عرض مشاركة واحدة
قديم 08-17-2010, 09:30 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ما انتهى من حديثه حتى طلبت منه أن أقرأ له شيئا من قصائده القديمة أو الجديدة ، فناولني بضع أوراق كتب فيها الأبيات التالية :



على تلال جورجيا

على تلال جورجيا يخيم ليل مظلم
وأمامي نهر (أراغفا) يهدر
أشعر بالغمِّ وبالراحة ، حزني مشرق ،
حزني بك مفعم ،
بك ، بك وحدك ...
لا شيء يمض شجني ، لا شيء يُقلِق ،
والقلب يشتعل من جديد ويعشق
إن لا يعشق هو يعجز .


بلا عنوان

إن خدعتك الحياة
فلا تحزن ، و لا تغضب !
في اليوم الشجي اهدأ ،
يوم الفرح ، ثق ، لا بد آت !
القلب يحيا في المستقبل ،
فالحاضر كئيب !
كل شيءعابر ، كل شيء سيمضي ،
وما سيمضي – سيصبح أجمل .



السجين

في زنزانتي الرطبة أقبع وراء القضبان
و النسر الفتي , ربيب الأسر
رفيقي الحزين , مرفرفاً , بجناحه
ينهش وجبته الدامية عند النافذة
ينهشها و يلقي بها , و يتطلع من النافذة
كما لو أنه يشاركني أفكاري
إنه ليدعوني بطرفه و صيحته
و يود أن ينطق : (هيا بنا ننطلق ...
نحن طائران حران , آن لنا أن نمضي
بعيداً حيث الجبال بيضاء وراء السحب
حيث البحر يتألق زرقةً
حيث لن يتجول غير اثنين: الريح و أنا .



لا تنشدي

لا تنشدي , قربي , أيتها البهية
أغانيك الجيورجية الحنونة
فهي تذكرني
بحياة أخرى , و بساحل بعيد
أواه ! أغانيك الجارحة
تذكرني
بالشرود في ليل مقمر
و تقاسيم امرأتي البعيدة البائسة
أنا أنسى حين أرى فيك
طيفاً أحبه , طيفاً قاتلي,
لكن حين تنشدين
أستعيد الصورة أمامي
لا تنشدي, قربي , أيتها البهية
أغانيك الجيورجية الحنونة
فهي تذكرني
بحياة أخرى و بساحل بعيد .



لم أسأله بطبيعة الحال عن زواجه من أجمل فتيات روسيا فقد حذرني (غوغول ) بقوله :أن (بوشكين) شديد الغيرة ، لذا لم أثر في حديثي معه أسباب المبارزة كيلا أجدد جروحه العميقة ، رغم إحساسي بأنها تستولي على تفكيره ، فمن يقدم على عمل كهذا لابد أن يديم الفكر فيه ، لأنها مسألة حياة أو موت .. بل هي مسألة وجود ...

ساد قليل من الصمت ، شربت معه أثناء الحديث كوبا من الحليب الدافي ...

ودعت شاعر روسيا الكبير .. رأيت روح التحدي وقوة الإرادة تلمعان في عينيه مع شيء الحزن من العميق .

مازالت الريح الباردة تهب في الخارج لعلها تنتظر هذا الذي سوف يخرج بعد قليل لتلفحه في وجهه مذكرة أياه إنها لا زالت هي الأخرى تمارس طقوس وجودها بكل حرية في هذا الظلام ... !!!
كتلك المؤامرات التي تحاك في سواد الليل .
...

بعد مرور عدة أيام كنت بعيدا عن مدينة سانت بطرسبورج ، أحاول جاهدا معرفة أخبار (بوشكين)

لا جديد ... إلا أنه في صباح ذات يوم أخذ الناس يتجمهرون ... يقرأ أحدهم قصيدة ويكاد يبكي ، بل هو يبكي فعلا ، قصيدةكتبت بخط اليد وانتشرت بين الناس كالنار في الهشيم ، والقصيدة هي ( موت الشاعر ) ، يقول الشاعر (ميخائيل رومنتوف ) في مطلعها :



مات الشاعر !
سقط عبدا للشرف
- الرصاص في صدره يصرخ للانتقام
والرأس الشامخ انحنى في النهاية –
مات !
فاضت روحه بالألم من الافتراءات الحقيرة
حتى الانفجار ..

