عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
7295
 
محمد معمري
مُحـب للحكمـة

محمد معمري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
97

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Dec 2008

الاقامة

رقم العضوية
6100
09-19-2010, 07:58 PM
المشاركة 1
09-19-2010, 07:58 PM
المشاركة 1
افتراضي هوية الإنسان في الوجود
هوية الإنسان في الوجود


لقد انفجرت " الأنا " في عالم جد شاسع، ومعقد، وأكثر من غامض للغاية! فأصبحت تلك " الأنا " موجودة في الوجود بين كل الموجودات... لقد أتت وهي تحمل فكرا مغفلا لا هوية له...
لكن، ومن خلال اللغة والفكر أصبحت ذات الإنسان موضوعية خاصة عندما ألهمه الحب والوجدان المعرفة... وكذلك متى تحلى بالأخلاق التي تسمو تدريجيا عن طريق ترويض النفس على كل محمود، وتكبيل الشهوة والكبرياء والغضب والغل.. حينها ينضج وعي الإنسان في الوجود وبالوجود...
وبصدد ظواهر الوجود الإنساني، وما يتعلق بقيمه وأفعاله ودوافعه ووعيه.. فالسلوكيات التي ينهجها الإنسان في حياته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعقائدية والروحية... هي التي تحدد مدى وعيه ضمن وسط ومحيط معينين.. ومن ثم فوجود الإنسان في هذا الوجود هو الذي يحدد وعيه؛ لأن كل الإحساسات والشعور والانفعالات وكل أفعال إرادة الإنسان تتكيف بسهولة ويسر مع بيئته ومحيطه الاجتماعي؛ إلا أن الشعور قابل للتغير بين اللحظة والأخرى.. لأن مع كل إشراقة شمس يستقبل الإنسان الجديد... فيحار عقله بين الماضي والمستقبل فما كان بالأمس ذا قدسية وتبجيل، أصبح اليوم خرافات وتفاهات.. وربما الخيال الذي كان بالأمس لا صلة له بالواقع صار اليوم أمام أعينه حقيقة ملموسة!! إذن، فالشعور يتغير مع السلوك التفاعلي المستمر بين الإنسان وبين الوسط والبيئة الطبيعية حيث يقيم... كما أن سؤاله الذي لم يجد له حلا: هل معتقداتنا اليوم سوف تصير غدا خرافات وتفاهات ومتاهات...!؟
لعل الإنسان يتأثر بمحيطه الاجتماعي ولو لفترة معينة نظرا لمواهبه وميولاته ونزعاته.. وقدراته الدفينة في أعماقه...
ومهما يكن فثم سر بين الوجود والإنسان!! وهذا السر يكمن في صلة الإنسان بربه من حيث الإنسان ليس سوى عبدا من بين العبيد الكلية...
فمنذ نشأة الإنسان الأولى وهو يتساءل باستمرار عن سر وجوده!؟ فيسقط في متاهات لا مخرج منها، ويزين له الشيطان سوء عمله.. إلا أن الله، جل وعلا، قد ألهم نفس الإنسان الفجور، والتقوى؛ كما أشهده على نفسه قبل مجيئه إلى الدنيا على أن يعبد الله وحده ولا يُشرك به أحدا.. فكان من طبع الإنسان النسيان لذلك أرسل الله، عز وجل، الرسل مبشرين ومنذرين فكانت تذكرة لأولي الألباب...
ولعل أن الإنسان هو الذي حمل الأمانة وكان ظلوما جهولا لما رفضت السماوات والأرض والجبال حملها؛ فبظلمه لنفسه وجهله صار مكرما في هذا الوجود...
لقد جعل الله، سبحانه وتعالى، هذا الإنسان خليفة في الأرض لأنه حمل الأمانة، ورغم ذلك لم يخرج عن إطار العبد، أي: مخلوق من أجل عبادة الله، جل وعلا، فسخر له كل ما في السماوات والأرض ليحكم بالعدل ويقيم الدين الحنيف، وعلمه ما لم يكن يعلم وزكاه وكان فضل الله، سبحانه وتعالى، على الإنسان فضلا عظيما...
وختمت رسالة الله، جل وعلا، بالرسالة المحمدية حتى يعيش الإنسان في خضمها عقيدة ومنهاجا وسلوكا...
وبالتالي فهوية الإنسان في الوجود هي الأمانة، والخلافة التي وُجد من أجلها ولأجلها، والعبادة التي تنقسم إلى قسمين: عقيدة، وعمل.


بقلم: محمد معمري