عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-2022, 10:53 PM
المشاركة 14
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: ومضات على كتاب " بيكاسو وستار بكس "
" تساؤلات وإرهاصات "

يُبين الكاتب:
في هذا الباب عن ذلك الفضول ، والحرص على تلقي
ما هو جديد من الأخبار ، ليكون حديث الساعة ،
لا يهم :
قيمة
وكم
ووزن
وحجم
وماهية

ذاك الذي عليه الحديث يدور !
هي شهوة التطلع والفضول ، وتحريك الراكد من الأمور الروتينية الممللة
التي يقضيها بعض الناس !


الموت ومباغتته
:
يتمنى الكاتب أن يكون للموت بوادر واشارات ،
منها يُعرف وقت حضور مفرق الجماعات ، وميتم الأطفال ،
غير أنها أمنية تنافي وتناقض ذاك السر من تلكم المباغتة ،
لكون عنصر المفاجئة يكون له دواعي احترازية وجب على المتيقن من شنه الهجوم في كل لحظة وحين .

هو :
حال الإنسان الذي يستمطر ، ويرتجي ، ويأمل أن يسمع ويُشنف سمعه بتلكم العبارات ،
التي تُلهب قلبه وتضمد جرحه ، وتُسّكن خوفه ، وتؤنس غربته ، ليجد السكينة في ذاك ،
ليحيى على أكناف السعادة والهناء ،

عند الموت :
تظهر الكوامن ويُكشف المستور عن الذي كان مخبأ مخمور ،
ليكون الميدان مفتوح ،
ليشمت الحاسد ،
ويتنفس الحاقد ،
ويبكي المُجل ،
ويطلق الآهات ذاك المحب ،
لذلك المحبوب .


الكاتب /
يُصرح عن تلكم الرغبة العارمة التي تشغل قلبه وباله ،
وشوقه ليسمع كلمات الحب وآهات الفراق
ليعرف قدره ومنزلته في قلب من يُحبهم وأفرد لهم جَنانه ،

لعل :
في تأخر التصريح بتلك المشاعر الدفاقة سيلٌ من الأسباب منها عظم شأن ذلك المحبوب ، فجعل من الأفعال ،
هي من تُترجم ذلك الاحساس الذي يكتنف قلب ذلك الإنسان ، ولعل منها ذاك السير على الطباع ، التي هي من روافد الحياة ،
بحيث ترك الرومنسيات تجف ينابيعها إذا ما كانت في أصلها مكونة من ألفاظ منطوقه ، مهما غّشاها من ضبابية في صدقها أكانت متكلفة،
أم هي حقيقة ضج القلب منها ليلفظها حروفاً منمقة زاهية الألوان ،

ولعل
:
في مقام الفراق يكون الندم هو رسول الأمنيات ، لو كان المسجى في لحده بيننا يتنفس الحياة ،
لكان الفيض من جمل المحبة ، والعشق تُلهب الكون ليُقسم تجلياته على الكائنات .

تساؤلات الكاتب عن سبب البكاء ؟
وهناك حيث صرعى وحصاد الموت بعد أن صاروا
خبر كان يكون الانقسام في حال الأنام ،
حقيقة الموت في مفارقة الروح للجسد ،

فذاك جزماً ما اتفق عليه جمهور الناس على اختلاف
:
مشاربهم
معتقداتهم
أجناسهم
مذاهبهم
أديانهم

" وما اختلف فيه غير الذي يعقب ذاك الموت ، وما يكون المصير ،
وإلى ماذا يصير ذلك الميت الكسير
" .


حقيقة الدنيا :
أنها قنطرة الآخرة ، وجسر عبور لتلكم الحياة السرمدية الأبدية ،

الموت :
المجزوم به بوقوعه يتغافل عن حقيقته الناس ، وكأنهم مُخلدون لا يفنون !
يُقللون الزاد والسفر بعيد ، ويُكثرون من الأخذ من الحرام ، ومن هذا وذاك ،
ولا يُلقون لتلكم اللحظات أي اهتمام !

لو كنا :
نعيش الحياة والموت جاعليه نُصب أعيننا ، لما زلت بنا قدم !
ولو زللنا سرعان ما ننهض ونقيل ما تلفع ، وتلبس الروح والجسد ،

ولكان :
الظلم محبوس في قمقمه ، ولصار العدل ميزان البشر ،
ولساد الحب واندثر الحقد من قلوب البشر ،
لا أن يكون شخوصه _ الموت _ مدعاة للكسل
وأن يتخذ ذاك الخائف الوجِل صومعة على هامة الجبل !

" فالحياة تحتاج للعمل ، ولكن يكون على ما الله أوجب وأمر " .

الإنسان بطبعه :
الغفلة ، ولا يستيقظ منها إلا إذا نزل بساحته الأجل أو العطب !
يبكي على ما فرط في الحياة متمنياً لو يعود ليُحسن العمل ،
ذاك حين فوات الأوان ! فما نفعه قول ليت ولو كان !

إذا ما قيل له :
هيهات هيهات !
كان له العمر في سعته ومداه في لهو قد قضاه ،
ليستيقظ على وقع أقدام الموت وقد نزل بساحته ليُبيد خضراءه !
هناك الحسرة التي لن تُجدي ، ولن تُغنيه حينها أهاته وشكواه !


جاء رجل إلى علي بن أبي طالب _ كرم الله وجهه _ ليعظه ،
فذهب به للمقبرة ، ووقفا عند قبر ،
فسأله علي :
لو كنت مكان صاحب هذا القبر ماذا كنت لتتمنى ؟

قال الرجل :
أرجع إلى الدنيا لأعمل صالحا ،

قال له علي :
أنت الآن فيها ، فاعمل لهذا القبر .