( ملاحظة : القصيدة كاملة في منبر : من الشتات )

.....
.....
مرثية هي من مرثيات التاريخ الكبرى ، وأحد أهم معالم الرثاء في الأدب الروسي بل العالمي ..

وكأنها في تاريخنا العربي القديم مرثية ( أبوليلى المهلهل – الزير ) في رثاء أخيه ( كليبا ) .

أو رثاء (الخنساء ) لأخوتها أو رثاء ( متمم بن نويره ) في أخيه (مالكا) ..

ولا زال مصرع (بوشكين) إلى الآن يثير الأسى والألم في نفوس الروس ...

لماذا هذا الحزن المستديم ؟
قال أحد المثقفين الروس : " نعم ، لأن حزننا على شاعرنا مستديم ، فإننا أمة عظيمة " .



مصرع بوشكين



في عام 1931 تزوج (بوشكين) من فتاة رائعة الجمال ، تدعي ( نتاليا نقولا لايفنا جونتشاروفا ) ، وراح يعيش معها حياة القصور والصالونات الارستقراطية في موسكو ، ويقال أن البلاط هو من دبر بعض المؤامرات ضده من أجل الإيقاع به ، مما أدي في النهاية إلى حدوث تلك المبارزة الشهيرة التي أدت إلى مقتله وهو في السادسة والثلاثين من عمره ..

يذكر كل من الناقد والأكاديمي الانجليزي (ت.ج. بينيون) في كتابه المهم (قصة حياة بوشكين) والباحث الإيطالي وخبير التاريخ السلافي (سيرين فيتالي) في كتابه (زر بوشكين) أن أحد النبلاء الفرنسيين المقيمين في موسكو(البارون جورج دانتيس ) أغرم بزوجة (بوشكين) وحاول مغازلتها لكن هذه الزوجة كما تشير رسائل (دانتيس) إلى عرابه (البارون غيركيز) إلى أنها رفضت ابتزازه وبقيت مخلصة لزوجها ، واعتبر (بوشكين) أن هذا العمل إهانة شخصية له أو انتقاصا لشرفه ، فتحداه وطلبه للمبارزة ، وكانت تلك هي العادة السائدة آنذاك ، وتمت المبارزة بالمسدسات لا بالسيوف ، كما كان يحصل في القرون الوسطى ، وكانت النتيجة إصابة (بوشكين) إصابة قاتلة ولكنه لم يمت إلا بعد ثلاثة أيام من ذلك التاريخ ..

كان مصرعه فجيعة للأدب وللثقافة الإنسانية كلها .

عندما سمع السفراء المعتمدون آنذاك في روسيا نبأ وفاته كتبوا إلى حكوماتهم : " فقدت روسيا شاعرها الأعظم في

عز عطائه " .

ويختم (ت.ج. بينيون) شهادته قائلا : " إن سقوط (بوشكين) وهو في عز الشباب ساهم في تشكيل أسطورته ، فلو أنه عاش طويلا لاضطر إلى تكرار نفسه من خلال كتابات عديدة ، ولكان الناس ملوا منه ، أما إنه مات وهو في أوج الإبداع فإنه ترك وراءه ذكرى عطرة ، ذكرى لا تنسى ، لا تمحوها الليالي ولا الأيام ، لقد حصل له ما حصل للشاعر الإنجليزي اللورد بايرون الذي سقط في عز شبابه أيضا دفاعا عن اليونان وحريتها واستقلالها ، و هكذا يموت الشعراء الكبار وهم في عمر الزهور " .

