عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2014, 11:50 PM
المشاركة 13
محمد الشرادي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ محمد تحيّة طيّبة وبعد
جمال هاجر الداخليّ وحبّها لزوجها ورغبتها العارمة في ترسيخ حبّه لها جمال لافت..وحالة القلق التي تعيشها من عدم الإنجاب بدت لي ذاتيّة أكثر ممّا هي موضوعيّة..فزوجها يقول لها:
"ليتك يا هاجر كنت قادرة على التحوّل إلى صابر، حتّى تقفي بنفسك على مقدار حبّي لك.
أطفال الدنيا، الذين يعيشون الآن، و الذين ماتوا، و الذين سيخلقون على مرّ السنين ،لا يساوون عندي شعرة في مفرق رأسك". ومع ذلك فهي تظنّ أنّها لن تكون كاملة إلّا بالإنجاب..فهل كلّ النساء كذلك ..؟ وهل مجرّد الإنجاب يجعل المرأة الولود تطمئن أكثر ممّن لاتنجب..؟ وماهو فضل المرأة فيه..؟ أليس من المغترض أنّ ذلك فضل من الله تعالى ..؟وهل نعلم نحن البشر أخير هو أم شرّ إلّا بعد زمن بعيد ..يتبيّن فيه إن كان الولد صالحاً أم لا.. نعمة أم نقمة ..؟
كلّ تلك الأسئلة تثيرها القصّة الغنيّة بالصور التي أرى أنّها تنتقد الكثير من الظواهر السلبيّة في السلوك البشريّ بطريقة ذكيّة ليس فيها مباشرة فمدّ الناس عيونهم إلى هاجر فيه نسيان للواجب ..من غضّ للبصر وتذكّر للعبر ..ونعمة الجمال قد لاتكون نعمة حقيقيّة وإن وجب شكرها.. في دار الابتلاء والامتحان..بل قد تكون نقمة.. وفي النصّ ظهرت هداية الله سبحانه لهذين الزوجين إلى أن يتفانيا في التحابّ والوفاء ويستزيدا من الإخلاص ..وها هما يأخذان بالأسباب من تحاليل طبيّة وغيرها..رغم أنّ الزوجة ضعيفة بقلقها وباحتمال أن يستمرّ هذا القلق إن كانت نتيجة التحاليل تنبي بأنّها هي العاقر..ولكن ماذا لو كان الزوج هو العقيم ..؟هذا الاحتمال يعطي للقصّة بعداً ساحراً ويجعل الأمور قابلة للانقلاب رأساً على عقب ..فأنت ياهاجر بجمالك الاستثنائي مقبولة عند زوجك في كلّ حال..وعدم رضاك عن عدم الإنجاب يجعلك قلقة وغير واثقة من شيء ما لاتوجد له بوادر عند الزوج فماذا لو تبيّن العكس وجاءت نتائج التحاليل قائلة :زوجك عقيم ..؟هل سيغدو غير جدير بك ياجميلة الجميلات ..؟
الجواب:يكفيك حبّه..وأنصحك بتصديقه ..لأنّ ماكشف عنه النصّ يكفي..وما سكت عنه واضح تماماً وهو يقول :ياهاجر ..إنّ الجمال هو جمال النفس ..فإذا اجتمع الجمالان ففضل من الله ومنّة ..وهناك لفتة جميلة في القصّة
هي في أنّ الذهاب إلى المشعوذة كان في الحلم ولم يكن حقيقيّاً الأمرالذي يزيد احترام من لايؤمنون بالشعوذة للبطلة التي سيزول جمالها الخارجيّ ذات يوم ولن يبقى إلّا جمال النفس الذي هو الأساس وهوما يستطيع المرء العمل عليه وتزكيته كلّ لحظة ..شكراً أخي محمد لرسمك الجميل لتلك الشخصيات ..جزاك الله خيرا..

وعذراً للإطالة..
أهلا أخي عبد الحكيم
أسعدتني إطالتك التي تناولت النص من كل جوانبه. أشكرك أخي على هذه الإضاءة الشافيةن و المتميزة
تحياتي