عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2010, 05:46 PM
المشاركة 4
دنيا العطار
كاتبة وأديبة
  • غير موجود
افتراضي
1.الفستان المسحور خمسة جنيهات كانت ثمن هذا الفستان الرائع...لا غرابة فهو من إحدى مؤسسات الخير التي تعيد بيع ما جمعته من ملابس مستعملة بسعر زهيد.. ثوب من الدانتيل الأبيض العاجي بتطريزات فراشية صاخبة قرمزية اللون..وضعته جانباً حتى أنظفه فيما بعد..وغفوت بعد إرهاق يوم مضني من العمل الشاق في غرفتي الواسعة الرحبة.... وعلى شفق الحلم الناعس رأيتها تمشط شعرها أمام المرآة...فتاة فتاكة بعيون زرقاء رمادية كبحيرة غافية تلفها دخان السحاب العارم.. وشعرها الأشقر الفضي يتماوج حتى خصرها الناحل بينما يلمع في أذنيها قرطان قرمزيان بلون فرشات الفستان الطائرة في ربوعه..قبعت أمام المرآة بفستاني الحالم .. تنظر لي بطرف خفي ..لم اصدق عيناي..بيدي أزحت وسن النعاس الكسول ..بذهول أمسكت الفستان الساكن على طرف السرير وقد تلاشى الطيف الساحر..بحثت فيه جيدا وفى جيب خفي وجدت القرط القرمزي اللامع يتوهج بشدة ملفوف في ورقة بردية صفراء صغيرة, كتب عليها فستان ساحر مسحور... لم أقرا.. باقي البردية وألقيت الفستان والقرط كأنهما حيتان تسعيان... كدت اهرب ولكن وهج الفضول احتواني في طيات السحر إرتدانى الفستان بقرطه الأصخب دخلت معهم عبر المرآة لعالمها المسحور.. كنا نطير فوق السحاب الذهبي ونمضى في قلب المياه الخضراء ونلهو في قمم الجبال الوردية المتألقة.. رأيت أحلام وأحلام وتغاضيت عن المسوخ المختبئة جوف الرمال السوداء وتناسيت فحيح افاعى الكره المختبئة بين طيات شعرها الفضي وبكاء جماجم الأطفال بين أصابعها كانت تشير وأنا اتبعها.. سبيه مطيعة موشومة بالنار ... وحينما اتركها وأعود عبر المرآة كانت تنظرلى بغموض.. فاقبع داخل ظلام غرفتي في دائرةً من شموع سوداء..أمد لها كأساً مترعة بالدم فتلعق دمائي راضية وكان من شروط الطقس أن اترك قلبي خلفي حتى اعبر بسلام في العودة يوماً بعد يوم, نسيت الأرض وكرهت نور الشمس وسئمت الاخضرار الغض.. صار الاشتياق يعبرنى كل مساء وهى تشير لي بإصبعها فاعبر المرأة ومعي أشياء ,كنت أحبها فأهبها لها كي أعيش عالمها المسحور,اختنق صوت البراءة بداخلي و تقلصت مساحات احلامى وتنازلت عن كثير من أرض غرفتي حتى ضاقت أبى ضحيت بكثير من الأصدقاء كي تلتهمهم كل ظلمة كقربان يرضيها حتى تاقت نفسي للموت فلم يعد شيء يرضيها.. صار وشمها الشيطاني سياط لروحي...ولم ينقذني سوى امى التي عادت ذات مساء من غربتها البعيدة..حينما فتحت باب غرفتي الضيقة كنت اعبر المرأة لعالمي بينما وقفت ساحرة الأثم تنتظر تضحيتي العظيمة ولكنى غافلتها وحملت معي شيئاً من قلبي .. فبقى جسدي في العالم المسحور ولم اعبر سوى برقبتي الممزقة من المرآة.. وقد انتشرت عبر الشروخات المكسورة دمائي السوداء بينما قبع وجهي المنهك الغائب ينصت في صمت لدقات قلب أمي اليائسة.



عرض سينمائي ممتاز جداً .. يا روان الجمال

تابعي ... وسنتابع يالحبيبة