وأضيف هنا : أن مصرع (ليرمنتوف) لم يختلف إطلاقا عن مصرع صاحبه وصديقه (بوشكين). فقد قتل في مبارزة بالمسدسات ومات ولم يتجاوز من العمر (27) عاما ،كما قتل ( اللورد بايرون) و (طرفة بن العبد) وعمره (26) عاما وكما مات (أبو القاسم الشابي) في نفس عمر (طرفة) .

عندما مات (بوشكين) تجمع عشرات الألوف لمرافقة نعشه المحمول على فرس مطهمة ، لم تستطع الجموع تحمل هذه الفاجعة فهجموا على الفرس ، حلوا أطقمها وسيورها ورمتها في نهر (النيفا) ، وهو أمر جعل أحد البسطاء الروس يقول واجما : " يا إلهي !! لقد شاهدت موت عديد من العسكريين ، غير إني لم أشاهد جنازة كجنازة هذا الجنرال " ، ولما أحست الدولة بتلك القوة التي تقف وراءه قررت السلطات على عجل نقل الجثمان من الكنيسة المركزية في قلب بطرسبورغ وإعادة دفنه في الضواحي .

كُتب على النصب التذكاري لـ(بوشكين) في مدينة (لنينجراد) أبياته التالية :

وســأظل طويلا عزيزا على شعبي

لأنني قد أيقظت بقيثارتي مشاعر طيبة

ولأنني باركت الحرية في زمني القاسي

ودعوت بالعطف على الســاقطين



أصل بوشكين




تشير الدراسات المختلفة إلى أن أصول (بوشكين) ترجع إلى أفريقيا ، ومن خلال البحث وجدنا اختلاف في اسم الدولة التي انحدرت منها عائلته :

· يذهب البعض إلى أن (بوشكين) هو سليل العائلة العربية التونسية (بو سكين) ، ذلك إن القياصرة بعد تأسيسهم لدولتهم القوية واتخاذهم من سان بطرسبرج عاصمة الدولة ، كان لابد لهم من الحصول على أفضل أسلحة وتحديدا الخناجر ، وكانت شهرة (بو سكِّين) العربي التونسي في صناعة الخناجر كبيرة ، فقد كان أمهر صانعي عصره ، وبدلا من استيراد الخناجر قرر القياصرة استيراد المصنع مع الصانع ، وهكذا تحت بريق الإغراءات المادية استقر (بوسكين) في سان بطرسبرج حيث أنجب هناك ولده (ألكسندر) ، ومع
مرور الزمن حرَّف أسم (بوسكين) إلى (بوشكين) لسلاسة اللفظ على اللسان الروسي .


· يقول الشاعر الإيطالي (جوفاني) أثناء تناوله للسيرة الذاتية لـ(بوشكين) إنه ينتمي إلى أسرة تنحدر من القرن الأفريقي ، وقد نشرت (مجلة التضامن) في صفحتها الأولى مقالا تحت عنوان " بوشكين شاعر روسيا العظيم أرتري الجنسية " حيث ذكرت إن عائلته التي يعتقد أنها مسلمة رحلت عن (ارتريا ) عبر ميناء مصوع ، وكان جده الخامس يسمى " سلطان " و أسباب هذا الرحيل مجهولة .



· ويرجع البعض أصوله إلى الحبشة ، ويذهب إلى أن أمه ( ناديشد أوسيبافنا) كانت حفيدة (إبراهيم هانيبال) الجد الأكبر لـ(بوشكين) ، وفي دراسة للعالم الأنثروبولوجي (د. أنوشتين) قام في التسعينات من القرن الماضي تمكن فيها من إثبات الانتماء العرقي والقومي (لإبراهيم هانيبال) حيث أكد أنه كان " حبشي الجنسية وله بشرة سمراء داكنة " ، وقد اختطفه الأتراك وهو في الثامنة من عمره ، وأرسل إلى مدينة القسطنطينية حيث اشتراه السفير الروسي الذي قام بإهدائه بعد ذلك إلى القيصر بطرس الأكبر (بيتر العظيم) ،وكان من الضباط المقربين لدى القيصر بطرس الأول ، الذي أرسله إلى فرنسا لتعلم العلوم العسكرية ... إلى آخر القصة ، ونتيجة لتأثر(بوشكين) بتاريخ جده (إبراهيم) كتب رواية بعنوان (عبد القيصر بطرس الأكبر) يحكي فيها قصة هذا الجد .



