عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
4451
 
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة

روان عبد الكريم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
238

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
Aug 2009

الاقامة

رقم العضوية
7565
09-12-2010, 08:46 PM
المشاركة 1
09-12-2010, 08:46 PM
المشاركة 1
افتراضي الفستان المسحور
الفستان المسحور خمسة جنيهات كانت ثمن هذا الفستان الرائع .
..لا غرابة فهو من احدى مؤسسات الخير التى تعيد بيع ما جمعته من ملابس مستعملة بسعر زهيد ..

ثوب من الدانتيل الابيض العاجى بتطريزات فراشية صاخبة قرمزية اللون..وضعته جانباً حتى انظفه

فيما بعد..وغفوت بعد ارهاق يوم مضنى من العمل الشاق فى غرفتى الواسعة الرحبة.... وعلى شفق

الحلم الناعس رأيتها تمشط شعرها أمام المرآة ...فتاة فتاكة بعيون زرقاء رمادية كبحيرة غافية يلفها

دخان السحاب العارم.. وشعرها الاشقر الفضى يتماوج حتى خصرها الناحل بينما يلمع فى اذناها قرطان

قرمزيان بلون فرشات الفستان الطائرة فى ربوعه ..قبعت امام المرآة بفستانى الحالم .. تنظر لى بطرف

خفى ..لم اصدق عينى ..بيدى ازحت وسن النعاس الكسول ..بذهول امسكت الفستان الساكن على طرف

السرير وقد تلاشى الطيف الساحر..بحثت فيه جيدا وفى جيب خفى وجدت القرط القرمزى اللامع يتوهج

بشدة ملفوف فى ورقة بردية صفراء صغيرة ,كتب عليها فستان ساحرأً مسحور... لم اقرا باقى البردية

والقيت القستان والقرط كانهما حيتين تسعيان ... كدت اهرب ولكن وهج الفضول احتوانى فى طيات

السحر إرتدانى الفستان بقرطه الأصخب دخلت معههم عبر المراة لعالمها المسحور.. كنا نطير فوق

السحاب الذهبى ونمضى فى قلب المياه الخضراء ونلهو فى قمم الجبال الوردية المتألقة .. رايت احلام

واحلام وتغاضيت عن المسوخ المختبئة جوف الرمال السوداء وتناسيت فحيح افاعى الكره المختبئة

بين طيات شعرها الفضى وبكاء جماجم الاطفال بين اصابعها كانت تشير وانا اتبعها.. سبية مطيعة


موشومة بالنار ... وحينما اتركها واعود عبر المرآة كانت تنظرلى بغموض.. فاقبع داخل ظلام غرفتى

فى دائرةً من شموعاً سوداء ..امد لها كأساً مترعة بالدم فتلعق دمائى راضية وكان من شروط الطقس

ان اترك قلبى خلفى حتى اعبر بسلام فى العودة يوماً بعد يوم, نسيت الارض وكرهت نور الشمس

وسئمت الأخضرار الغض.. صار الأشتياق يعبرنى كل مساء وهى تشير لى باصبعها فاعبر المرأة

ومعى اشياء ,كنت احبها فاهبها لها كى اعيش عالمها المسحور,اختنق صوت البراءة بداخلى و تقلصت

مساحات احلامى وتنازلت عن كثير من أرض غرفتى حتى ضاقت بى ضحيت بكثير من الاصدقاء كى

تلتهمهم كل ظلمة كقربان يرضيها حتى تاقت نفسى للموت فلم يعد شئ يرضيها..وشمها الشيطانى صار

سياط روحى...ولم ينقذنى سوى امى التى عادت ذات مساء من غربتها البعيدة لهفى..حينما فتحت باب

غرفتى الضيقة كنت اعبر المرأة لعالمى بينما وقفت ساحرة الأثم تنتظر تضحيتى العظيمة ولكنى

غافلتها وحملت معى شيئاً من قلبى .. فبقى جسدى فى العالم المسحور ولم اعبر سوى برقبتى الممزقة

من المرآة .. وقد انتشرت عبر الشروخات المكسورة دمائى السوداء بينما قبع وجهى المنهك الغائب

ينصت فى صمت لدقات قلب أمى اليائسة.