عرض مشاركة واحدة
قديم 09-27-2011, 02:35 AM
المشاركة 5
أنس بن سليم الرشيد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
القدير/ أنس بن سليم..
من خلال اطلاعي البسيط على أنواع المثقفين، لم أعرف يومًا ما مصطلحات كالتي ذكرتها أنت، هنا، خاصة "المثقف المجازي"، و"المشايخ الرسميين"، وأتوقف عند الأخيرة لعلك توضحها لنا أكثر لنستنير بعلمك وثقافتك.
ولكنني بالتالي، وجدت مصطلحًا جميلًا للمفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي، هو:"المثقف العضوي"، قدم من خلاله تصورًا أوسع للمثقف، حين قال: "هو كل إنسان يقوم من خلال مهنته بنوع من النشاط الفكري".
ونستنتج من تعريفه هذا، أن المثقف هو الإنسان المفكر أولًا.
أمّا كلمة (مثقف) أو (ثقافة) في اللغة، فهي تعني غير ما هو شائع أو معروف، عند أكثر الناس. ففي القاموس المحيط، ومختار الصحاح :
ثقف، ثقفاً .. غلبه في الحذق.
ثقف (الرمح) أي قومه. ثقف الولد، أي علمه وهذبه.
والمعنى الاصطلاحي ، الذي تعارف عليه أهل الاختصاص .. المثقف : "هو من يحاول إدراك الأشياء التي تحيط به.. معرفيا، والوقوف على ما يجري حوله، ضمن عملية (وعي) دائبة".
تقبّل مروري.
أبو أسامة

أهلا أبا أسامة ..

الثقافة مفهوم واسع بتشعبات فالذي يطلق عليه مثقف هو من يدرك كل الأبعاد التي قامت عليها تلك المفاهيم .
فهناك مفكر سطحي لايتجاوز القشرة .
وهناك مفكر عميق ينفذ إلى القشرة بمسافة تطول وتقصر .
وهناك مفكر عميق جدا يصل إلى الجذور .

قضية التعريف اللغوي ما هي إلا إرشاد لبدء المصطلح ومن ثم يأتي تتبع تطوره
ولهذا قلتُ إن حقيقة الثقافة هي الإدراك الفكري للأمر ومن ثم تأتي بعد الإدراك قضية الجرأة على الاقتراب من منطقة الحقائق المطموسة ..وهو ما عنيته بقولي : (ما كانت تنتج ثقافة راجعة ومؤسسة من المكتوب لا مكتوب) ..
وهكذا هي لغويا في حقيقتها لو تدبرت ..
أما من يأتي ويقول إن الثقافة هي الأخذ من هنا وهناك مقتطفات من هنا ومقتطفات من هناك , إنما نظر إلى المعنى السطحي للفظة ثقافة أي يأخذ من كل علم سطحه
تأمل ما جاء في مسند أحمد حديث (.... يأتي على الناس زمان يثقفونه كما يثقفون القدح يتعجلون ولا يتأجلون ) فتأمل كيف أن لها مدلول عميق ومدلول سطحي ..
ومصطلح ( المشايخ الرسميين ) الذين أصبحوا في رسم الخدمة للسياسي .. وليس ما يمليه المنهج العلمي الموضوعي .
هذا غير أن المنهج العلمي لهذه الطائفة مهترئ
فحصول التناقضات مع الواقع المتغير الذي لم يوازه تغير في تنزيل الأحكام بل بقيت الأحكام والمصطلحات نفسها ، فمصطلحات (دار الحرب ، دار الإسلام ، الرعية ، الخروج على الإمام ، الإنكار على ولي الأمر ... )
بقيت في مناهجنا وفتاوانا لا على أساس أن تدرس وتتفهم وتحترم ويستفاد منها في معرفة ألفاظ الفقهاء بل تدرس وتحلل بشكل يبعث عن الفجيعة ويبين عن عمق الجمود والظاهرية في التعامل مع النصوص ...
بنية الدولة الحديثة كلها غائبة تماما عن الفقه السلفي من الفصل بين السلطات ومؤسسات مجتمع مدني مستقل عن الدولة ويقوم بالرقابة عليها .

هذا رأيي ولا أدعى امتلاك الحقيقة . شكرا لك .