وسواء كانت أصوله من أفريقيا أو من غيرها فإننا ننظر إلى الرجل وإلى أعماله وإلى ما ترك من إبداع وتأثير .



من إبداعات بوشكين



تنقسم أعمال (بوشكين) إلى ثلاثة أقسام : ( القصائد – المسرحيات الدرامية – النثر )

1- القصائد ، ونذكر منها علي سبيل المثال (أشعار ، مجموعة قصائد ) منها :

- ذكريات إلى تسارسكوي سيلو (1814) .

- الحرية (1817) .

- أسير القفقاس أو سجين القوقاز ( 1821) : وصف فيها (بوشكين) التقاليد العريقة للشعب الشركسي

الذي يسكن تلك الجبال الوعرة : جبال القوقاز ، وعبر في هذه القصيدة عن الأجواء السائدة بين الشباب التواق للحرية ، وعن التطلع إلى مثل أخلاقية جديدة .

- الغجر (1824) : (رواية شعرية ) ظل (بوشكين) عاكفا عليها لمدة سنتين ، وهي مفعمة بالدفاع الحماسي عن الحياة الطليقة الحرة ، وعن قرب الإنسان من الطبيعة منفذه الوحيد إلى الخلاص .

- الإعصار (1827) .

- الفرقان (1828) .

- صباح شتائي (1829) .

- السيل العارم (1829) .

- الفارس النحاسي ( ترجمها البعض : الفارس البرونزي ) ( رواية شعرية ) (1833) : استوحاها من تمثال بطرس الأكبر بساحة مجلس الشيوخ في بطرسبورج وكان (بوشكين) من أشد المعجبين بهذا القيصر ، وتعتبر إحدى أعظم قصائده السردية ، ويلقي فيها الضوء على محاولة بطرس الأكبر لإدخال المدنية الغربية إلى روسيا وتأثير ذلك على الروس العاديين ويوضح النتائج العظيمة والمأساوية أيضا التي تنتظرها روسيا من وراء هذه الرغبة الجامحة .

- يفجيني أونيجين (1823-1831) ( رواية شعرية واقعية ) : قمة أعمال (بوشكين) الأدبية ، إذ استغرق في انجازها ما يزيد على الثمانية أعوام ، وقد وصف الناقد الروسي (بيلنسكي) هذه الرواية الشعرية الهامة دائرة معارف للحياة الروسية ، وفيها يرسم (بوشكين) لنا في شخص (أونجين) صورة ابن عصره الشاب ذا الثقافة الذهنية الرفيعة والذهن المتقد ، ولكن غير العاثر على مكان له في المجتمع ، يستخدم فيه قواه ، وبطلة الرواية ( تاتيانا) هي أكثر صورة النساء آسرا للنفس في كل الأدب الروسي .

- الخريف في بولدينو (ترجمها البعض: خريف بولدينو): تناول فيها حياته قبل الزواج التي كانت أفضل أيامه.

- من القصائد التي تأثر (بوشكين) فيها بالثقافة العربية ولإسلامية :

أ - مجموعة قصائد " قبسات من القرآن " (1824)
(سوف نتناولها بالتفصيل في الجزء الثاني من البحث).

ب - قصيدة " الرسول " (1826) (وترجمها البعض " النبي " (سوف نتناولها بالتفصيل في الجزء الثاني من البحث).

ج - روسلان ولودميلا (ملحمة شعرية أسطورية) ( 1920) : كتبها بعد تأثره بقصص (ألف ليلة وليلة) ،

وهو عمل يتألف من (3000) بيت شعري ، وقد نفدت طباعته حال صدوره مما حدا بالقراء على اسنتساخه وبيعه بسعر (25) روبل للنسخة الواحدة ممهدا الطريق لخلق تجارة السوق السوداء للكتب .

