الموضوع: أنت طالق...!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2014, 08:51 PM
المشاركة 25
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
"
حملت حقائبها المثقلة بأوجاع السنين، وراحت تدقُ أبواب الرّجاء، وتنفضُ عنها غبار الحسرة جاهدة، بعدما شَربت نخب طلاقها، وهي توزع خطواتها على شارع المجهول، وقد استفردت بمخيلتها الهشة غربان الحيرة، تنعب في قفارها، فطفقت تتفحص معالم الحاضر، لوحة قديمة جرّدت من الألوان، بعد ما نسفتها أفواه الزمن الواسعة، وتُقلَب حجارة الواقع...كأنما تبحث خلف جمودها عن ثورة عشق كتمت أنفاسها، وتاه صهيلها عند منعطفات الهوان
.!"

في المقدمة هناك اشتغال على اللغة والتعابير ، لكن المقدمة توحي أننا بصدد حياة البطلة بعد الطلاق ، بصدد رحلة لتحقيق الذات ، لكن النص توقف عند استقبال الأم لابنتها في حيرة ، فهناك بداية بحيرة ونهاية بحيرة .
المقدمة لم تستطع أن ترسم للبطلة طريقا صحيحا ، ولم تستطع فتح المشهد ، هل حالة حزن عميقة أم هي حالة نصر معينة ، حقائب مثقلة بأوجاع السنين ،هناك رحلة هنا اضطرارية ثقيلة موجعة ، تدقُ أبواب الرّجاء، هناك نفخ للأمل ،وتنفضُ عنها غبار الحسرة جاهدة ، هناك نفض و انتفاضة ، لكن منسوب الأمل تضاءل هنا ، بعبارة جاهدة . بعدما شربت نخب طلاقها هنا احتفالية ، ووشمت حُروف اسمها في لائحة المطلقات هنا انخفاض منسوب الاحتفالية بذكر لا ئحة المطلقات . وهي توزع خطواتها على شارع المجهول، وقد استفردت بمخيلتها الهشة غربان الحيرة، تنعب في قفارها، فطفقت تتفحص معالم الحاضر، لوحة قديمة جرّدت من الألوان، بعد ما نسفتها أفواه الزمن الواسعة، وتُقلَب حجارة الواقع...كأنما تبحث خلف جمودها عن ثورة عشق كتمت أنفاسها، وتاه صهيلها عند منعطفات الهوان.!"
هنا قتامة كبيرة ، كأن تلك البدايات وتلك الآمال زائفة كلية .
فالمقدمة حاملة لتناقض غريب و لو أنه يتوارى خلف التعابير التي تضفي جمالية على النسج .
لكنها في الأخير أظهرت ذلك التردد المخيف من الاحتفال بالطلاق لاشعوريا عند البطلة وهذا يحد من قدراتها الانفتاحية على واقعها الجديد و هذا ما جعل النص ينغلق ولا يقتحم المستقبل لبناء قصة كاملة .