عرض مشاركة واحدة
قديم 11-17-2011, 03:58 PM
المشاركة 56
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
محمود المسعدي

كاتب ساخر وهو يسارى الانتماءفى الشباب تعرض للسجن والنفى بسبب كتاباتة لة العديد من المؤلفات اشهرها الطريق الىزمش وهو يشبة فى كتاباتة الاديب السورىمجمد الماغوت

==
محمود المسعدي (28 جانفي 1911- 16 ديسمبر 2005) مفكّر و كاتب تونسي، علامة بارزة ليس في الحياة الثقافية فقط بل في الحياة السياسية أيضا وفي حركة التحرّر الوطني التي كان أحد رموزها.
عَرف شهرة كبيرة كرائد من روّاد القصّة والرواية في تونس وأحد أعلام الأدب العربي الكبار.


حياته

ولد محمود المسعدي بمدينة "تازركة" بولاية نابل في 28 جانفي 1911، تلقّى تعليمه الأوّل بكتّاب القرية حيث حفظ القرآن في سنّ مبكّرة. ثمّ زاول تعليمه الابتدائي بمدينة "قربة".
أتم المسعدي دراسته الثانوية في المعهد الصادقي عام 1933. والتحق في نفس السّنة بكلية الآداب بجامعة "السربون" العريقة ليدرس اللغة العربية وآدابها. تحصّل على الاجازة في اللغة والآداب العربية 1936 و شرع في إعداد رسالته الأولى " مدرسة أبي نواس الشعرية "، ورسالته الثانية حول " الإيقاع في السجع العربي "، إلا أن الحرب العالمية الثانية قد حالت دون إتمامهما. ونشرت الثانية، لاحقاً، بالعربية والفرنسية.
درّس محمود المسعدي بالجامعة في تونس وباريس.
بعد الاستقلال عام 1956، تولى المسعدي وزارة التربية القومية، يث أسس الجامعة التونسية. وقبلها، كان قد تمكن من إقرار مجانية التعليم لكل طفل تونسي. وفي 1976، تولّى المسعدي وزارة الشؤون الثقافية. قبل أن ينهي حياته السياسيّة كرئيس مجلس النواب.
نشاطه السياسي

إلى جانب اهتمامه الشديد بالأدب و اللغة العربية، كان لمحمود المسعدي نشاط سياسي في صفوف "الحزب الحر الدستوري التونسي" منذ 1933 وفي النقابة.
اذ انتمى المسعدي الى جيل عاش آلام الإستعمار وحلم بإزاحته عن تونس وقد إنخرط مبكّرا في الحركة السياسية والنقابية فتولى مسؤولية شؤون التعليم في حركة الاستقلال الوطني التي التحق بها مناضلا ضد الاستعمار الفرنسي، كما لعب دورا قياديا في العمل النقابي للمعلمين.
لم يكن محمود المسعدي من الكتّاب أو المثقفين الذين يفضّلون الوقوف على الربوة فعرف السجن والإبعاد الى الصحراء وهي العقوبة التي كانت السّلطات الإستعمارية الغاشمة تسلّطها على الوطنيين، ورغم تشبّعه بالثقافة الفرنسية ودراسته في السّربون لم يقف المسعدي الى جانب المستعمر ولا ثقافته بل عمل ما في وسعه على مقاومة الإستعمار.
تقلّد المسعدي مناصب سياسية من أهمّها "رئيس الجامعة القومية لنقابات التعليم" و "أمين عام مساعد للاتحاد التونسي للشغل".
لغة المسعدي

يُعتبر محمود المسعديّ أحد أعمدة التنوير في الثقافة العربيّة عموما وفي الثقافة التونسيّة على وجه التخصيص. فتكرّست أعماله الأدبية وسيرته في الأذهان وأصبحت جزءا من الموروث الثقافي التونسي.ولعلّ أصالة هذا الأدب ووفاءه لجوهر الإنسان هي التي مكّنته من أن يفتكّ الإعجاب و أن يحضى بتلك المكانة في نفس المهتمّين بالأدب و الفكر العربي المعاصر.
و قد تأسست بتونس ملامح مدرسة أدبية كاملة تستوحي عوالمها وأسسها ومرتكزاتها من عوالم محمود المسعدي الأدبية، رغم أن المسعدي بشهادة كبار النقاد والدارسين عصي عن التقليد.
حمل المسعدي في فكره ووجدانه طموح جيل كامل من المثقفين الذين كانوا يناضلون من أجل بناء ثقافة تونسية أصيلة مواكبة لروح العصر ومتحررة من الجمود والتكلس.و لئن تكشف أعمال المسعدي عن تأثير القرآن على تكوينه الفكري والعقائدي وعلى أسلوبه كما تنم عن إحاطته بأعمال المفكرين المسلمين في مختلف العصور وبالأدب العربي القديم التي بدأ اهتمامه بها منذ مرحلة دراسته الثانوية، فإنّها أيضا تبيّن مدى اطلاعه على الآداب الفرنسية خاصة والغربية عامة. فلقد نهل المسعدي من معين المدرسة الغربية وتأثر إلى حد كبير بالفلسفة الوجودية التي من أعلامها "جون بول سارتر Jean-Paul Sartre" و"الباركامي Albert Camus ".ويقول النقاد أن المسعدي كان في سعي دائم نحو التوفيق بين الفلسفة الإسلامية والوجودية في أعماله.
يقول عنه مختار الخلفاوي: "هذا الأديب الكبير، ولا مراء، مكنون غير مبذول، ومحجوب غير ميسور، تماما مثلما هو أدبه مكنون ومحجوب. أدبٌ عَصِيٌّ، الكلماتُ في الأصوات والأصواتُ حُجُبٌ تشِفُّ عن المعاني الغِزار، المباني تنطق عن المعاني والمعاني تُفْصِح عن المغاني. ومجتمعُ ذلك كلّه أدبٌ مسعديٌّ لَوّنَه صاحبُه بلوْنِه الخاصّ وطبعه بطابعه وختمَ عليه: طروسٌ لطبقاتٍ من النصوص في شتّى مناحي الكَلِم ترتدُّ جميعُها إلى نصّ أصليّ، نصٌّ فيه تجتمع الأسطورةُ والرمزُ، وتتضايف العبارة والإشارة، التصريحُ والتلميحُ، الإنشاء والإخبار، الفكرُ واللّغة، المبنى والمعنى والمغنى. نصٌّ جَمْعٌ، ولكنّه، أيضا، كان نصًّا لازمًا.... حداثيّ وكلاسيكيٌّ، عروبيّ وكونيٌّ، متفلسفٌ وسياسيٌّ، شاعرٌ ومنظِّرٌ، وجوديٌّ وإسلاميٌّ، مُلتزمٌ وعبثيٌّ، نقابيٌّ وصوفيٌّ، كارتيزيانيٌّ وإشراقيٌّ، يمينيّ ويساريّ، ليبراليٌّ وراديكاليّ هو محمود المسعديّ."
من أقواله