د - نافورة باخنشي سراي ( نافورة الدموع ) (1923) : يتناول فيها (بوشكين) البحث عن الطبائع الفريدة وعن أهواء النفس الكريمة ، أكثر قصائده رومانسية .

هـ - قصائد أخرى تأثر فيها بالثقافة العربية الإسلامية : إلى نتاليا ، إلى أختي ، أيتها الفتاة ، الوردة ، مكبل أنا بالأصفاد ، ليلى العربية ، محاكاة العربي ، آه يا فتاة الورد ، البلبل والوردة ، الشيطان ، الملاك ، لقطة من فاوست ... وغيرها من قصائد .



- قصائد تأثر فيها بتاريخ مصر القديمة : كليوباترا ، قضينا أمسية في الداتشا ، ليال مصرية (1835) .

- قصائد أخرى مثل : السجين ، لا تنشدي ، القرية ، أمنية ، العلم ، أحبك ، إلى تشاداييف ، منام ، إلى الأصدقاء ، الأخوة الأشرار ، بولتافا ، بيت صغير في كولومنا ، الكونت نولين ، تحية لك يا محيط الحرية ، من أوقفكِ يا أمواج ، إلى البحر .



2 – المسرحيات الدرامية ومنها :

- بوريس غودونوف .. مأساة تاريخية (1825) : عرض فيها مشكلة العلاقة بين القيصر والشعب بكثير من الحدة ، وقد سرت في أعطاف هذه الدارما التاريخية روح الرفض لطغيان الحكم المطلق ، وهي تتعدى حدود تصارع الأفراد إلى تقرير مصير شعب , حاول (بوشكين) من خلالها إدخال الأسلوب الشكسبيري في عرض الأحداث .

- ضيف بطرس (1830 ) .

- الفارس البخيل (1836) : وفيها تأثر بشكسبير .

- موزار وساليري (1830) .

- الوليمة في زمن الطاعون (1830).



3 – الكتابات النثرية (قصص وروايات) ومنها :

- دوبروفسكي ( رواية ، كتبت سنة 1833 ونشرت عام 1841 م أي بعد مصرعه ، ويرتكز موضوع هذه الرواية على واقع من حياة شاب روسي هو ( فلاديمير دوبروفسكي ) نبيل فقير يناضل ضد العنف والظلم ، اغتصب جاره الغني أراضيه ، وصورت الراوية مغامرات (دوبروفسكي) وحبه لـ(ماشا ترويكورفا) ابنة غريمه وظالمه ، على خلفية الحياة والتقاليد الإقطاعية لتلك الفترة ، وقد كتب (بيلينسكي) الناقد الروسي الكبير وأحد معاصري بوشكين يقول : " إن رواية (دوبروفسكي) لواحدة من أعظم ما ابدعته عبقرية (بوشكين) " .

صدرت هذه الرواية باللغة العربية عن دار التقدم بموسكو سنة 1976 .

- قصص بيلكين ( أو حكايات بيلكين ) : كتبها في أواخر العشرينات من القرن التاسع عشر .

- ابنة الضابط (ترجمها البعض : ابنة القبطان / وآخرون ترجموها: ابنة الآمر/ وترجمها فريق رابع: ابنة الكابتن ) (1836) : ترجمها إلى العربية خليل بيدس عام 1898 ) وتتحدث هذه الرواية عن الحي في فترة انتفاضة القرن الثامن عشر ، وهذه الرواية شبيه بالروايات التاريخية للسير (وولتر سكوت) الكاتب الرومانسي الاسكتلندي .

- عبد القيصر بطرس الأكبر ( رواية تاريخية واقعية .. 1827 ): تناولنا موضوعها في (أصل بوشكين) .

- قصص وحكايات أخرى تتميز بالإيجاز المفيد والدقة في وصف شخوصها وخلوها من المواعظ و قد كتب (بوشكين) يقول : " الدقة والإيجاز أولى حسنات النثر ، فهو يتطلب أفكاراً تلو أفكار " هذه القصص مثل : ضيف من حجر (ترجمها البعض : الضيف الحجري) ، حكاية الملك سلطان ، الأمية القائدة ، ريح الشمال ، الأنة الفلاحة ، الرصاصة ، صانع التوابيت ، ... وغيرها .

