عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2020, 08:11 PM
المشاركة 85
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
التوبة من الذنوب العظيمة يخبر الله تعالى عباده أن رحمته وتوبته عظيمة وشاملة كلّ بني آدم مهما بلغت ذنوبه كثرة أو عِظماً، فإنّ الله تعالى قادرٌ على مغفرتها كلها، قال الله تعالى في الحديث القدسيّ: (قال اللهُ تعالى: يا ابنَ آدمَ، إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كانَ منكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ، لوْ بلغتْ ذنوبُك عنانَ السماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ، لوْ أنَّك أتيتَني بقُرَابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشركْ بي شيئًا لأتيتُك بقرابِها مغفرةً)،

وفي الحديث القدسيّ بشارة عظيمة لجميع البشر أنه مهما بلغت الذنوب عدداً أو عظماً فإن الله تعالى يغفرها كلّها فلا تعجزه كثرتها ولا يبالي بها، واشترط الله تعالى لتلك المغفرة أن يدعوه الإنسان ويرجوه، فيدعوه أن يغفر له، ويرجوه أن يقبل منه توبته، فحينئذٍ تُمحى ذنوبه من صحيفة سيئاته، ولقد قال الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
ثمّ يكرر الله تعالى الخبر بشكل آخر في الحديث القدسي، وذلك في قوله لو بلغت ذنوبك عنان السماء، فإن كانت الذنوب قد وصلت السماء أي سحابها من كثرتها، فيقول الله تعالى: (ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالِي)
فكرم الله سبحانه مع عباده أوسع من أن يحرم عبداً التوبة والقبول بعد أن استغفره ودعاه ورجاه. ويختم الله تعالى بشكل آخر، وهو أنه لو كانت ذنوب العبد ملء الأرض، ثم لقي الله تعالى موحداً مخلصاً موقناً بذلك، لأتاه الله تعالى بملئها مغفرة وتوبة، وذلك من جميل حب الله تعالى لعباده وتوبته عليهم.

فأبشر أيها المؤمن .. مهما عظمت ذنوبك .. التواب موجود يقبل التوبة عن عباده