عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-2020, 09:05 PM
المشاركة 203
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
الترغيب في حسن الثناء
واصطناع المعروف

قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أردتم أن تعلموا ما للعبد عند ربه، فانظروا ما يتبعه من حسن الثناء.
وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري: اعتبر منزلتك من الله بمنزلتك من الناس، واعلم أن مالك عند الله مثل ما للناس عندك.
وقيل لبعض الحكماء: ما أفادك الدهر؟ قال العلم به. قيل: فما أحمد الأشياء؟ قال: أن تبقى للإنسان أحدوثة حسنة.
وقال بعض أهل التفسير في قول الله تعالى: " واجعل لي لسان صدق في الآخرين " . إنه أراد حسن الثناء من بعده.
وقال أكثم بن صيفي: إنما أنتم أخبار، فطيبوا أخباركم.
أخذ هذا المعنى حبيب الطائي فقال:
وما ابن آدم إلا ذكر صالحة ... أو ذكر سيئة يسري بها الكلم
أما سمعت بدهر باد أمته ... جاءت بأخبارها من بعدها أمم
وقال أبو بكر محمد بن دريد:
وإنما المرء حديث بعده ... فكن حديثاً حسناً لمن وعى
وقالوا: الأيام مزارع فما زرعت فيها حصدته.
ومن قولنا في هذا المعنى وغيره من مكارم الأخلاق:
يا من تجلد للزما ... ن أما زمانك منك أجلد
سلط نهاك على هوا ... ك وعد يومك ليس من غد
إن الحياة مزارع ... فازرع بها ما شئت تحصد
والناس لا يبقى سوى ... آثارهم والعين تفقد
أو ما سمعت بمن مضى ... هذا يذم وذاك يحمد
والمال إن أصلحته ... يصلح وإن أفسدت يفسد
والعلم ما وعت الصدو ... ر وليس ما في الكتب يخلد
وقال الأحنف بن قيس: ما أدخرت الآباء للأبناء، ولا أبقت الموتى للأحياء، شيئاً أفضل من اصطناع المعروف عند ذوي الأحساب والآداب.
وقالوا: تربيب المعروف أولى من اصطناعه، لأن اصطناعه نافلة، وتربيبه فريضة.
وقالوا: أحي معروفك بإماتة ذكره، وعظمه بالتصغير له.

يتبع ....