عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-2014, 12:18 AM
المشاركة 10
محمد الشرادي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
[justify] [/justify][justify]
بــِــلا وَجـــــه!!



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


(1)

يُبلّلُ أصابعَهُ بلُعَابهِ الساخن ..
يمسك قشور وَجهه
يريد إلْصاقها برأسه...
يزيدُ لهَاثه ..
وجههُ يرفضُ الرجوع للعفونة ِ!!
يرتعِد ..
يُزبـِد ..
يقع على الإسفِلت ..
بلا وَجه!

(2)

تنظر إلى أخادِيد ٍ مرسومةِ ببشاعة على وجههِا العاري من مَساحيق الزيْف ..
وجهها الذي كان أمانيّ العُشّاق ..
أضحى مسكناً للهَرَم و العَجز ...
تلطخ أنفها برذاذٍ خفيف..
تصبغ شفتيها بأحمر صارخ !
تبتسم فتكتشِف اختِفاء لؤلؤها !!
- أين طقم الأسنان اللعين ؟؟

(3)

يَنظرُ إلى انعِكاسٍ غريب ليسَ له حَتما !!
يضحك الوجه بشراسة له
فيرى الكذب قد احتله/ نحْتاً!

(4)

نفخت شفتها
ملأت خدها
جدَعت أنفها

ثم قهقهت فرِحة باسم الحُمْق!

(5)

عِندما أنظُرُ للمرآة ..
لا أرى سوى انعِكاسك مطبوعا فيها!
أيُّ احتلالٍ كامِلٍ تمَارِسُهُ عليّ ؟؟؟

(6)

استغرَب نظرات الناس التي تُلاحِقه !
تخّزه في وجهه ..
اقترب من المرآة ..
رأى أن على كتفه ستة من الوجوه !!
صرخ فيها:
- لا أنافق !!
و لكنّي أستَعيش!

هامِش :
صديقي انظر جيداً في انعِكاساتك !!
ليست كلها أنت!
.
.
.

نُشر هذا النص بمجلة روح للأدب الإماراتي العدد الثاني 2011
[/justify]
أهلا اختي جليلة.
اهنئك على هذا النص العميق. المبني على (فلسفة المرآة).منطقها الخيال. فالصورة التي تراها على المرآة هي صورتك، و ليست صورتك.
و الشيخ الأكبر ابن عربي قال: كما يدرك الإنسان صورته في المرآة، يعلم قطعا انه أدرك صورته بوجه و يعلم انه ما ادرك صورته بوجه...فلا يقدر أن ينكر انه رأى صورته، و يعلم أنه ليس في المرآة صورته.
فلذلك لا يمكن التعويل على المرآة لأنها تعكس صورتك و لا تعكسها في نفس الوقت.
و لذلك مرة أخرى قال الشيخ الأكبر (الصورة في المرآة برزخية)
أحييك اختي على هذا النص العميق.