- البنت البستوني (ترجمها البعض : ملكة البستوني) (1834) : فتعتبر رائعته في مجال النثر وهي نموذج القصة القصيرة من حيث دقة بنائها وجاذبية حبكتها ، ومهارة كتابتها ، وقد صور (بوشكين) في شخصية (هيرمان ) بطل القصة نموذجا لبطل جديد مفترس نفعي ، له مظهر نابليون وروح خيلسيسن ، وتدور أحداثها حول مقامر يصاب بالجنون ، بعد أن يفشل في الحصول على بعض الأموال في لعب القمار ، وتعتبر أكثر روايات (بوشكين) الواقعية شيوعا.

- ناظر المحطة : تناول فيها مشكلة الظلم الاجتماعي .



هذا هو (بوشكين) الأديب الروسي الذي يدين له كل الكتاب الكبار الذين جاؤوا من بعده كانوا من تلامذته ، نذكر بينهم ( غوغول / ديستويفسكي / تولستوي / ليرمنتوف / تورغنييف / .... وغيرهم ) .





يذكر (بينيون ) في كتابه (قصة حياة بوشكين ) أن (بوشكين) هو أول من دشن الرواية التاريخية في روسيا حينما كتب قصة (ابنة القبطان ) ، وكذلك كان أول من كتب الرواية الخيالية والشعر الشعبي الذي يسرد الحكايات العامية المنتشرة في تلك البلاد ، يقول (ديستويفسكي) :

" كلنا خرجنا من معطف (غوغول) ،

ولكن ، ألم يكن معطف (غوغول) منسوجا من قميص (بوشكين) ؟ "

ألم يكن بوشكين هو الذي ألهم زميله الأصغر منه مواضيع رواياته وبخاصة روايته الشهيرة (الأرواح الميتة) " .



وحتى (تورغنييف) تأثر به في العديد من كتاباته بالرغم من أنه عاش معظم حياته في الغرب ، وكذلك فإن واقعية (ديستويفسكي) متأثرة بـ(بوشكين ) ، ورواية (تولستوي) الشهيرة (الحرب والسلام) استمدت أفكارها من قصة (بوشكين) (بنت القبطان) ، وبالتالي فأهمية (بوشكين) ليست بحاجة إلى برهان أو دليل ، إنها واضحة كالشمس الساطعة .

مذهبه في الأدب



تناول (بوشكين) في أشعاره كثير من الموضوعات مثل الطبيعة والحب والصداقة والوطنية و كان متحمسا للاتجاه العاطفي الرومانسي ، لأنه كان يعتبره منافيا لسائر الأساليب التي يقوم عليها الأدب الكلاسيكي المزيف ، وكذلك كان يعطي للكاتب حق التصرف بالفكرة الموضوعة ، ولكنه ما لبث بعد فترة أن غير اتجاهه إلى الواقعية ، وألف

بعض الأعمال التي عبَّرت عنها فجاءت من صميم الواقع .

كما استطاع (بوشكين) إحداث تغيير جوهري في المسرحيات الروسية حيث اتجه إلى شكسبير فوجد في مسرحياته الانطلاق والإخلاص والحقائق والأهداف السامية ورأي أن المسرح الروسي يتلائم ومسرحيات شكسبير الشعبية في ذلك الوقت .

وكان (بوشكين) بإنتاجه الشعري يعبر عن الاستبداد الاجتماعي حيث السلطة مركزة بين القيصر والنبلاء ، وكان يطالب بحرية الشعب ، بوصفه المرجع الأول والأخير للسلطة ، وكان أول من دعا إلى الحد من سيادة النبلاء في روسيا

و كان ذلك هو أحد أسباب نقمة القيصر عليه و أحد أسباب مقتله .



( يتبع )



مع خالص تحياتي