عرض مشاركة واحدة
قديم 09-22-2014, 10:18 PM
المشاركة 137
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
(السلم الروحي) عند المتصوفة،
وإشكالية المقامات والأحوال (2)
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
م. الطيب بيتي العلوي
مغربي مقيم بفرنسا
باحث في الانثروبولوجيا الدينية والثقافية بباريس
لقد تكلم أقطاب المتصوفة ،عن طغيان السعادة الغامرة، واللذة العارمة التي يستشعرها العارفون بالله خلال تجربتهم الباطنية القلبية، وأطلقو اعليها اسم المقامات والأحوال والشطح حيث صنفها علم النفس الحديث–جهلا- ضمن حالات الصرع ،أوحالات"باتولجيا"الخلل العصبي (حيث سأفرد لها مبحثا خاصا حول النشوة الصوفية بين التصوف وعلوم الأناسة وخاصة علم النفس الديني وعلم النفس الأعماق)
وتيسيرا لفهم طريق القوم في أحوالهم ومقاماتهم وشطحهم، قام المتصوفة الكبار بتقسيم مسلكهم الى الحق أوالحقيقة الى مراحل ،ولكل مرحلة سماتها وخصائصها، وبها تتميزحتى لا يختلط على السالك في طريقهم (أوالقارئ من الخارج )،ما بين المقام والحال ، فوضعوا لكل مرحلة مقدماتها وهي"الأحوال"،وهي متحولة ومتقلبة ومتغيرة، الى أن يتم للسالك الاقامة في المرحلة على التمام المستقر،ثم ينتقل الى مرحلة أخرى وهو المقام
تعريف اصطلاحي المقام والحال
" الحال....ما يحل بالأسرارمن صفاء الأذكار ولا يزول "....(الطوسي ص411)
" ...وهو معنى يرد على القلب من غير تعمد، ولا اجتلاب ولا اكتساب، من طرب، أو حزن، أو قبض ،أو شوق، أو انزعاج، أو هيبة، أو احتياج ،فالأحوال عندهم مواهب، والمقامات مكاسب ،والأحوال تأتي من غي الوجود ،والمقامات تأتي ببذل المجهود،
وصاحب المقام ممكن (برفع الميم الأولى والفتحة على الثانية)، وصاحب الحال مترق عن حاله،لقول بعض المشايخ"الأحوال كالبروق، فان بقي فحديث نفس" وقالوا "لأحوال كاسمها"،يعني انها كما تحل بالقلب تزول في الوقت
وأشار قوم الى بقاء الأحوال ودوامها، وقالوا انها اذالم تدم ولم تتوالى، فهي لوائح وبواده،ولم يصل صاحبها بعد الى الأحوال...."القشيري ص32)
المقام
"والمقام عبارة عن الطلب على أداء حقوق المطلوب، بشدة اجتهاده وصحة نيته،ولكل واحد من مريدي الحق مقام، كان السبب لهم في ابتداء الطلب،.....لأن المقامات والارادات من تركيب الجبلة ،لا المسلك والمعاملة، كما أخبرنا الله في قوله عز من قائل" وما منا الا له مقام معلوم'(سورة الصافات الاية167"..ويقول الامام الهجويري الفقيه الأشعري شيخ الامام الغزالي في هذا الباب "..فكان مقام آدم التوبة ،ومقام نوح الزهد ،ومقام داوود الحزن ،ومقام عيسى الرجاء، ومقام يحيى الخوف،ومقام محمد الذكر صلوت الله عليهم أجمعين ...."
ويتفق معظم مؤرخي التصوف وواضعي قواميسها في تعريف الأحوال والمقامات، والتمييز بينهما على النحو السابق..،ولكن الخلاف الواضح بين المتصوفة فيهما،انما ينصب على ترتيبهما، أو وضعهما، أو اعدادهما،...
والترتيب يأتي عند البعض تبعا لما عاينه كل سالك من تجربة ومعاناة ابان سلوكه بحسب موهبته واستعداده وصدق طلبه وطاقاته ،كما يرجع الترتيب الى قواعد السلوك التى يدرج عليها المريد في تربيته الروحية من مرب الى آخر، ومن طريقة الى أخرى،.
..وللتفصيل في هذا الباب يرجع الى التقسيم الذي أورده أبو طالب المكي 'المتوفى عام 386للهجرة في كتابه المعروف في علم لرقائق المسمى "بقوت القلوب"

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا