الموضوع: " ثقافة الحُب "
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
0

المشاهدات
483
 
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


مُهاجر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
412

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Feb 2022

الاقامة
مسقط

رقم العضوية
16905
04-19-2022, 07:18 AM
المشاركة 1
04-19-2022, 07:18 AM
المشاركة 1
افتراضي " ثقافة الحُب "
قال :
هبت أفواج عديدة من بني البشر ، بقلوبها العامرة ،
أو الخالية، بعقولها المثقفة ، أو الفارغة .

من :
هذه الأفواج لا نجد من لديهم ثقافة الحب .
فعندما يستمتع الإنسان بمشاعر الحب بكل أمانه ، ومصداقية ،
يعيش بسلام . وعندما يكتفي الإنسان بحبه وقناعته ،
ستنتهي تلكم الخيانات .

قلت :
في نظري بات الحب اليوم مظلوم معناه ،
فأصبح جسدا بل روح ، وحروف بلا معنى !

وأصبح أداة جريمة به ومن خلاله تقتل قلوب وتسلب عقول ،
تعددت معانيه حتى احتاج الأمر لإفراد قاموس جديد
ليرفق فيه مصطلحاته ليشمل المعنى ومرادفاته ،
والذي في أصله ليس له غير معنا واحد !

فالحب اليوم واكب عصر السرعة !
فسرعان ما ينجذب القلب نحو قرينه من الجنس الآخر
ومن غير مقدمات ولا وضع الحساب ،
ومشروع وجدوى يكون به المآل !

فقط ... من أجل المغامرة وبتر أثار الملل ، وقضاء الأوقات حتى باتت المشاعر
والعواطف لعبة يتندر ويتسلى بها من لا يقيم للحب :

قداسة
و
لا حرمة
و
لا وزنا !

وبذلك :
شُوه وجه الحب السمح النقي ، فأصبح البعض يتعوذ ويستعيذ كلما سمع اسمه ،
ليحشره ويترك في قفص الإتهام ، ليصبح الحب اليوم مجرد اسطورة
وأوهام ، وضرب من ضروب الخيال ، يقاس وجوده على وجود " العنقاء " !

" إلا ما رحم ربي " .

ولهذا نجد الضحايا لتلك الخديعة تنطق الآهات ،
وتدافع الشهقات و الزفرات !

للأسف :
أصبحت كلمة " الحب " في عرف البعض
وسيلة ابتزاز للوصول إلى دركات الغايات الخسيسة ،
المنحطة ، الرخيصة ! من غير أن يلتفت وتراعى أحوال تلك الضحية !

ومن هنا
:
وجب تحرير ذلك المصطلح الذي يسوقه البعض
ممن يشهرون ويذيعون عبارته ،

كي :
تعرض على العقل قبل أن تستوطن القلب ،
وهي في أصلها وحقيقة أمرها ،
عارية مجردة من مضمونها ومعناها محض ادعاء ،
ليس عليه دليل ولا برهان !

ما أقسى الحب اذا ما صار مشيدا على قواعد السعادة !
من غير أن يجعل للعوامل المحيطة به أي حساب ،
ليكون بذلك معرضا للإنهيار وللإدنثار !

نجري خلف العواطف ، لنرسم بها جنة الفردوس التي ليس فيها صخب ،
ولا أوجاع ! متجاهلين بأن الروح ما تزال يطرقها معاول الأسى والأحزان ،
فهي ما زالت ترتع في جنبات الدنيا الحقيرة ،
التي لا تبقي ولا تذر ولا تستقر على حال ،

نهيم والفرحة تغمر كل ذرة من ذراتنا فرحا وطربا
كلما عانقنا محيا من اسكناهم سويداء قلوبنا ،
لنعبر بهم لجج الحياة ، لنجعلهم بذلك محطة ومأوى نلجأ إليهم
كلما ضاقت علينا الدنيا والأيام ،

تمنينا :
لو أن السعادة كتب لها العصمة والبقاء لتبقى
متشبثة بتلابيب أيامنا التي يقلب ساعاتها تعاقب الليل والنهار ،

غير أن ما سطره القلم لا بد أن يجري على صفحة واقع الحال ،

فكم أتلو على مسامع الحياة تراتيل الأشواق ،
ليتناغم مع تلاوتي الثقلان ،
معلنين بصدق ما أبثه من أشجان ،
أتبع صوت حادي الحنين لذاك الحبيب ،

الذي غيبه طول السنين ،
فما زلت أذكر يده التي مدها ،

واقسم بالأيمان المغلظة بأنه يكون لي دوماً حبيب ،
وما إن دار الزمان دورته حتى توارى بالحجاب
فغاب عن الأنظار ،

أيقنت حينها بأن الحب يقاسم الإنسان طور حياته ،
وأنه يعيش على وقع أنفاس ،
ما أن تتوقف تلك الأنفاس
حتى يصبح بعدها في خبر كان !

عجبت كيف لذاك المرء يعيش في صمت ؟!
وهو يتردد بين جنبات من يحب وهو بعيد الحس ؟!

يتدفق ذلك الحب شلالاً من المشاعر على قلبه ،
ولا ينطق مع كل ذلك لسانه !

لما لا تكون الوسطية هي مسافة أمان ؟!
منها نحافظ على عقولنا وقلوبنا
إذا ما دار الزمان دورته ،

وحل مكان القرب البعد ، وحل محل الربيع الخريف ،
وجففت ينابيع الوصل ، لما لا يُترجم القول الفعل ؟!

بحيث يكون الحب في معناه الصحيح على أن يكون
عبارة عن تضحيات ومواقف ،

وأن يكون الحب راسخا ،
محافظاً على جميل الذكربات ،

ولو تغيرت الظروف وخرج الأمر عن نطاق السيطرة
في أي ظرف وسبب من غير عمد أو تربُص ،
ليكون للقدر اليد الطولا لتبديل الحال
من ثابت مستقر لمتحرك مضطرب ،

كم أتفكر في ذلك التحول العظيم الرهيب _ في حال المحب _
الذي يكون من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال ،

ليتحول ذلك الحب العظيم لكره عظيم دفين !
هل ردة الفعل هي من تعمي البصر والبصيرة ؟!

" لتُنسي ، أو تتناسى ذلك الإرث من الذكريات الجميلة " ؟!

أما يكون الهلاك في اختيار ذلك الأسلوب في نزع ما علق
في قلب وعقل من تغذى وشرب من ذلك الحب ؟!

ليكون البكاء على الأطلال ،
وجلد الذات هو الجزاء الوفاقا
لذلك المكابر المحتال !

من تسلل كرهه في قلوبنا علينا أن نتحين الفرصة
لنقيم المعوج منه إذا كان له القرب منا ،

وإذا كان ممن يمتهنون مهنة العناد والتغاضي
فيكفين تركه المقدم والأولى
ولا نُوجع به بعد ذلك الفؤاد ،

فما أجمل القلب عندما يكون خالياً من الحقد والنكال ،
فبذلك يطول بنا المقام في روض راحة البال ،

فما كان الصلاح إلى بغية الخَلق ، ممن علم علة وسبب الخَلق ،
والإنسان رهين عمله وهو المحاسبُ عليه ،

وما عليه إلا تهذيب نفسه وترويضها ،
وأن يكون إضافة في الحياة بحيث يكون أصفاراً
تلي يمين " الواحد " من الأعداد ،

لا أن يكون أصفاراً تلي الشمال من " الواحد" من الأعداد ،
حينها يكون لوجوده في الحياة لا يجاوز العدم !