عرض مشاركة واحدة
قديم 11-13-2013, 03:07 PM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ عبده فايز الزبيدي

متى يبدأ الشك؟

سؤال جيد ويفتح افاق لا حدود لها للنقاش.
لشرح وتبسيط المسألة دعنا نأخذ بالتقيسمة التي وضعها وطرحها فرويد بأن عقل الانسان مكون من ثلاث اجزاء وهي:
- الاد وهو مركز الغرائز والرغبات الحيوانية.
- والانا وهو النفس وما ترغب.
- والانا الاعلى وهو ذلك الجزء من الدماغ الذي يختزن المثل والتعليمات والمباديء.

ولتبسيط عمل الانا الاعلى نقول
بدفع من الغريزة ومصدرها الاد قد يتحرك الانسان لتلبية هذه الغريزة او قد يجد الانسان نفسه راغبا في تلبية حاجة او القيام بعمل يرضى النفس وليس بالضرورة من اصل غريزي ..

عندها يسعى الانسان لتلبية تلك الغريزة او الرغبة وهنا يسمع الانسان صوتا داخليا يحدد له مشروعية هذا العمل ومدى قبول المجتمع له ومدى انسجامه او معارضته مع السائد والمألوف والنظم القائمة..هذا الصوت هو صوت الضمير وهو عند فرويد صوت الانا العليا.

الان ...
هذا الانا العليا يختزن في داخله المنظومة الفكرية اوالفلسفية او الدينية التي تصبح تحكم الفرد وتصرفاته وتقوده. وهو مركز الايمان بقضية او فكرة او فلسفة او منظومة فكرية.

واذا كانت التغذية لهذا الجزء من الدماغ سليمة ومكثفة ومتكاملة ومستمرة والمهم انها قائمة على اسس منطقية عقلانية ومقبولة ولا يوجد في البيئة المحيطة ما ينسفها او يستطيع ان يخلخلها يصبح صاحب هذه المنظومة انسان مؤمن بتلك المنظومة وقد يصل الايمان عنده الى حد اليقين.

فمتى اذا يبدأ الشك؟
يبدا الشك عندما يجد الانسان صاحب اي منظومة فكرية ومن خلال ما يصله من معرفة ومعلومات والاهم من كل ذلك التجارب مع البيئة المحيطة بأن تلك الاسس التي آمن بها بدأت تهتز وان الادلة العلمية او المنطقية او العقلية ومن واقع البيئة ومن خلال التجربة والمشاهدة تقول بأن هناك شيء آخر فيجد نفسه في حالة ازمة ذهنية Hegmony Crisis فيبدأ في طرح الاسئلة وهذا هو بداية الطريق؟

اذا كيف يوصل الشك الى الحكمة؟
غالبا ما تدفع هذه الازمة النفسية الانسان للبحث عن اجابات اي البحث عن الحقيقة فتتوسع مداركه ومعارفه وثقافته وغالبا ما يجد جواب لكل سؤال ويقين لكل شك مر به..
وغالبا ما يكون الفوز للمنظومة الفكرية المتفوقة من حيث الادلة والبراهين التي تذهل العقل وتجعله يسلم بما جاءت به.

قد تستمر هذه الازمة مع الشخص طول العمر وقد تنحل هذه الازمة الذهنية عندما يصبح الفكر البديل له السيادة والاغلبية في مركز الانا العليا.

لكن ان وصل الانسان الى مرحلة الشك فاما ان يقوم على ازالة الشك بمزيد من البراهين والادلة ليصل الى مرحلة اليقين واما ان يجد نفسه مضطر لاستبدال المنظومة الفكرية التي تحركة باخرى تكون اكثر ابهارا واذهالا وبما يحقق القبول النفسي والعقلي.

هذه العملية هي الطريق الموصلة الى الحكمة.