"إنّه لا يصون الأدبَ من الزيف إلاّ القيّمون على تخليص ذَهَبِ معدنه من بهرج بريقه اللّمّاع بصرامة النقد ولطف الإحساس."
"مقدار من الجنون لابد منه من أجل مقدار من الحرية."
"الأرض طواعية للرجال الذين يملكون الأمل و يقدرون على تحدي المستقبل."
"الحياة كونٌ و استحالة و مأساة، فاذا هي ارتدَّت ظاهرةً و قراراً و رضى، فهي الخسرانُ و لعنةٌ على الزائفين."
"هاته الأرض نحن خلقناها. وهاته السَّماء نحن نصبناَ عمادها فأقمناها. فهل ملكتُم من خيراتها شيئاً؟ ــ لقد قالوا عنكم: ليس لهم الاَّ جَزلةٌ من رغيفٍ ولُعبةٌ تُلهيهم كالصِّبيان. وحجبُوا عنكم الشَّمس وفيها لكم نورٌ به تهتدُون، وأمسكُوا العيون وفيها لكم حياة، وذبحوا عنكُم البقرةَ الصَّفراء. وقالوا: ما يُولدُ منكم اليوم، غداً نأكلُ جهده ونمتصُّ دمَه. وما حرثتم اليوم، الى أفواهنا من الساَّعةِ سنابلُه. وقالوا: نساؤكم لنا اِمَاء وأرواحُكم مَرعى أيُّها الضُّعفاء. ثُمَّ ألقوا لكُم بعظام مُقشَّراتٍ هزال. فجثَوْتُم على الرُّكَبِ تُصلُّون. وقُلتُم: طاعةً و حمداً يا أولي الأمر فيناَ. فحشروكُم فألقوكم في الأصفاد. أفـأنتم راضون؟أما آن أن ترتفعُوا الى الشِدَّة والبَأس؟ ألا توقدونها حمراءَ ليس يردُّها جان و لا انس؟"
"دعـوني. نُصلِّي أو لا نُصلِّي و نسعد أو نشقى هل تروْن فيه من خيرٍ أو شر ؟ شرُّ ما في الدنيا أنَّ الحياةَ عبثٌ. بل لا أدري. لعلَّه خيرُ ما فيها."
أعماله

كتب محمود المسعدي أهم مؤلفاته بين 1939 و1945 ورغم ذلك بقيت أعماله قبلة الباحثين والنقاد الى اليوم .
ولعلّ أشهر ما جاد به قلمه و فكره:
- "السّد" (1940)وطبع العمل كاملا عام 1955، الترجمة الألمانية نشرت في أكتوبر 2007.
و تأتي بعد ذلك كتبه الأخرى:
- "حدث أبو هريرة قال"(1939) وطبع العمل كاملا عام 1973، الترجمة الألمانية ستصدر في نوفمبر 2009.
- " ومولد النسيان" التي نشرت للمرة الأولى عام 1945، وترجمت إلى الفرنسية (1993) والهولندية (1995). الترجمة الألمانية صدرت في مارس 2008.
- "تأصيلا لكيان" الذي جمع فيه شتات كتاباته الأدبية والفكرية طوال حياته.
- "من أيام عمران".
==
هذا الأديب الكبير، ولا مراء، مكنون غير مبذول، ومحجوب غير ميسور، تماما مثلما هو أدبه مكنون ومحجوب. أدبٌ عَصِيٌّ، الكلماتُ في الأصوات والأصواتُ حُجُبٌ تشِفُّ عن المعاني الغِزار، المباني تنطق عن المعاني والمعاني تُفْصِح عن المغاني. ومجتمعُ ذلك كلّه أدبٌ مسعديٌّ لَوّنَه صاحبُه بلوْنِه الخاصّ وطبعه بطابعه وختمَ عليه: طروسٌ لطبقاتٍ من النصوص في شتّى مناحي الكَلِم ترتدُّ جميعُها إلى نصّ أصليّ، نصٌّ فيه تجتمع الأسطورةُ والرمزُ، وتتضايف العبارة والإشارة، التصريحُ والتلميحُ، الإنشاء والإخبار، الفكرُ واللّغة، المبنى والمعنى والمغنى.
نصٌّ جَمْعٌ، ولكنّه، أيضا، كان نصًّا لازمًا.