرمجين للإشتغال على الفكرة الجديدة وتجديد الأنظمة الدفاعية "