أمسكت قلمي ووشوشت في أذنه بدلال
هيا .. تعال لتكتب أيها القلم
رد القلم : لا
لم لا ؟
ألست رفيقاً لكلماتي ؟
كم كتبت بك دقائق عمري ,, وثواني جراحاتي !
مالك لا تطيع ؟
قال : لا أستطيع
لأول مرة يعصيني القلم
أستدعيه طوعاً ولا يستطيع
أستدعيه كرهاً ولا يُطيع
رد القلم : لا ..
تباً
لا الفضاء يتسع لهذا الحزن فكيف أكتبه ؟
أكتب فقط ما يمليه عليك هذا الحزن
أكتب الآن ..
لقد اتخذت قراراً بترميم الروح التي كادت أن تنشطر
وعلي أن أعيد تقاطيع الحزن من جديد
فهذا ما يليق .. وربما لا يليق
أكتب أيها القلم قبل أن أستفيق
فهالة الحزن تغطي ما بين السماء والأرض وتحيط بي من كل جانب
إنها فرصتك
رد القلم : لا
أواه من هذا القلم !!
لا القلم استطاع أن يفهمني ..
ولا حتى أنت يا عمري استطاع أن يتسع صدرك لفهم هذا الحزن
ظننتك النجاة فكنت الغرق
حسبتك السكينة فكنت الأرق
ظننتك مشكاتي فأيقظت فيّ ظلماتي
حسبتك الآسي تغلـّف أنفاسي
فيا أيها القاسي
قل لي بربك ما تريد ؟
وأخيراً أطاع القلم وكتب :
سأقلعك من صميمي
ليس صعباً أن أخلعك مني
ليس صعباً أن أقتلك في ذاتي وأريح منك أنفاسي
التوقيع : قلم
تحية ... ناريمان