عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2019, 09:33 PM
المشاركة 3
زمزم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: وجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكفر من أنكرها
وقال الأوزاعي رحمه الله
:
(السنة قاضية على الكتاب ولم يجئ الكتاب قاضيا على السنة)
ومعنى ذلك: أن السنة جاءت لبيان ما أجمل في الكتاب أو تقييد
ما أطلقه أو بأحكام لم تذكر في الكتاب، كما في قول الله سبحانه
:
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [النحل:44].

وسبق قوله ﷺ: ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، وأخرج البيهقي
عن عامر الشعبي رحمه الله أنه قال لبعض الناس
: (إنما هلكتم في حين تركتم الآثار)
يعني بذلك الأحاديث الصحيحة، وأخرج البيهقي أيضا عن الأوزاعي
رحمه الله أنه قال لبعض أصحابه
: (إذا بلغك عن رسول الله حديث فإياك أن تقول بغيره
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مبلغا عن الله تعالى).
وأخرج البيهقي عن الإمام الجليل سفيان بن سعيد الثوري
رحمه الله أنه قال: (إنما العلم كله العلم بالآثار).

وقال مالك رحمه الله: (ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر)
وأشار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال أبو حنيفة رحمه الله
:
(إذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين)

وقال الشافعي رحمه الله
:
(متى رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا
فلم آخذ به فأُشهدكم أن عقلي قد ذهب)، وقال أيضا
رحمه الله: (إذا قلت قولًا وجاء الحديث عن رسول الله ﷺ بخلافه فاضربوا
بقولي الحائط)

وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله لبعض أصحابه
: (لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي وخذ من حيث أخذنا).
وقال أيضا رحمه الله: (عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته
عن رسول الله ﷺ ويذهبون إلى رأي سفيان والله سبحانه

يقول: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ
أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63] ثم قال: أتدري ما الفتنة؟
الفتنة: الشرك لعله إذا رد بعض قوله عليه الصلاة والسلام
أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك).

وأخرج البيهقي عن مجاهد بن جبر التابعي الجليل
أنه قال في قوله سبحانه: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59]،
قال: (الرد إلى الله الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول الرد إلى السنة).

وأخرج البيهقي عن الزهري رحمه الله أنه قال
: (كان من مضى من علمائنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة)

وقال موفق الدين بن قدامة رحمه الله في كتابه روضة الناظر
في بيان أصول الأحكام ما نصه
: (والأصل الثاني من الأدلة سنة رسول الله ﷺ
وقول رسول الله ﷺ حجة؛ لدلالة المعجزة على صدقه وأمر الله بطاعته
وتحذيره من مخالفة أمره). انتهى المقصود.

وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى
: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ
أي عن أمر رسول الله ﷺ وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته
وشريعته فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله فما وافق ذلك قبل
وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله
كائنًا من كان، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن رسول الله ﷺ
أنه قال: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد[7]

أي: فليخش وليحذر من خالف شريعة الرسول باطنًا أو ظاهرًا
:
أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أي: في قلوبهم من كفرٍ أو نفاقٍ أو بدعة،
أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أي: في الدنيا بقتل أو حدٍّ أو حبس أو نحو ذلك

كما روى الإمام أحمد: حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه
قال :
هذا ما حدثنا أبو هريرة قال قال رسول الله ﷺ: مثلي ومثلكم كمثل
رجل استوقد نارًا فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب اللائي
يقعن في النار يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها
قال فذلك مثلي ومثلكم أنا آخذ بحجزكم عن النار
هلم عن النار فتغلبوني وتقحمون فيها[8] أخرجاه من حديث عبدالرزاق.

وقال السيوطي رحمه الله في رسالته المسماة

"مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة" ما نصه
:
(اعلموا رحمكم الله أن من أنكر أن كون حديث النبي ﷺ قولًا كان أو فعلًا
بشرطه المعروف في الأصول حجة كفر، وخرج عن دائرة الإسلام وحش
ر مع اليهود والنصارى أو مع من شاء الله من فرق الكفرة)
. انتهى المقصود.

والآثار عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أهل العلم في تعظيم السنة
ووجوب العلم بها والتحذير من مخالفتها كثيرة جدا
وأرجو أن يكون فيما ذكرنا من الآيات والأحاديث والآثار كفاية
ومقنع لطالب الحق

ونسأل الله لنا ولجميع المسلمين التوفيق لما يرضيه
والسلامة من أسباب غضبه، وأن يهدينا جميعا صراطه المستقيم
إنه سميع قريب.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه
وأتباعه بإحسان[9]

مأخوذ من موقع الشيخ ابن باز
الرابط أدناه


binbaz.org.sa/articles/220/وجوب-العمل-بسنة-الرسول-صلى-الله-عليه-وسلم-وكفر-من-انكرها