الموضوع: أنت طالق...!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2014, 06:15 PM
المشاركة 23
د. زياد الحكيم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هنا نقرأ عن فتاة حصلت بعد ثلاث سنوات
من الزواج على شهادة طلاقها من الرجل الذي شاءت
قوى دينية ومجتمعية واسرية ان تتزوج
منه دون ارادة منها. والفتاة ليست اكثر من دمية لا تملك من
امرها شيئا. لا تستطيع الا ان ترفع رايات الاحتجاج بصمت. قوى
فوق طاقتها تعبث بمقدراتها. فنحن امام شكل من اشكال المجتمعات
المتخلفة التي تعبث بحياة افرادها بانانية وسلطوية وقصر نظر.

وبفضل القيم السلبية السائدة نجد ان جميع افراد المجتمع دمى:
الفتاة وامها وابوها وزوجها وحبيبها.
كل منهم ينال نصيبه من قسوة المجتمع وجبروته دون
ان يجد في نفسه الطاقة للاحتجاج.
وهو يعاني من جراء ذلك ويسهم من حيث يريد او لا يريد
في ترسيخ القيم الفارغة من كل انسانية وكرامة.
اليس الاب دمية وهو يطأطئ الرأس لمجتمع قاس متخلف؟
اليس نبيل دمية وهو يعتبر ان من المستحيل ان يأخذ احد منه حبيبته
ولكنه يرضخ صاغرا مستكينا؟ اليس الزوج دمية
وهو يقود حياته كما يظن ان المجتمع يتوقع ويقبل؟
اليست الام دمية وهي لا ترفع صوتا مسموعا لنصرة
ابنتها الشابة لان المجتمع لا يجيز ذلك؟ اذن نحن امام صورة
مصغرة لمجتمع كل افراده من الدمى التي لا تشعر ولا تفكر.

اما من الناحية الفنية فانا اقول ان النص لا يرقى الى مستوى
القصة القصيرة بالمعنى الفني للكلمة: الاشخاص
فيه كائنات مجردة ومبهمة، والسرد فيه اشبه
بسرد خاطرة تهدف الى خلق حالة وجدانية غير محددة عند القارئ،
واللغة – على اناقتها – لغة شاعرية تسعى الى ابهار القارئ
دون ان تنقل اليه صورة دقيقة لحالة مجتمعية وانسانية
على جانب كبير من الخطورة.

واتمنى للكاتبة مباركة بشير احمد
التوفيق دائما فيما تخطه وتكتبه.
واشكر الاستاذ ايوب صابر على دعوته لي
لقراءة النص والتعليق عليه.