عرض مشاركة واحدة
قديم 09-21-2010, 04:42 AM
المشاركة 47
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سماحة الشيخ في العمل الرسمي في المكتب


بعد أن يأتي سماحة الشيخ من درس الفجر في المسجد يدخل منزله ، ويرتاح قليلاً ، ويتناول الإفطار ، ثم يمضي إلى عمله في المكتب في الرئاسة ، وإن لم يكن عنده درس في المسجد فإنه يأتي بعد الفجر لمكتب البيت ، ويستمر مدة ساعتين أو أكثر تعرض عليه المعاملات ، وتقرأ عليه الكتب ، والبحوث ، والمقالات ، ثم يدخل منزله ويرتاح قليلاً ، ثم يتناول الإفطار ، ويمضي إلى عمله في المكتب بعد أن يؤدي صلاة الضحى.
وفي الطريق من المنزل إلى العمل يقرأ عليه منذ خروجه من المنزل حتى يصل.
وإذا ترجَّل من السيارة عند وصوله مقر العمل استقبله الناس على اختلاف طبقاتهم وحاجاتهم ، وفي طريقه من السيارة إلى مكتبه في رئاسه الإفتاء أو اللجنة يقضي حاجات كثيرة ، ويجيب عن أسئلة عديدة في تلك الخطوات القليلة المعدودة.
وسماحة الشيخ يذهب إلى مكتبه ، في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، يوم الأحد قبل الظهر ، ويوم الثلاثاء قبل الظهر.
وإذا كان في اللجنة استمع إلى الفتاوى المعدة من قبل اللجنة ، وبعد ذلك يتم تداول الرأي فيها مع أعضاء اللجنة قبل صدورها.
وبعد الظهر من يوم السبت يذهب سماحته - أيضاً - إلى اللجنة الدائمة لقراءة الفتاوى الصادرة من اللجنة لإقرارها ثم طبعها تحت إشراف صاحب الفضيلة الشيخ أحمد بن عبدالرزاق الدويش.
أما ماعدا هذه الأوقات فيمضي وقته في مكتبه في الرئاسة ، وهناك تعرض عليه أنواع المعاملات من مقالات ، وأقوال صحف ، وبحوث ، وشفاعات ، ونحوها.
وهناك يستقبل طلبات الناس ، ويجيب عن أسئلتهم.
وهناك يرد على الهاتف ، ويمنع من طرح سماعته.
وهناك يستقبل الزائرين ، والمسلِّمين.
وهناك يعرض عليه الموظفون المعاملات الخاصة من مكاتبهم عبر الهاتف ، أو يأتون إليه بها.
وهناك تعرض عليه أنواع المعاملات المتعلقة بالشؤون الإدارية للرئاسة ، والمكاتبات الرسمية الواردة إلى سماحته من الجهات الحكومية ، وكثير مما يتعلق بشؤون الدعوة إلى الله في الداخل والخارج ، وقضايا الحسبة ، والطلبات الشخصية من مشارق الأرض ومغاربها ، ومن جموع المسلمين الذين يتوافدون إلى مكتبه؛ التماساً لمساعدته لهم ، وتعرض عليه الاستفتاءات ، ولا سيما قضايا الطلاق ، والرضاع التي ينظر فيها سماحته بنفسه.
وهكذا يستمر عمله إلى نهاية الدوام ، فيكون هو آخر الموظفين خروجاً ، أو من آخرهم.
وإذا كان في مهمة عمل خارج المكتب سواء كان في الديوان الملكي ، أو في اجتماع في مكان آخر ، أو كان في مراجعة للمستشفى ، أو كان في محاضرة في بعض القطاعات ، ثم انتهى من مهمته - سأل عن الساعة. فإذا قيل - مثلاً - : الساعة الثانية أو أكثر أو أقل قال: نذهب إلى المكتب ، فإذا قيل له: ضاق الوقت ، وما بقي إلا القليل ، ولا يستحق أن يُذْهَب لأجله قال: ولو! نقضي بعض الأعمال في هذا الوقت.
وإذا كان في الطائف فإنه لا يعود إلى الرياض إلا بعد نهاية الانتداب ، أو أن يؤذن له من ولي الأمر دون طلب منه.
وفي الطائف يواصل إلقاء الدروس ، ويلقي محاضرات كثيرة في أماكن عدة ، كالقاعدة الجوية ، ومدارس سلاح الإشارة ، وفي السجن.
وفي عامه الأخير بدأ الانتداب إلى مكة المكرمة في 1/12/1419هـ حتى 21/12/1419هـ ، ولكنه مكث في الرياض بسبب مشورة الأطباء؛ لأنه لم يتحمل الذهاب للحج.
ولما سئل عن المدة التي مكثها في الرياض؛ لتحسب له ، قال: لا تحسب لي انتداباً؛ لأنني لم أذهب !!
ولما أخبر بأن الموظفين الذين كانوا معه ليس لديهم مانع من السفر إلى مكة ، ولكنهم جلسوا؛ مراعاة لمصلحته ، أبى أن تحسب لهم انتداب تلك المدة.
فلما ألحوا عليه ، قال: نعطيهم من عندنا.

~ ويبقى الأمل ...