الموضوع: أغنية الرماد
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
4493
 
غادة قويدر
أديـبة وشـاعرة سـوريـة

اوسمتي


غادة قويدر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
733

+التقييم
0.14

تاريخ التسجيل
May 2010

الاقامة
Syria

رقم العضوية
9194
11-30-2011, 10:17 AM
المشاركة 1
11-30-2011, 10:17 AM
المشاركة 1
افتراضي أغنية الرماد
أغنيةُ الرمادْ
كلُّ المدنِ الجميلةِ حالمةْ
توقظُ حرابَ التضرُّعِ النائمةْ
أنا من يعرفُ كل الزوايا التي عانقتني
ورافقتني بكل خشوعْ
طبولٌ من الشوقِ تؤازرني
وأنا وحيداً تكفنني الذكرياتُ
تلملمُ أشلائي وتقذفها إلى الموتِ
وحده الموتُ يشبهني
يمشي بعروقِ يدي ّ ويرهقنيْ
والليلُ يستفزُّ حناجر الأنينِ
يتلوى كشارعٍ مسافر ٍ بلا نهايةْ
يستكشفُ أخبار العائدينَ
بلا كفنٍ ، بلا وترٍ يبدأ الحكايةْ
والجوعُ رفيقُ المساكينْ
يسجلُ أمانيهم ويمضي
ويعدهم بترابِ لن يحترقَ
وحده يعرف البدايةْ
أكوامٌ من الأجسادِ المصادرةِ
وأوراقٌ تطربها الريحُ الهاربةُ
من بين أصابعي
تغازلُ شلالا وموقداً صغيرْ
واحتضارٌ فيه يغري الرمادْ
وبضعُ فمٍ وهدِيلُ أغنيةٍ
حزينةْ..
وأخشاب ٌ تهوي بلا رجوعْ
وأراها كالصمتِ
تأوي الى حضن زوبعة نائمة ْ!!
كلُّ الحناجر تسافر الى المجهولْ
صوتٌ مذبوحٌ وأملٌ يمشي
وتكاثرُ الحزنِ يلهمُ قرائح الطبولْ
وأنا وحدي ، وأقلامٌ ماطرةْ
وصحيفةٌ بيضاء توهمني
بأنّ العاصفة َ لن تنالَ مني
ويتربَّصُ بي أخي كشبحٍ في عتمهْ
أواهٍ يا أخي...
ليتكَ تدري بأننا معاً نُساقُ إلى ذات المقابرْ
هُو الحفّارُ واحدٌ يستدرجُ ضُعْفكَ
لينالَ من صوتي الثائرْ...!!!




غادة / ياسمين الشام