عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-2010, 10:54 AM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من أنت أيّها الملاك".. جديد الروائي إبراهيم الكوني

صدر حديثا عن دار الصدى رواية "من أنت أيّها الملاك" لإبراهيم الكوني، يرصد فيها طبيعة العلاقة بين مواطن من الصّحراء اسمه "مسّي" وبين السّلطة التي تمثّلها دائرة السّجل المدني.
ووفقا لصحيفة "الوطن" السعودية تقوم الرواية على رفض موظف دائرة السّجل المدني تسجيل شهادة ميلادٍ لابن "مسّي" الذي اختار له اسم "يوجرتن" والتي تعني البطل الكبير، متحجّجاً بغرابة الاسم الذي يمكنه أن يشكّل خطراً على سيادة الدولة!
هذه الحادثة تتحوّل إلى معركة تطال مستقبل الابن بأن يحرم من دخول المدرسة لأنّه لا يملك وثيقة رسميّة، ولم يمنح اسماً تثبته تلك الهويّة! وتطال هويّة الأب الذي يفاجأ هو الآخر بسحب هويّته لأنّه لم يحصل على موافقة دائرة السّجلّ المدني برغم توقيعات شهود الصحراء عليها، حين يفاجأ بسحب هويّته بعد أن كان يبحث لابنه عن هويّته الضائعة ".. خرجت في غزوة لاسترداد الاسم المغتصب فإذا بي أجد نفسي وقد أضعت في طريق العودة اسمي أيضاً إلى جانب الاسم المغتصب".
تُضيّق عليه دائرة الكسب الذي يراه عدواناً أهون من مصادرة اسم "..الاستيلاء على القوت عدوان أهون إذا ما قورن بمصادرة الاسم"، وتطال مقدّسات الأب حين تُسرق كنوز أمّه الصحراء التي يعترف أنّ لوائحها أشدّ من لوائح العمران"... في الصحراء لوائح أشد صرامة من لوائح العمران، ولكنّ سرّها في أنّها لوائح أمّنا الطبيعة وليست لوائح أخينا الإنسان".
ونري "موسى" الذي يتحوّل في النهاية إلى رجل نفعي، ونزيه الفاضل موظّف السّجل الذي اختفى في البداية بعد أن أوقف شهادة ميلاد الابن بسبب غرابة الاسم وعاد ليظهر في نهاية العمل ببعض المفاتيح التي كانت ضائعة!. وفيها دلالات على أشخاص أصحاب سلطات أخرى مختلفة وذات تأثير في العمل مثل ساعي البريد، وصاحب شركة النفط، وضباط الأمن الذين يخلقون بأقوالهم وأفعالهم مزيداً من العقد الفعليّة للعمل!. كلّ تلك الأحداث تخلخلها خديعة الأب الذي كان يعوّل كثيراً على منطقه الذي يبحث به عمّن يصدّقه.
".. أريدك بكلمة أخيرة أن تصدّق رجلاً لا يملك في هذه الدنيا ذرّة صيتٍ، ولا يُعوّل إلاّ على سلطان المنطق ولا يريد من المبارزة إلا أن يستعيد اسماً". لكنّه يفشل حين يكتشف أنّ هناك من تواطأ على خديعته، فقد تواطأ عليه الدخلاء الأجانب والابن العاق الذي خلق مفاجأة غير متوقّعة داخل العمل الروائي لتكون النتيجة هزّة نفسيّة للأب الذي صدمته سرقة الدخلاء كنوز الصحراء بمساعدة الابن الذي كان يعتقده وريثه الشرعي، ومستودع سرّه الأمين!
يقدم الأب على قتل ابنه بعد أن كان يستميت من أجل استخراج هويّته التي تبقيه حيّاً أمام نفسه وأمام الآخرين، لأنّه خان الصّحراء وباع كنوزها! بعد أن اعترف أنّ ضعفه كان بسبب ذريّته "... الذريّة وحدها تستطيع أن تدفع الآباء إلى خيانة كلّ عهدٍ بما في ذلك العهد المبرم مع الرّب".